سلي صيامك..وإحكي لأولادك قصة سيدنا نوح عليه السلام
سماح بدر
يعرض لنا القرآن الكريم الكثير من قصص الأنبياء لنتعرف عليها ونتأخذ منها بعض الدروس المستفادة، ولنعلم جيداً قدرة الله الفائقة على كل شئ وكيفية تحقق المعجزات للأنبياء، لذا تقدم لكم "الصفقة" قصة سيدنا نوح عليه السلام.
عاش الناس بعد آدم عليه السلام على عبادة الله وطاعته، وبعد مرور آلاف السنين بدأت وساوس الشيطان إلى بعض الأجيال، وضلهم عن الطريق المستقيم، فأصبحوا إذا مات منهم رجال صالحون صوروا لهم تماثيل ليتذكروا هدايتهم بها ويتأسوا بهم، وكان من بين من صورهم ووضعوا لهم تماثيل خمسة رجال صالحون هم ود وسواع ويعوق ويغوث ونسر، وقد وسوس الشيطان إلى القوم بأن يعبدوا هذه التماثيل لأن أصحابها كانوا على الصلاح والتقوى، وأن عبادتهم لها تقربهم إلى الله.
أرسل الله نبيه نوحا ، فدعا القوم إلى دين الله وعبادته وحده، وترك عبادة الأصنام التى لا تنفع ولا تضر، ولم يؤمن بدعوة نوح إلا الضعفاء والفقراءـ أما باقى القوم فظلوا على عنادهم وكفرهم، وقالوا لنوح انت لم يؤمن بك إلا الضعفاء والفقراء فاطردهم خارج القرية حتى نؤمن بك، ولكن نوحا عليه السلام رفض أن يطردهم وقال للقوم إن طردى للفقراء والضعفاء الين امنوا برسالتى لن يفيدكم بشىء فآمنوا بالله واعبدوه وأطيعوه خير لكم حتى لا يأتيكم عذاب أليم.
فرفض القوم دعوة نبيهم نوح، وسدوا أذانهم بأصابعهم حتى لا يسمعوا له، وأخذ نوح عليه السلام يدعوهم بالإشارات فكانوا يرفعون ثيابهم على وجوههم حتى لا يروا إشارته فى دعوتهم، وظل نوح عليه السلام يدعو الناس سرا وعلانيه وليلا ونهارا وهو يخشى عذاب الله الأليم إن ظلوا على كفرهم، وأخذ يأمرهم باتباع دين الله وطاعته حتى يكونوا من الفائزين ولكن القوم ظلوا على شركهم برغم أن نبيهم نوحا كان يهب إليهم ولا ييأس من دعوته لهم.
وعاش نوح عليه السلام فى قومه تسعمائة وخمسين عاما، وقال له القوم لقد جادلتنا كثيرا، فأتنا بالعذاب الذى وعدتنا به إن كنت من الصادقين، فدعا نوح على قومه الكافرين قائلا: يا رب بل تجعل على الأرض من الكافرين أحدا، فأوحى الله اليه أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن، وأمره أن يصنع سفينة، وأعد ما يلزم لصناعة السفينة، وبدأ فى صناعتها بالصحراء، فكان القوم يمرون عليه ويسخرون مما يفعله.
وظل نوح على صبره أمام القوم حتى أتم صناة السفينة الكبيرة، فأمره الله أن يجمع فيها زوجين من كل انواع الطير والحيوان ومن آمن من أهله وقومه وبعد أن استقروا بالسفينة جاء أمر الله فتفجرت المياه من الأرض وانهمرت من السماء وبدأ القوم الكافرون يحاولون الهرب من الماء الذى أحاط بهم بدأوا يغرقون.
ورأى نوح ابنه الذى لم يؤمن بدعوته وهو يحاوب النجاه بنفسه من الغرق فناداه ليركب معهم ولكن الابن كافر لم يستجب له وقال سأصعد إلى جبل عال لانجو من الغرق.
ولكن لا يوجد نجاه للكافرن بعد أن امر اله بهلاكهم، وغرق كل من كان يكفر بالله فى حين سار نوح بسفينته ومعه المؤمنون وهم يقولون الحمد لله الذى نجانا من القوم الظالمين، ثم جاء أمر الله للسماء بأن تقلع عن إنزال الماء، وأمر الأرض بأن تبتلع ماءها، فعاد كل شئ إلى طبيعته بع هلاك الظالمين وهبط نوح عليه السلام وهو ومن معه من المؤمنين على جبل الجودى بعد أن نجاهم الله، وعاشوا فى طاعة الله وعبادته.