إسلام الخطيب
تحية للرجال الذين اختاروا الوطن
حينما أراد المولى عز وجل أن يخصص المؤمنين ويعلي قدر بعضهم قال عنهم: «من المؤمنين رجال»؛ وليس من الرجال مؤمنين؛ أي أن سدة الفخر أن تكون رجلا شكلا وصفة وأفعالا قبل الأقوال.
هذا بالضبط ما نجده منطبقا على رجال «الأمن الوطني» الذي حاول مسلسل «الاختيار» في جزءه الثاني أن يلقى بعض الضوء على بعض جولات وتضحيات رجال هذا الجهاز وأبطاله؛ وإن كان الحديث عن تضحيتهم يستحق أن تفرد له صحف لا تعد ولا تحصى تمدها بحور من الحبر.
منذ سنوات مضت؛ حاولت الجماعات الإسلامية رسم صورة غير لائقة بضباط الأمن الوطني؛ حاولت تشويه صورهم وتقديمهم على أنهم بلا قلب ويتعاملون بدون رحمة.
مع مرور الوقت بعد «25 يناير» وحدوث ثورة الثلاثين من يونيو؛ ظهرت الصورة الحقيقة لهؤلاء الأبطال؛ جلية واضحة ناصعة البياض لا يشوبها شائبة.
لقد كان المخطط كبيرًا وثقيلًا علي الشارع المصري؛ حاولت الجماعات الإسلامية اختطاف المؤسسات المدنية بحجة «إرادة الشارع»، لم يكن في باطن الأمر ديمقراطية أكثر مما كان سلمًا وطريقًا نحو السيطرة وتغيير الهوية المصرية وجعل مصر «ولاية» خاضعة لتوجهات خارجية؛ مستخدمة في ذلك الدين ومستغلة طيبة الشعب المصري أحيانًا وجهل بعض قطاعاته في أحيانا أخرى.
كل ذلك كان مرصودًا من الألف إلى الياء من قبل أبطال «الأمن الوطني» ولم يكن منعه بالأمر الهين أو السهل بل جاء نتيجة تضحيات كبيرة سطرت أمجادها بأذكي الدماء المصرية؛ لتنير الطريق لشعبها نحو مستقبل خال من الإرهاب والتخويف وتكفير الآخر.
يحق لهذا الوطن أن يفخر برجاله وتضحياتهم؛ وأن يباهي بهم الأمم في جميع أنحاء العالم؛ لنقول أن لدينا رجالا اختاروا الوطن وضحوا من أجله - ومازالوا - في سبيل اعلاء رايته حرة آمنة مطمنة.