«ريدكون بروبرتيز».. استراتيجية للتوسع ولمسات تميز بأسس بناء حديثة
إيمان عريف
نائب رئيس مجلس الإدارة ريدكون بروبرتيز يؤكد دعم الدولة للمطورين العقاريين
أحمد عبد الله: ندرس عدة مشروعات متنوعة ونطمح للتوسع بالقاهرة الجديدة والساحل الشمالي
20 مليار جنيه لمشروع جولدن جيت.. ومشروعاتنا أصبحت أكثر جذبا للاستثمار
ارتفاع تكلفة البناء وانخفاض الجنيه أمام الدولار.. أهم تحديات القطاع العقاري
نطبق الحوكمة في إدارتنا.. والتحالفات فكرة ذكية
قال أحمد عبد الله، نائب رئيس مجلس إدارة شركة ريدكون بروبرتيز، أن الشركة تدرس التوسع بإقامة عدة مشروعات سيتم العمل بها خلال الفترة المقبلة، وتطمح للتوسع في القاهرة الجديدة والساحل الشمالي، وسط توقعات أن يتم الاستقرار على مشروعات جديدة قبل نهاية العام.
السوق العقاري فى مصر مستقر
أشار إلى أن السوق العقاري فى مصر مستقر، وبعض الشركات حققت مبيعات تجاوزت خططها التي وضعتها، وهو مؤشر أن السوق العقاري لا يزال يستوعب المزيد، موضحاً أن توقعات ظهور فقاعة عقارية في مصر مستبعد حدوثها، خاصة أن الفقاعة العقارية تحدث عندما يكون هناك تمويل ضخم مقارنة بحجم المبيعات، وهو أمر غير موجود في مصر، على عكس ما حدث عام 2008 في أمريكا، ودبي، ولم يحدث في مصر.
أكد عبد الله أن الحكومة المصرية تدعم المطورين العقاريين، والقرارات الأخيرة التى اتخذتها الحكومة مرضية وكافية خلال الفترة الحالية، مثل زيادة 20% فترة سماح للتسليمات، كذلك فتح الملكية للأجانب لتملك أكثر من وحدة، مع إعفاء 80% من غرامات التأخيرات، وغيرها من القرارات الهامة، مشيرا إلى ضرورة متابعة تأثير هذه القرارات بعد عام على السوق، لبيان ما إذا كانت تلك القرارات كافية لحماية القطاع العقاري في مصر أم تحتاج لقرارات جديدة.
أوضح نائب رئيس مجلس ادارة شركة ريدكون بروبرتيز، أن الشركة تأسست في عام 2020 كذراع التطوير العقاري للشركة الأم، ريدكون للتعمير، والتي تمتلك 30 عاماً من الخبرة، وهي شركة لها عدة أنشطة علي رأسها المقاولات. وأكمل أيضاً إن الشركة عملت في التطوير العقاري ولها خبرات كبيرة في بناء المباني الإدارية في القاهرة الجديدة تمتد لحوالي 20 عاماً، لكن الصورة الذهنية عن «ريدكون» أنها شركة تعمل في مجال المقاولات نظرا لحجم
أعمالها الضخم في هذا القطاع، ومن ضمن أعمال الشركة كمطور عقاري، مبني بنك عودة في القاهرة الجديدة وهو من أهم المباني الادارية التي تمتاز بطراز معماري مميز، حينها كانت ريدكون من أوائل الشركات التي اهتمت بإنشاء المباني الخضراء قبل أن تبدأ في الانتشار في مصر، وأيضا من المباني المميزة مبني شركة فاركو ومبني شركة ABB، وهي مجرد مثال وليس حصر للمباني التي نفذتها شركة ريدكون كمقاول ومطور في نفس الوقت.
وأشار عبد الله إلى أن «ريدكون» لا تعمل في قطاع المقاولات والتطوير العقاري فقط، ولكن لها أنشطة أخري في عدة مجالات وصناعات ذات صلة بقطاع الانشاءات، منها شركة «واجهة» والتي تعمل في مجال الـ GRC والزجاج والألمونيوم، وشركة «سيمنتو للخرسانة الجاهزة» جميعهم نعمل لنا ولغيرنا، بالإضافة إلي عدة استثمارات أخرى متنوعة الأنشطة.
مشروع Golden Gate
تابع عبد الله أن هناك اهتمام بالتطوير العقاري في المجموعة، وبجانب العدد الكبير من المشروعات التي تم تنفيذها، تقوم شركة ريدكون بروبرتيز – ذراع التطوير العقاري بمجموعة ريدكون، بإنشاء مشروع Golden Gate بالقاهرة الجديدة كمشروع مستدام متعدد الاستخدامات في أحد أفضل المواقع تميزاً بالتجمع الخامس أمام الجامعة الأمريكية مباشرة، بواجهة 1.20 كيلومتر على قطعة أرض بمساحة 160 ألف متر مربع علي شارع التسعين الجنوبي في مواجهة الجامعة الامريكية بالقاهرة، ويضم المشروع مساحة بنائية 200 ألف متر مربع، منها 130 ألف متر مربع إداري و70 ألف متر مربع تجاري.
أكد عبد الله أن ريدكون بروبرتيز اهتمت أن يتسم تصميم المشروع بالتميز والاختلاف، ليصبح "جولدن جيت" مجتمع مستدام بالكامل يضم 29 مبنى مستدام يتم تطويرها على أسس تصميم المباني الخضراء. كما اهتمت الشركة أن تجمع بين الفخامة والاستدامة، حيث تتميز الوحدات التجارية بارتفاع عالي يصل الي 6 أمتار وارتفاع للوحدات الإدارية يصل الي 4 أمتار، لتعطي مساحة كبيرة للتهوية والاضاءة الجيدة، هذا إلى جانب تقليل نسبة الانبعاثات الكربونية لحركة السيارات، حيث يضم المشروع أكبر ساحة انتظار سيارات داخلية في مصر تسع حتى 8000 مركبة موزعة علي طابقين أسفل الأرض بكامل مساحة المشروع.
الشركة تضع الاستدامة محوراً أساسيا لهذا المشروع
وأشار عبد الله أن الشركة تضع الاستدامة محوراً أساسيا لهذا المشروع، حيث يراعي كل جزء في المشروع المعايير البيئية، والاستدامة وأسس تصميم المباني الخضراء وتم تطبيق حلول تكنولوجية لتوفير استهلاك الطاقة بكل أنواعها، منها استخدام مواد بناء مستدامة تساهم في خفض انتقال الحرارة، مما يخفض من حمل استهلاك الكهرباء لنظام التكييف، إضافة إلي إعادة تدوير المياه المستخدمة بالمشروع واستخدامها في ري النباتات. ووضح عبد الله أن كل هذه الحلول تساهم في توفير ما يقرب من 40% من الطاقة والمياه مما يعود علي العملاء بتخفيض ملحوظ في الاستهلاك الشهري، وتوفير نفس النسبة تقريبا في فاتورة الصيانة الشهرية للوحدة.
أكد عبد الله أن زيادة تكلفة إنشاء المباني المستدامة بالخامات الموفرة لاستهلاك الطاقة تتراوح من 5% إلي 7%، عن تكلفة المباني التقليدية، وهذه الاستراتيجية باتباع معايير البناء المستدام توفر في المصروفات الثابتة للوحدة كما ذكرت من مرافق وخدمات وغيرها، بالإضافة الي أنها ترفع من القيمة الاستثمارية للعقار.
كما ذكر أن أكثر ما يميز مشروع جولدن جيت هو استمرار الأعمال الإنشائية أثناء طرح وحداته، حيث سيتكمن العميل من الاستفادة من عائد الوحدة سواء بالتشغيل او الايجار اثناء سداده لدفعات شراء الوحدة حيث تعمل الشركة على تقديم مشروع متكامل في فترة زمنية سريعة، مع تنفيذ كافة المعايير العالمية في اعمال الانشاءات في المشروع، وذلك اعتماداً على قدرات شركة ريدكون للتعمير المقاول الرئيسي في المشروع.
وعن حجم استثمار المشروع، قال أحمد عبد الله أنها تبلغ 20 مليار جنيه، تنقسم إلى جزء تمويل ذاتي وجزء تمويل مصرفي يتم دراسته مع مجموعة من البنوك والذي تقترب الشركة من إنهاء الاتفاق الخاص به. وعن أزمة الدولار وتأثيره على استخدام المباني الصديقة للبيئة، أكد عبد الله أن الشركة تعتمد في أعمالها على الخامات المحلية من أسمنت وحديد وغيرها المتوفرة في السوق المحلي، وأن العمل بمشروع "جولدن جيت" مستمر ولا يوجد نقص في أي من خامات البناء، ولكن الزيادة السعرية مؤكدة حسب التكلفة وحركة العرض والطلب بالسوق.
وقال عبد الله أن العميل اليوم مختلف تماما عن العميل في الماضي، فهو يبحث عن الشركات التي تمتلك خبرات واسم ذو تاريخ طويل وكذلك ملاءة فنية ومالية، حتي يطمئن أن أمواله واستثماراته في ملاذ آمن يستطيع أن يثق فيه وأن المشروع يزداد قيمة مضافة مع الزمن و يحافظ علي استدامة المشروع.
وتابع نائب رئيس مجلس الإدارة لشركة ريدكون بروبرتيز أن المباني التجارية والادارية أصبحت أكثر جذبا للاستثمار عن المباني السكنية، خاصة أن المباني السكنية في بعض المناطق قيمتها التسويقية والإيجارية تقل، لكن المباني التجارية والادارية تزداد القيمة الاستثمارية والإيجارية يوما بعد يوم، وهناك عملاء تشتري الوحدة من أجل الاستفادة من ارتفاع القيمة الإيجارية للوحدة، خاصة في المواقع المتميزة كموقع مشروع Golden Gate.
وعلى ذلك، نصح عبد الله الراغبين في الاستثمار في الوحدات السكنية بمراعاة مكان العقار، واختيار التوقيت المناسب للبيع ليحقق أكبر استفادة ممكنة، فكثير من الوحدات السكنية في العديد من المناطق لم تزداد قيمتها بالرغم من وجودها في مناطق تعتبر مميزة منها الشقق السكنية في المهندسين أو وسط البلد أو مدينة نصر التي كان يصل سعرها من عشر سنوات الى 20 ألف جنيه للمتر المربع عند تقييمها بالدولار، ويتضح الآن ان أسعارها لم تتغير كثيرا، علي العكس في بعض المناطق أصبح سعرها أقل عند تقييمها بالدولار، في حين ازدادت أسعار الوحدات التجارية في مناطق عديدة كوسط البلد بشكل متواصل، حتى تحولت الوحدات السكنية في تلك المناطق إلى مخازن لخدمة المحلات التجارية لانخفاض قيمتها.
وعن فلسفة الشركة في المبيعات، قال نائب رئيس مجلس إدارة الشركة، أن الشركة تتبع سياسة البيع والايجار للوحدات الإدارية والتجارية لتحتفظ بعدد من الوحدات تحت إدارتها، سواء إداري أو تجاري أو خدمات والنسب يتم تحديدها علي حسب متغيرات السوق.
وأكمل أنه تم التعاقد مع شركة "هيل انترناشونال" لاستشارات تشغيل و ادارة المشروع، هي شركة دولية رائدة في مجال استشارات البناء، وأن "ريدكون بروبرتيز" تدرس إنشاء شركة منبثقة من المجموعة للمشاركة في تشغيل المشروع.
وعن زيادة الأسعار خلال الفترة القادمة، أكد أنها ترجع لحالة الطلب في السوق، وأيضا تكلفة الانشاءات وسعر الأرض، وارتفاع فوائد البنوك، والتي يتم تحديدها وفقاً للعرض و الطلب.
وعن التحديات التي تواجه السوق العقاري، قال عبد الله أن التضخم من أهم التحديات الذي يواجهه العالم وبالتبعية ينعكس على مصر، وارتفاع التكلفة مع تخفيض قيمة العملة المحلية أمام الدولار، مما يسبب أزمة للمطورين بصعوبة عمل دراسة تفصيلية عن سعر البيع مقارنة بالتكلفة، بسبب عدم استقرار سعر العملة والتغير المفاجئ لسعر الخامات، أو البيع بسعر منخفض مقارنة بالزيادة في تكلفة البناء، التي واجهت معظم المطورين العقاريين خلال الفترة الماضية، ولكي تعالج الشركات هذه التحديات عليها أن تبحث عن بدائل منها الصناديق الاستثمارية أو شراء أرض جديدة وعمل مشروع جديد يعوض الخسائر أو تمويلات بنكية، كل حالة ولها ظروفها.
وعن فكرة التحالفات في السوق، قال عبد الله أنها فكرة ذكية جدا ليس فقط قي لتطوير العقاري، ولكنها في أي صناعة، وتستطيع الشركات التي تتحالف أن توسع استثماراتها ليس فقط في مصر، بل وتتوسع خارج مصر بعد دراسات متنوعة فنية ومالية لتحديد قدرتهم على التوسع.