المنديال
كأس العالم 2022.. المنتخب الإيراني يخضع لمراقبة الجماهير والسلطات معا
يخضع المنتخب الإيراني لكرة القدم لمراقبة المسؤولين والجماهير، في مباراته أمام المنتخب الإنجليزي التي تقام في وقت لاحق من اليوم الاثنين في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية ببطولة كأس العالم، بحثا عن أي إشارة عن دعم الاحتجاجات المناهضة للحكومة في البلاد.
وذكرت وكالة "بلومبرج" للأنباء أصبح المنتخب الإيراني عالقا بين المشجعين الشباب الذين يدعمون الاحتجاجات ضد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في إيران، وبين تحذير الأخير للفريق بأنه ينبغي عليهم ألا "يقللوا من احترامهم" للبلاد.
تاريخيا، يحتفل الإيرانيون بالمنتخب عبر الانقسامات السياسية بفوزه على منتخبات أقوى منه بكثير.
ويقول الزعيم الإيراني لا تهينوا النشيد الوطني مع اقتراب كأس العالم.
في السابق دائما كان ظهور المنتخب الإيراني في كأس العالم يطلق الاحتفالات ضخمة في شوارع إيران، وغالبا ما كانت هذه الاحتفالات تتزامن مع توترات جيوسياسية أو أزمات، مثلما حدث بعد أن فاز المنتخب الإيراني على نظيره الأمريكي في دور المجموعات بمونديال 1998.
ولكن استُخدمت قدرة المنتخب الإيراني على توحيد البلاد من قبل الحكومة لأغراض دعائية.
وفي يوم 14 تشرين الثاني/نوفمبر، اتيحت الفرصة لأخذ صورة مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على الأقل اثنين من الفريق انحنيا احتراما لرجل الدين المتشدد. وانتشرت هذه الصور بشكل كبير على "تويتر" وأشعلت الغضب.
وقالت المدربة الرياضية ومشجعة كرة القدم في طهران بانثيا /34 عاما/ ، التي رفضت الإفصاح عن اسم عائلتها بسبب حساسية التحدث لوسائل إعلام أجنبية :" الكثير من الناس قاطعوا البطولة، ولا يريدون حتى مشاهدتها".
وأضافت :" أريد مشاهدة المباراة لرؤية ما إذا كان الفريق سيفعل أي شيء في الملعب، وما إذا كانوا سيحاولون تعويض تلك الصور".
ويدعم نجوم الشاشة والرياضة الإيرانيين هؤلاء المحتجين.
ودعم لاعبو كرة القدم الكبار ورياضيون آخرون الاحتجاجات بشأن مهسا أميني، وهي فتاة تبلغ من العمر 22 عاما والتي توفيت داخل مخفر للشرطة في أيلول/سبتمبر الماضي بعد احتجازها لمخالفتها قواعد الزي الإسلامي.
وقاطع علي دائي، أحد أكثر اللاعبين خوضا للمباريات الدولية على مستوى العالم، بطولة كأس العالم وفضل البقاء في إيران لإظهار تضامنه مع المتظاهرين.
وفي الأسبوع الماضي ألقي القبض على حارس المرمى الإيراني المعتزل برويز برومند لمشاركته في الاحتجاجات وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية.
وفي أحداث رياضية أخرى اتخذت فرق إيرانية موقفا.
ورفض فريق كرة الماء الغناء أثناء عزف النشيد الإيراني في حدث يوم 8 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقامت السيدات الإيرانيات بالمشاركة في البطولات الدولية بدون ارتداء الحجاب للمرة الأولى منذ عقود مما أثار حفيظة السلطات.
وحصلت لاعبات إيران على ترحيب الأبطال في المطار بعد خلع الحجاب عقب وصولهم إلى الدوحة الأسبوع الماضي.
وواجه المنتخب انتقادات شديدة من المحتجين نظرا للمشاركة في الاستعدادات بدون الاعتراف بوجود اضطرابات في البلاد.
وتم التقاط صور لهم وهم يضحكون ويرتدون قميص المنتخب الإيراني أو يقومون بتقطيع كعكة على شكل ملعب كرة قدم مع مدربهم البرتغالي كارلوس كيروش.
تعاظم الغضب يزيد من احتمالية قيام العديد من الإيرانيين بتشجيع المنتخب الإنجليزي – هي فكرة لم يكن من الممكن تصورها قبل أشهر قليلة.
صورة واحدة، حصدت أكثر من 55 ألف علامة إعجاب على "تويتر"، وتظهر الصورة المنتخب الإنجليزي وهناك تعليق عليها باللغة الفارسية يقول "آمال كل الإيرانيين معكم يا أشبال بريطانيا العظمى يوم الاثنين، حفظكم الله".
وحث الممثل الكوميدي البريطاني أميد جليلي المنتخب الإنجليزي أن يقوم باحتجاجه الخاص ضد قيادة إيران في مقطع فيديو تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي وشوهد أكثر من مليون مرة.
وجذبت المظاهرات خارج السفارة الإيرانية في لندن اللوم من طهران. واستدعى وزير الخارجية الإيراني السفير البريطاني أمس الأحد لتقديم شكوى للمرة الرابعة في غضون شهرين.
وسيكون لدى المنتخب الإنجليزي قضايا سياسية أخرى. حيث يواجه المنتخب صراعا مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن نية قائد الفريق هاري كين ارتداء شارة "وان لاف"، كعلامة لدعم مجتمع المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيا (مجتمع الميم) ،كما يخطط المنتخب الإنجليزي للجثو على الركبة، للاحتجاج ضد العنصرية، قبل كل مباراة.