جولد بيليون: أسعار الذهب عالمياً تقفز 8.3% خلال مارس 2023
عادت أسعار الذهب العالمية إلى الانخفاض خلال تداولات اليوم الجمعة في البورصة العالمية وذلك بعد ارتفاع يوم أمس ليستمر التذبذب في السيطرة على تحركات المعدن النفيس منذ بداية الأسبوع، ولكن على المستوى الشهري يقدم الذهب أفضل أداء منذ أكثر من عامي ونصف بسبب الاضطرابات المصرفية العالمية التي زادت الطلب على الذهب كملاذ آمن، وفق تقرير جولد بيليون
وتراجعت أسعار الذهب الفورية خلال جلسة اليوم بنسبة 0.1% لتتداول الأسعار وقت كتابة التقرير عند المستوى 1978.36 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد ارتفاع الذهب يوم أمس بنسبة 0.8%، ليستمر التذبذب في تحركات الذهب خلال هذا الأسبوع، ويتجه الذهب إلى تحقيق مكاسبه خلال شهر مارس بنسبة 8.3% حتى الآن ليعد أفضل أداء شهري منذ يوليو 2020، كما ينهي الذهب اليوم تداولات الربع الأول بارتفاع بنسبة 8.6% حتى الآن وهي المكاسب الربع سنوية للربع الثاني على التوالي.
أما عن سعر الذهب في مصر ، فيستمر في الارتفاع بتسجيل مستويات تاريخية جديدة وذلك مع استمرار الطلب في التزايد على المعدن النفيس كملاذ آمن وتحوط ضد التضخم، يأتي هذا الارتفاع في أسعار الذهب على الرغم من قيام البنك المركزي المصري يوم أمس برفع أسعار الفائدة بمقدار 2% ليوافق توقعات الأسواق.
تتداول أسعار الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الجمعة عند المستوى 2200 جنيه للجرام لترتفع بنسبة 8.4% منذ بداية الأسبوع، بينما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 17600 جنيه، هذا ويستقر سعر صرف الدولار مقابل الجنيه عند المستوى 30.95 جنيه لكل دولار وسط ترقب من تخفيض محتمل في سعر صرف الجنيه خاصة بعد رفع الفائدة من قبل المركزي المصري.
تحليل السوق العالمي
الاضطرابات المصرفية العالمية دفعت الأسواق إلى الرهان على أن البنك الفيدرالي الأمريكي سيوقف دورة رفع أسعار الفائدة التي بدأت منذ العام الماضي، بل وصت التوقعات أيضاً أن البنك قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة بحلول النصف الثاني من العام الأمر الذي أدى إلى ضعف الدولار بشكل كبير وجعل الذهب رهانًا أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.
نجح الذهب في اختراق المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة مسجلاً أعلى مستوى في عام عند 2009.69 دولار للأونصة وذلك بعد الانهيار المفاجئ لاثنين من المقرضين الإقليميين الأمريكيين في وقت سابق من هذا الشهر، مما زاد الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي قد يوقف رفع أسعار الفائدة لوقف العدوى المحتملة في النظام المصرفي العالمي، لكن أسعار الذهب تراجعت بعد أن بدأت السلطات إجراءات الإنقاذ. من جهة أخرى ارتفع الدولار خلال جلسة اليوم بنسبة 0.2% بعد أن سجل أدنى مستوى في أسبوع مع بداية الجلسة عند 101.71 وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الفيدرالية أمام سلة من 6 عملات رئيسية. يتجه الدولار إلى تسجيل انخفاض أسبوعي للأسبوع الخامس على التوالي، كما شهد انخفاض خلال شهر مارس بنسبة 1.7%، حتى الآن بينما انخفض الدولار بنسبة 1.3% منذ بداية العام وحتى الآن في طريقه لتسجيل انخفاض خلال الربع الأول من العام وللربع الثاني على التوالي بعد أن انخفض خلال الربع الأخير من عام 2022 بنسبة 7.7%. أدى الاضطراب في القطاع المصرفي الأمريكي إلى قيام المتداولين بإعادة تقييم وجهة نظرهم بشأن تحركات الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية، والآن يرون أسعار الفائدة الأمريكية قريبة من الذروة مما قد يؤدي إلى تراجع جاذبية الدولار المعتمد على ارتفاع عوائد السندات الحكومية الأمريكية. ترى الأسواق فرصة بنسبة 48.5٪ في أن يثبت الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماع شهر مايو، وفرصة بنسبة 51.5% أن يقوم برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. التغير في توقعات أسعار الفائدة في الأسواق بشكل يومي تقريباً أثر على تحركات العائد على السندات الحكومية الأمريكية، فقد ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع وحتى الآن بنسبة 5.4% لتصل إلى 3.581% وذلك بعد انخفاض في العائد استمر لثلاثة أسابيع متتالية. أما عن العائد على السندات لأجل عامين التي تعد أكثر حساسية للتغيرات في توقعات الفائدة فقد ارتفعت خلال الأسبوع بنسبة 9.3% بعد 3 أسابيع متتالية من الهبوط دفعت العائد إلى أدنى مستوياته منذ منتصف سبتمبر الماضي كما يظهر على الرسم البياني التالي، حتى مع تعافي العائد على السندات الأمريكية خلال هذا الأسبوع تبقى عند مستويات منخفضة مقارنة بالارتفاعات التي شهدناها مطلع هذا الشهر، وهو ما ساهم في دعم أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير.