اقتصاد الهند يبدا بالانهيار واكبر الشركات تتعرض لضربات قاسية بعد ازمة كورونا
قالت شركة "ريلاينس إندستريز"، أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في الهند، التي تلعب دوراً مهمّاً في الاقتصاد الوطني، إنها لم تفلت من موجة جديدة مدمرة من فيروس كورونا، وحذرت من أنها تواجه مزيداً من المتاعب ما لم يُكبح تفشِّي الفيروس سريعاً.
وأضافت الشركة المملوكة لموكيش أمباني، أغنى شخص في آسيا، في بيان لإعلان أرباحها يوم الجمعة، إن "تفشي وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) على مستوى العالم وفي الهند يتسبب في اضطراب وتباطؤ كبير في النشاط الاقتصادي، وعمليات المجموعة وإيراداتها خلال الفترة تأثرت بسبب (كوفيد-19)".
وأضافت أنها أخذت في الحسبان التأثير المحتمَل لتفشي الفيروس في أثناء إعداد نتائجها المالية.
ويبرز البيان تأثير أزمة الرعاية الصحية والإنسانية العميقة في الهند على مواطنيها، سواء أصحاب المليارات وغيرهم، إما من خلال المناشدات المستميتة على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأكسيجين، وإما من خلال إعلان أرباح الشركات الكبرى.
وأعلنت الهند عن تسجيل أكثر من 300 ألف إصابة جديدة خلال الأيام التسعة الماضية، مما يجعلها تشهد أسرع تَفَشٍّ في العالم يمكن أن يُخرِج اقتصاد البلاد عن مساره.
وأشارت "ريلاينس"، التي لم تتوافق أرباحها مع تقديرات المحللين في الربع الأول من 2021، إلى مزيد من المتاعب في الأيام المقبلة، ما لم تصل موجة الفيروس إلى ذروتها قريباً.
وقال في سريكانث، المدير المالي المشارك، في مؤتمر بعد إعلان الأرباح يوم الجمعة الماضي: "ستؤثر عمليات الإغلاق الجديدة في نمو الطلب على الوقود" ، مضيفاً أن عودة ظهور الإصابات في نهاية مارس أضرّت بالنشاط التجاري.
وانخفض الإقبال على متاجر التجزئة التابعة لشركة "ريلاينس" إلى 40% من مستويات ما قبل كوفيد في أبريل، مقارنة بـ88% في الربع المنتهي في مارس، وفقاً لدينيش ثابار، الذي يرأس وحدة البيع بالتجزئة في الشركة.
وقال أنشومان ثاكور، رئيس الاستراتيجية في "ريلاينس جيو إنفوكوم" للصحفيين: "لقد أعدنا تشكيل أولوياتنا لهذا الربع لمواجهة تحدي موجة كوفيد الجديدة".
وتُعتبر الشركة، التي تعمل في مجالات التكرير والبتروكيماويات والإعلام وتجارة التجزئة والقطاعات الرقمية، رائدة بالنسبة إلى الاقتصاد الهندي الأوسع، الذي كان بدأ للتو التعافي من ركود تاريخي بعد الإغلاق على مستوى البلاد في 2020.
وفي غضون ذلك ركزت "ريلاينس" على المساعدات الإنسانية، إذ قاد أمباني نفسه عديداً من هذه المبادرات.
وتُنتِج الشركة الأكسيجين للاستخدام الطبي من مجمع التكرير المزدوج في جامناجار بولاية غوجارات، كما اتخذت خطوات لنقل الأكسيجين الطبي بسرعة عبر البلاد.
وتنشئ "ريلاينس فاوندشين"، الذراع الخيرية للمجموعة، مرفق رعاية لمصابي "كوفيد-19" بسعة 1000 سرير هناك، وسيوفر العلاج المجاني للمرضى. وذكر تقرير إعلامي محلي أن أمباني تَوجَّه جواً إلى جامناجار لتسريع جهود الإغاثة.
وقال أمباني في البيان: "بالنسبة إليّ، هذه المساهمات مُرضية أكثر بكثير من الأداء التشغيلي والمالي القوي لشركتنا لهذا العام".