مسلسل يحيى وكنوز الحلقة 11 .. ما تاريخ جامع الأقمر
فى الحلقة الحادية عشر من مسلسل يحيي وكنوز الجزء الثالث، الذي يعرض على قناة dmc، ضمن دراما رمضان 2024، ذهب يحيى وكنوز إلى شارع المعز لدين الله الفاطمي بصحبة الأستاذ عصام، الذي اتخذهم للشارع لمعرفة الأماكن الأثرية العريقة في محافظة القاهرة، واتجه بالحديث عن جامع الأقمر الموجود بالمنطقة، وفي ضوء ذلك نستعرض لكم تاريخ جامع الأقمر
الجامع الأقمر الواقع فى شارع المعز، والذي تم ذكره في مسلسل يحيى وكنوز كأحد أهم الآثار الموجودة في شارع المعز، أحد مساجد القاهرة الفاطمية، ويعد أول جامع بنى فى القاهرة، بناه الوزير المأمون بن البطايحى بأمر مباشر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبى على منصور عام 519هـ ـ 1125م، وقد صممت واجهته بطريقة هندسة متميزة ومختلفة، فتجدها تتزين بزخارف ونقوش فريدة، حيث تتمتع الواجهة معمارية من دلايات ونقوش خطية ونباتية محفورة بالحجر، فالدوائر الزخرفية التى تبدو كالشمس الساطعة تحمل فى ثناياها الداخلية اسم الإمام على بن أبى طالب "كرم الله وجهه".
ويقول "المقريزى" إن المسجد بنى فى مكان أحد الأديرة التى كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحوى عظام بعض شهداء الأقباط، وسمى المسجد بهذا الاسم نظرًا للون حجارته البيضاء التى تشبه لون القمر، وحتى تصير القبلة متخذة وضعها الصحيح بنيت الواجهة الخاصة به موازية لخط تنظيم الشارع بدلا من أن تكون موازية للصحن، ولهذا نجد أن داخل الجامع منحرف بالنسبة للواجهة.
الجامع مكون من صحن صغير مربع مساحته عشرة أمتار مربعة تقريبا يحيط به رواق واحد من ثلاثة جوانب وثلاثة أروقة فى الجانب الجنوبى الشرقى أى فى ايوان القبلة وعقود الأروقة محلاة بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة على أعمدة رخامية قديمة ذات قواعد مصبوبة وتيجان مختلفة.
والزخارف الشمسية على واجهة الجامع، قال عنها الدكتور أحمد فكرى، أستاذ الحضارة الإسلامية فى كتابه "مساجد القاهرة وآثارها"، إنها الظاهرة الأولى للزخرفة فى واجهة مسجد الأقمر هى الإشعاعات الصادرة عن مركز يمثل الشمس فى أغلب الأحيان، وإذا ما اتجهت الأنظار إلى الطاقة الكبرى التى تعلو الباب سنلاحظ أنه يتوسطها فى دائرة صغيرة نقش لاسم سيدنا محمد، صلى الله وعليه وسلم، وعلى بن أبى طالب، رضى الله عنه، تحيط بها ثلاث حلقات، نقش على الحلقة الوسطى منها بالخط الكوفى ما نصه بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»، وكأنما أريد بهذه الشموس المضيئة أن تعبر عن قوله تعالى «جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً".
وتتزين واجهة الأقمر، وحدها بسبعة أشكال لشموس مختلفة الأحجام، تشارك جامعى الجيوشى والحاكم بأمر الله، فى بروز واجهة المسجد خارج جدرانه، وإن كان هذا البروز يبدو واضحًا أكثر فى جامع الحاكم بأمر الله، إذ يتخذ هيئة برجين يتوسطهما ممر يؤدى إلى الباب، لكن البرجين فى الأقمر قد روعى فى تصميمهما أن يصغر حجمهما ليتناسق مظهرهما مع الواجهة.