خفض كبير في حصص إنتاج النفط
تحالف" أوابك+" يجهض حلم" بايدن".. إتفاق على خفض كبير في إنتاج النفط
اتفق أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤهم في إطار تحالف "أوبك+" الأربعاء على خفض كبير في حصص الانتاج في خطوة سترفع أسعار النفط وقد تعزز خزائن موسكو المتضررة من العقوبات وتثير غضب واشنطن.
وقال مندوب إيران في "أوبك" أمير حسين زماني نيا إن المنظمة التي تضم 13 دولة وحلفاءها العشرة بقيادة روسيا اتفقوا خلال اجتماعهم في فيينا على خفض في الانتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر.
وهذا أكبر خفض منذ ذروة تفشي جائحة كوفيد عام 2020.
أسعار النفض الخام
يمكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة أسعار النفط الخام، ما سيفاقم التضخم الذي وصل إلى مستويات قياسية منذ عقود في العديد من البلدان ويساهم في تباطؤ الاقتصاد العالمي.
كما يمكن أن يعطي دفعة لروسيا قبل حظر الاتحاد الأوروبي لمعظم صادراته من نفطها في وقت لاحق من هذا العام ومحاولة مجموعة الدول السبع للحد من أسعار النفط.
وناشد الرئيس الأميركي جو بايدن شخصيا القادة السعوديين في يوليو زيادة الإنتاج من أجل كبح الأسعار التي ارتفعت مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير.
لكن أسعار النفط تراجعت في الأشهر الأخيرة بفعل القلق من تضاؤل الطلب والمخاوف من ركود عالمي محتمل.
وقال كريغ إيرلام المحلل في منصة "أواندا" قبل الاجتماع "مع تنفس المستهلكين الصعداء بعد إجبارهم على دفع أسعار قياسية في محطات البنزين، لن تلقى تخفيضات اليوم ترحيبا".
عند سُؤاله كيف سيكون رد فعل الولايات المتحدة على التخفيض، شدد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي على أن أوبك مجرد "منظمة فنية".
أما ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي المسؤول عن الطاقة الذي يخضع لعقوبات أميركية، فالتزم الصمت عند وصوله لحضور أول اجتماع حضوري للمجموعة في مقرها في فيينا منذ آذار/مارس 2020.
توترات جيوسياسية
قام التحالف المعروف باسم "أوبك+" بخفض كبير في الانتاج بنحو 10 ملايين برميل يوميا في أبريل 2020، ما أنهى الانخفاض الهائل في أسعار النفط الناجم عن عمليات الإغلاق خلال تفشي كوفيد.
وباشر التحالف زيادة الإنتاج العام الماضي بعد تحسن السوق، وعاد الإنتاج إلى مستويات ما قبل الجائحة هذا العام ولكن على الورق فقط إذ يواجه بعض الأعضاء صعوبات للوفاء بحصصهم.
واتفقت المجموعة الشهر الماضي على خفض رمزي صغير قدره 100 ألف برميل يوميا في أكتوبر، كان الأول منذ أكثر من عام.
دعت الدول المستهلكة لأشهر "أوبك+" لزيادة الانتاج على نطاق أوسع بهدف خفض الأسعار، لكن التحالف واصل تجاهل تلك النداءات.
وقالت إيبيك أوزكاردسكايا المحللة في "بنك سويسكوت" إنه "من المعلوم أن روسيا مستعدة لخفض الإنتاج، ويمكن أن يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تصعيد آخر للتوترات الجيوسياسية" بين موسكو والغرب.
الانتخابات الأميركية
أجرى الرئيس الأميركي زيارة مثيرة للجدل إلى المملكة العربية السعودية في يوليو، هدفت جزئيا لإقناع المملكة بزيادة الإنتاج.
وشهدت الزيارة لقاء بايدن مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رغم تعهده خلال حملته للانتخابات الرئاسية بجعل الرياض "منبوذة" بعد مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي عام 2018.
ويأتي قرار "أوبك+" قبل انتخابات الكونغرس النصفية في الولايات المتحدة الشهر المقبل، ولن تخدم زيادة الأسعار للأميركيين في محطات الوقود حظوظ الحزب الديموقراطي الحاكم.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار الثلاثاء "سنواصل اتخاذ خطوات لحماية المستهلكين الأميركيين"، رافضة التعليق على نقاشات "أوبك" مباشرة.
ارتفعت الأسعار لتقارب 140 دولارا للبرميل في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير، لكنها انخفضت إلى ما دون 90 دولارا في الآونة الأخيرة.
وبعد الارتفاع في وقت سابق من هذا الأسبوع وسط تكهنات بشأن خفض "أوبك+" للانتاج، تأرجح مؤشر خام برنت بحر الشمال الأربعاء عند نحو 92 دولارا للبرميل.