احتجاجات في بريطانيا بسبب الصور المسيئة للنبي محمد
دينا عبدالخالق
وصف وزير بالحكومة البريطانية الاحتجاجات أمام مدرسة عرضت فيها رسوم للنبي محمد على التلاميذ بأنها "مثيرة للقلق".
وقال وزير المجتمعات روبرت جنريك إن المعلمين "لابد أن يتمكنوا من عرض رسوم للنبي في الفصل الدراسي بطريقة مناسبة". وكان محتجون تجمعوا أمام مدرسة باتلي للقواعد، التي أوقف فيها المعلم المعني بالقضية. وأصدرت المدرسة الواقعة غرب منطقة يوركشاير، اعتذاراً "لا لبس فيه" عن الحادثة.
وقال مدير المدرسة، غاري كيبل، إن المعلم المعني أوقف عن العمل منذ أن عرض الصورة يوم الاثنين.
وبعدما تواصلت الاحتجاجات لليوم الثاني، أعلنت المدرسة تيسير الدروس اليوم عبر الانترنت. ودعا جنريك إلى إنهاء المشاهد "المثيرة للقلق" أمام المدرسة. وقال "في مجتمع حر نريد أن يتعلم التلاميذ عن الأديان وأن يتمكنوا من مساءلتها".
وأضاف: "علينا أن نحمي المعلمين، ولا ينبغي أن يتعرض من يذهب إلى المدرسة للتخويف أو التهديد".
وطالب المحتجون بإقالة المعلم، ولكن بعض الأولياء قالوا إنهم لم يوافقوا على الاحتجاجات وإنهم يرونها "مخيفة". وقرأ أحد المحتجين الجمعة بياناً قال فيه إنّ "المدرسة لم تتعامل مع القضية بالجدية المطلوبة، وإنها استغرقت أربعة أيام لتوقف أحد المعلّمين المعنيين فحسب".
وقال محتج آخر، عرّف عن نفسه باسم حسين لوكالة برس أسوسيشن للأخبار، إنه من أولياء التلاميذ "ولا نريد أي شكل من أشكال التطرف، لا نريد تعليم الأفكار المتطرفة لأبنائنا".
وقالت الرئيسة المشاركة السابقة لحزب المحافظين، البارونة سعيدة وارسي، إن النقاش "استغلّ من قبل المتطرفين من الجانبين"، من أجل تغذية "ثقافة الحرب" على حساب "التلاميذ ودراستهم". وذكرت أنها تحدثت مع التلاميذ والأهل خلال الساعات 24 الماضية، وأن "كثيراً من التلاميذ يشعرون بالقلق مما حدث". وقالت أيضاً إن المطلوب الآن هو "حماية التلاميذ، وأن تعود الأجواء في المدرسة إلى طبيعتها مثل أي مدرسة أخرى، وأن يحصل كل تلميذ على تعليم يوفر مناخاً إيجابياً جامعاً".
وندّدت نائبة حزب العمال عن منطقة باتلي، تريسي برابن، بالذين "يصبون الزيت على النار في هذه الحادثة"، وقالت إنها رحبت باعتذار المدرسة.
وجاء في بيان أصدرته: "لا ينبغي أن يتعرض أي معلم إلى التخويف أو التهديد، لا مبرر لمثل هذا السلوك، وينبغي التركيز على راحة التلاميذ وتعليمهم في هذه المدرسة".
وقالت الشرطة المحلية إنها لم تعتقل أحداً من المحتجين، ولكن عناصر منها لا يزالون في المدرسة.
وقال مدير المدرسة إن المعلم قدم اعتذاراً صريحاً، وأوقف عن العمل حتى استكمال التحقيق في الحادثة.
ودعا الأمين العام لجمعية مديري المدارس، جيف بارتن، إلى تمكين المدرسة من إجراء تحقيق في القضية "بمنأى عن التعليقات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من التعليقات الصادرة من خارج أبواب المدرسة".
وجاء في بيان أصدرته وزارة التربية البريطانية إنه "من غير المقبول تخويف أو تهديد المعلمين"، مشجعة على الحوار بين المدرسة وأولياء الأمور عندما تطرأ حادثة.