بروفايل اليوم..مسيرة معلم السينما المصرية "محمد رضا"
سماح كرم
تحل علينا اليوم الأحد، ذكرى ميلاد الفنان الكبير الراحل محمد رضا، الذى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1995 بعد حياة حافلة بالفن والإبداع ظل يعمل خلالها حتى أخر يوم في حياته، وقدم خلالها العديد من الأدوار التي ظلت راسخة في أذهان الملايين من مختلف الأجيال التي حفظت عباراته عن ظهر قلب.
حياته
ولد في أسيوط، حصل على دبلوم الهندسة التطبيقية العليا عام 1938 وأيضا حصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1953، تتلمذ على يدي يوسف وهبي وزكي طليمات، وعمل مهندس بترول قبل أن يعمل بالفن.
حياته الفنية
بدأ حياته الفنية في نهاية الاربعينات وذلك أثناء دراسته في المعهد حيث قام بأدوار صغيرة أغلبها لمفتش المباحث في بداية حياته الفنية، ونجح في أداء شخصية المعلم في مسرحية "زقاق المدق" فالتصقت به إذاعيا وسينمائيا وفي المسلسلات الإذاعية مثل "رضا بوند" التي تحولت إلى فيلم سينمائي بنفس الاسم ومن مسرحياته :"نقطة الضعف"، ومن المسلسلات التي عمل بها: "ساكن قصادي"، "يوميات ونيس"، "عماشة عكاشة"، "يوميات جاد الله"، "عنتر بيكا"، ومن الأفلام: "30 يوم في السجن"، "بنت اسمها محمود"، "غاوي مشاكل"، "ممنوع في ليلة الدخلة".
يتجاوز رصيده الفني في السينما والتليفزيون والمسرح والإذاعة نحو 350 عملا، وفقا لقاعدة معلومات السينما.
عاش محمد رضا عمره عاشقا مخلصا للفن، ومهما كانت الظروف الصعبة التي يمر بها، تجده واقفا على خشبة المسرح يؤدي عمله، معتبرا أن الالتزام واجب، يقول عن ذلك نجله "أحمد" : "عندما رحل جدي أصر والدي على الذهاب إلى المسرح، والمشاركة في العرض، وحدث نفس الأمر يوم وفاة شقيقتي (أميمة)، التي رحلت عن عمر 38 عاما، ورغم حزنه الذي لا يوصف عليها، ذهب لأداء عمله"، لكن حياة رضا بعد وفاة ابنته لم تعد كما كانت عليه قبل الوفاة، وهو ما شعر به أبناؤه الثلاثة (أحمد، مجدي، حسين)، فحرصوا على البقاء معه معظم الوقت حتى في وقت تصويره أي عمل ليتجاوز محنته.
وصرح نجله في احد القنوات أن والده محمد رضا طوال مشواره الفني لم يلتفت إلى مساحة الدور المعروض عليه أو لترتيب اسمه على الشاشة بين النجوم كما أنه لم يفكر فى المال نهائيًا لأنه كان متأكدًا أن الدور الخاص به عبارة عن إضافة كبيرة للعمل مهما كان صغيرًا أو ثانويًا، وذلك لأنه كان لديه موهبة حقيقية موجودة وتفرض نفسها، وهو ما جعله يتمسك بالفن.
- وظل محمد رضا يعمل في الفن حتى أخر أيام حياته، يقول نجله "أحمد": "في أحد أيام تصوير مسلسل (ساكن قصادي) في نهار شهر رمضان عام 1995، وكان صائما، عاد إلى المنزل بعدما تزوج جميع الأبناء، وجد شقيقي (حسين) في زيارة له، أصرّ والدي أن يبقى شقيقي ليفطر معه ومع والدته و(عبير) ابنة أختي الراحلة، وبعد الإفطار هاتفته إذاعة القناة لإجراء حوار معه، وأثناء المكالمة نادته حفيدته فلم يرد وسقطت سماعة الهاتف من يده، فصرخت وأسرع شقيقي ليجد والدنا فارق الحياة ولفظ أنفاسه الأخيرة وسط ذهول الجميع".