تحت عنوان صحافة الموبايل في عصر الذكاء الاصطناعي
القباج تشهد افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لصحافة الموبايل للأكاديمية العربية
شهدت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لصحافة الموبايل، والذي تنظمه الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وذلك تحت عنوان «صحافة الموبايل في عصر الذكاء الاصطناعي»، وبرعاية وزارة التضامن الاجتماعي وبنك ناصر الاجتماعي، وبحضور الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والنقل البحري، والدكتور محمد النشار عميد كلية اللغة والإعلام، والدكتور على فهمي عميد كلية الذكاء الاصطناعي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والدكتور فيصل زايد رئيس مجلس إدارة شركة « CAN Be» للتدريب والمؤتمرات، ولفيف من عمداء الأكاديمية ورؤساء التحرير للصحف والمواقع الألكترونية والإعلاميين.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أنه على مدار 50 عاماً حققت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري العديد من الإنجازات في التعليم والتدريب والبحث في مجالات عديدة على رأسها النقل البحري وعلوم الهندســة والإدارة، وأصبحت الأكاديمية تتبوأ مكانة رفيعة ما بين المؤسسات التعليمية الإقليمية والعالمية، وتتميّز بامتلاك أفضل الوسائل والإمكانات والتقنيات، وتحقق التبادل المعرفي في ضوء المعايير العالمية؛ وتوفر أفضل بيئة عملية وتعليمة وبحثية إدارية حديثة ومتطورة للدارسين ولهيئة التدريس وللباحثين.
وأضافت القباج أن الإعلام أصبح بشكل عام، والإعلام الرقمي بشكل خاص، يغزو حياتنا بشكل مكثف، يقتحم عقولنا وقلوبنا دون استئذان، وله تأثير عظيم على أفكارنا واتجاهاتنا، بل وعلاقاتنا، وعلى النفاذ للرأي العام و المساهمة في تشكيل الفكر الجمعي والوعي المجتمعي، وتشهد سنوات مصر الماضية أنها تتأهب لمستقبل مصر الرقمية، فنرى كافة مؤسسات الدولة تشرع بقوة نحو التحول الرقمي وتداول المعرفة، وتكنولوجيا المعلومات، وتعزيز قواعد الشفافية وتكافؤ الفرص، كما أطلقت الدولة المصرية استراتيجية التحول الرقمي لتتبنى مصر مساراً علمياً وعملياً لتحويل الخدمات الحكومية القائمة والنظام البيئي المجتمعي إلى نظام رقمي دون تدخل بشري وذلك لتقديم الخدمات الحكومية بصورة أسرع وأبسط.
وأفادت وزيرة التضامن الاجتماعي أن حدود الاتصالات والتواصل انفتحت بين المجتمع الأكاديمي والمجتمع التنموي، وبينهما وبين المجتمع الإعلامي، فأصبحنا نتداخل جميعاً ونتكامل، وننصهر في بوتقة واحدة، وإن اختلفت انتماءاتنا، إلا أنه واجب ومسئولية علينا أن يكون هدفنا واحد مشترك بناء الإنسان وتعمير البنيان،بناء مستمر للوطن بشكل يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين الحضارة والعلم والابتكار.
وأوضحت القباج أنه اتساقاً مع رسالة وزارة التضامن الاجتماعي في الاستثمار في البشر، وفي استمرار التواصل مع المجتمعات، وتسويق القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتوعوية، دخلت وزارة التضامن الاجتماعي إلى غمار الجامعات المصرية للوصول بشكل أكبر إلى فئة من أهم الفئات المستهدفة لدينا، وهم فئة الشباب، وبالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومع رؤساء الجامعات الموقرين، أنشأنا 31 وحدة تضامن اجتماعي داخل الجامعات، وهي وزارة تضامن مصغرة داخل الجامعات، لدعم الطلاب الأولى بالرعاية، وذوي الإعاقة، وتعزيز الوعي المجتمعي، ونشر فكر وبرامج التطوع، وفتح مجال البحوث الاجتماعية التطبيقية، ولحماية شبابنا من مخاطر الإدمان والتعاطي، وإعداد المقبلين على الزواج من خلال برنامج "مودة"، ولتعزيز فكر الاستثمار المجتمعي من خلال بنك ناصر الاجتماعي، وتشجيع الطلاب المنتجين من خلال "الطالب المنتج"، وللاستعانة بفكر وعلم أساتذة الجامعات في البحوث العملية.
كما أننا نؤمن بأهمية الإعلام في حياة التضامن، ونعتبره شريكاً أساسياً في تسويق برامجنا، وفي استمرار تواصلنا مع الرأي العام، وفي المساهمة في التأثير على الفكر الجمعي، وعلى المسئولية الاجتماعية والوطنية، وفي انعكاس حقوق الإنسان في برامج حقيقة تترك آثارا حقيقية وملموسة على المجتمعات والفئات المستهدفة، ولنا تجارب عديدة في الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، من خلال التقارير والتغطية، ومن خلال البرامج، وأيضاً من خلال الدراما والفن.
وجدير بالذكر أن لنا تجربة حديثة ولكنها مكثفة مع الإعلام الرقمي، واستخدام التقنيات الحديثة وتطبيق الذكاء الاصطناعي والثورة الهائلة فيه، لنساهم تباعاً في وصول أكبر لشركائنا وللفئات المستهدفة من برامجنا.
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى إن رؤية التحول الرقمي تحققت من خلال رؤية إعلامية لوزارة التضامن الاجتماعي تقوم على التواصل والدمج والمشاركة الفعالة، والرصد والتدخل والاستجابة قدر المستطاع، وأسست وزارة التضامن الاجتماعي لنفسها تواجداً قوياً على منصات التواصل الاجتماعي الرقمية، حاولت فيها تغيير الصورة الذهنية عن المؤسسة الحكومية التي يراها البعض ذات ردود جامدة، ومعلومات معقدة، وأصبحت شخصية الوزارة على منصات التواصل الاجتماعي أكثر مرونة، ولغتها أكثر سهولة، خاطبنا المواطنين يما يفهمونه، وليس فقط ما نراه نحن، نجحنا في ٣ سنوات فقط، في الوصول إلى إجمالي ٤٥ مليون شخص وصل إليهم محتوى وزارة التضامن الاجتماعي من خلال حسابات الوزارة، أو المواقع والمنصات الشريكة، وصلنا إلى ٢٨ مليون مشاهدة لفيديوهات الوزارة، وتفاعل معنا في رحلتنا نحو ٢٢ مليون شخص، ولم نضع أسلاكاً شائكة في الحديث؛ فأصبحت لأول مرة على منصة حكومية؛ تناقش موضوعات كختان الإناث والعنف ضد المرأة والزواج المبكر والإدمان، بشكل مفتوح دون قيود، لأن حجتنا قوية، وأدلتنا من الدين والعلم والطب حاضرة، فخاطبنا من كافة اتجاهات العقل، وخضنا كل طرق الإقناع، لا نكتفي فقط بابراز المشكلات، لكننا نضع الحلول، ونحث الناس على تغيير حياتهم، بمشروعات تمكين اقتصادي وقروض ميسرة، أو حتى لو كان التغيير أن تأتي إلينا في أحد بيوت استضافة النساء ضحايا العنف، وأصبحت لأول مرة على منصة حكومية تناقش قضايا هامة.. ختان الإناث، والعنف ضد المرأة، والزواج المبكر، والتعاطي والإدمان، والمواطنة، وتغير المناخ، وتكافؤ الفرص، ودعم ذوي الإعاقة.
كما أنتجت الوزارة عدداً كبيراً من التقارير والأفلام باستخدام الموبايل، وأصبحنا وزارة تضع "الاستوري والريل" ضمن أولويات النشر، لم نترك بابا رقميا إلا وطرقناه.
كما نجحنا في إخراج وإنتاج 101 فيلم يطرح قضايا التضامن من خلال دراما ناطقة، ومستهدفين يروون ويتحدثون عن أنفسهم، حتى وصلنا إلى مهرجانات في 18 دولة، وطرحنا حوارات رقمية وتفاعل معنا في رحلتنا نحو ٢٢ مليون شخص، وأسسنا حملات إعلامية قوية لامست احتياجات الناس، كما أن للوزارة مساهمة في الإعلام المرئي والدراما، فكان لنا نصيب في برنامج "العباقرة.. قادرون باختلاف"، والذي نطلق من خلاله مسابقات عن قريب لطرح قضايا ذوي الإعاقة، ومسلسل ليه لأ لأصحاب طيف التوحد، ومسلسل فاتن أمل حربي لطرح قضية العنف ضد المرأة، ومراكز استقبال النساء في خطر.. وغيرها من المنتجات الإعلامية.
كما كان للإعلام المجتمعي نصيب من اهتمامنا وأولوياتنا، فوافق رئيس الجمهورية على زيادة عدد الرائدات المجتمعيات من 2,5 ألف رائدة إلى 15 ألف رائدة مجتمعية تصل تطرق أبواب المنازل، وتتواصل مع الأسر بشكل مباشر، وحالياً نرقمن عمل الرائدات من خلال التابلت، ومن خلال إنشاء المرصد الأسري الذي يوثق نتيجة أبحاثهم المجتمعية في معظم قرى مصر، كما أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي منذ أيام أول مرصد اجتماعي لبرنامج وعي للتنمية المجتمعية فأصبح مرصدا يقوم على التحول الرقمي وتحليل البيانات واستخدام الذكاء الاصطناعي، وسوف نحقق من خلاله تقييم بشكل واضح لمتطلبات الأسر ومشاكلها، وبالتالي وضع البرامج والحلول المناسبة.
وأشارت القباج إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي أطلقت العديد من البرامج منها الميكنة الكاملة لبرامج الدعم النقدي، والمنظومة الإلكترونية المتكاملة للعمل الأهلي، ومنظومة تلقي ومعالجة الشكاوى والتظلمات، والمنظومة الالكترونية لإثبات الإعاقة، بالإضافة إلى منظومة رصد ومتابعة عمل الرائدات الاجتماعيات، وغرفة العمليات المميكنة لرصد والاستجابة للأزمات والإغاثة، ومنظومة استطلاعات الرأي وقياس الظواهر الاجتماعية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، ومنظومة "فرصة" لتوثيق المشروعات متناهية الصغر، منظومة الرعاية الاجتماعية بمؤســسات الأشخاص الأولى بالرعاية، كما اتسقت مبادئ الوزارة، مع رؤية الدولة المصرية ٢٠٣٠، لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة في كل المجالات، وتوطينها بأجهزة الدولة المصرية المختلفة.
وتستند هذه الرؤية على مبادئ العدالة والمساواة في الفرص، كما تركز رؤية مصر ٢٠٣٠ على الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري وتعزيز الاستثمار في البشر، وأنتم خيرة شباب مصر، وقوتها الإبداعية من خلال نهل المعرفة والابتكار والبحث العلمي في كافة المجالات.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن الذكاء الاصطناعى لا يحل محل الذكاء البشري، كما أنه مع حديثنا عن الأصالة لابد أن نسارع ايضاً للمعاصرة مع التأكيد على ضرورة التمسك بالإطار القيمي والأخلاقي لاستخدام التكنولوجيا وتحرى الدقة فى نقل المعلومة، مشيرة إلى أنه قد أتت لمصر إرادة سياسية تخطو الصعاب ولاتخشى إلا مصلحة الوطن وعلينا جميعا مسئوليات جسام، كذلك شباب مصر القوة الواعدة لمستقبل الوطن.