الأمن السيبراني.. والعالم المفتوح

الأيام الماضية شهدت تكرار مصطلح الأمن السيبراني والهجمات الشرسة التي لم تحدث من قبل، وتسببت في شلل تام في بعض الجهات الحكومية في فرنسا، والمطارات والقطارات وغيرها.. ورغم ذلك البعض اتخذ من هذا الخبر سخرية ونكت من بعض رواد ومتابعي السوشيال ميديا ولم يعي جيدا معني مصطلح الأمن السيبراني وكيف يمكن أن يدمر منظومة كاملة لدول إذا تمكن منها، ليجعلها تنعزل تماما عن باقي الكرة الأرضية. وأشارت المعلومات التي أعلنت مع تحفظ الدول المتقدمة علي تفاصيل ومعلومات عديدة لتحافظ علي صلابتها أمام العالم، وأعلنت بأن مجموعتين من الهاكرز قد تبنت الهجوم، واحدة منهما هي Anonymous Sudan التي تهاجم الدول الغربية عادة، والثانية NoName05716 التي يقال إنها من روسيا. إلا أن هذه الهجمات ذكرتني بمقولة شهيرة "وهو المتغطي بالغرب..." آه والله بمعني أن أعظم دول العالم تقدما يستطيع هاكرز أن يجعلها تنام في الظلام بدون طرق ولا كهرباء وأن تعطل وتحذف وتشل جهات حكومية كاملة عن عملها.. وهنا أتحدث عن الأمن السيبراني ولم أتطرق إلي أمن المعلومات والشبكات وهو التعبير الأشمل.. القريب جدا من أسرارك وأموالك وأدق تفاصيل حياتك الشخصية، وأمن المعلومات هو أشمل وأكبر من الأمن السيبراني، ولكن يحتاج مقال آخر لتفسيره.. لذلك أرجو منك عزيزي القارئ أن نعود للأمن السيبراني "العالم الرقمي" وليس عن حادث فرنسا الشهير فقط، و الهجمات السيبرانية التي تعرضت لها فرنسا، ولكن نستعرض منطقة الشرق الأوسط، ومنها مصر والدول العربية،والاستعدادات لحماية منطقتنا من أي هجوم سيبراني.. وإدراكاً من خطورة هذه التهديدات، فقد أولت الدولة المصرية اهتماماً بالغاً بهذا المجال وسارعت باتخاذ العديد من التدابير والإجراءات لتنظيم الفضاء الإلكتروني وحماية البيانات وذلك ‏على كافة المستويات حتى تصبح قادرة على التصدي للتحديات والمخاطر العالمية الناجمة عن التهديدات السيبرانية، وتتجه الدولة المصرية لبناء مصر الرقمية والتي يتم من خلالها رقمنة الخدمات الحكومية وتبني المعاملات الرقمية.

ولكي نفهم معا ببساطة ما هو الأمن السيبراني، هو عملية حماية الأنظمة والبيانات والاتصالات والشبكات الموجودة والمتصلة بالإنترنت ضد الهجمات الرقمية والمعروفة عالميا بـ "الهجمات السيبرانية" فهذه الهجمات ما هي إلا محاولة اختراق، أو تعديل أو تعطيل أو دخول أو استخدام غير مشروع؛ وبالتالي، يمكن أن تتراوح الهجمات السيبرانية من تثبيت رموز برمجية ضارة على جهاز حاسوب شخصي وصولا إلى محاولة تدمير البنية التحتية لدول بأكملها، وهو ما تحذر منه الجهات المعنية مرارا وتكرارا بعدم دخول أي رموز أو "فلاشات" مشكوك في أمرها في أي أجهزة، وكذلك لأمن معلوماتك الشخصية لا تفصح عن أي بيانات ترتبط بحساباتك الخاصة.

ومع ذلك.. فان عصابات الهاكرز الدولية كل لحظة تخلق أنواع حديثة ومبدعة في اختراق المعلومات التي تخص كل شئ من جهات حكومية إلي مؤسسات عالمية وصولا للأفراد.. لذلك يجب أن تكون مستعد لأي هجمات سيبرانية خاصة في عالم الرقمنة التي تتحكم بشكل مرعب في العالم.