ازمة المياة
المغرب العربي.. خريف ساخن يعمق أزمة المياه في تونس
تعيش تونس خريفا ساخنا حيث تسطع الشمس على مدار اليوم لتعمق المخاوف بشأن الموارد المائية ومصير الموسم الزراعي.
وبينما ينظر إلى أشعة الشمس كمصدر طاقة واعد لكنه مهدور في تونس، فإن آثارها حولت وجهها المشع إلى نقمة عمقت أزمة المياه المتفاقمة منذ سنوات.
وقال المهندس في معهد الرصد الجوي بتونس محرز الغنوشي إن شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري شهد ارتفاعا في معدل الحرارة بنحو 6ر2 درجة وفق بيانات محطة الرصد تونس قرطاج بالعاصمة.
ويبلغ المعدل الاعتيادي لهذا الشهر وفق نفس المحطة 5ر26 درجة.
وبات الشهر الجاري في المركز الخامس من حيث الأشهر الأشد حرارة في تاريخ تونس مقارنة بنفس الشهر في الأعوام السابقة ، بينما سُجل الرقم القياسي لهذه الفترة في عام 1999 بـ40 درجة.
وبحسب إحصاءات الغنوشي ، فإن كميات الأمطار المسجلة في هذا الشهر وحتى أمس الأحد، لا تتعدى 4 مليمترات فيما تشير نسبة النقص في محطة تونس قرطاج إلى 93 % مما قد يجعل من تشرين الأول/ أكتوبر الشهر الأكثر عطشا.
ولا توجد مؤشرات على هطول متوفع للأمطار فيما تبقى من الشهر ، وقال الغنوشي إن الانحباس قد يستمر حتى السابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وألقى هذا الشح في الأمطار بظلاله بقوة على المخزون المائي المهدد لتونس، إذ حتى نهاية أيلول/سبتمبر الماضي بلغت نسبة امتلاء السدود حوالي 33 % وفق المرصد الوطني للفلاحة.
وقال المرصد إن مخزونات المياه عرفت ارتفاعا طفيفا مقارنة بنفس الكميات المسجلة خلال نفس الفترة من 2021 لكنها تعد أقل بنحو 8ر288 مليون متر مكعب مقارنة مع معدل الثلاث سنوات الماضية.
وتشهد عدة مناطق في تونس انقطاعات متكررة لشبكات توزيع المياه لا سيما في الفترات الصيفية، ما تسبب في احتجاجات في المناطق الداخلية.
وعمليا تعيش تونس مستوى الفقر المائي، فوفق إحصاءات رسمية يبلغ استهلاك الفرد من المياه حوالي 400 متر مكعب بنحو 50 % من المعدل المحدد من قبل منظمة الصحة العالمية.