قبل أيام أعلن حسان دياب رئيس الوزراء اللبنانى عجز بلاده عن سداد مستحقات سندات أج

لبنان,الصفقة الاقتصادية,مصر,عبد الرحمن المصري,اقتصاد مصر

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف
ثمار الإصلاح ومصير لبنان

مقال من أرشيف المجلة - عدد مارس 2020

ثمار الإصلاح ومصير لبنان

قبل‭ ‬أيام‭ ‬أعلن‭ ‬حسان‭ ‬دياب،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬اللبنانى،‭ ‬عجز‭ ‬بلاده‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬مستحقات‭ ‬سندات‭ ‬أجنبية‭ ‬بقيمة‭ ‬1‭.‬2‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬بسبب‭ ‬وصول‭ ‬الاحتياطات‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬إلى‭ ‬مستوياتٍ‭ ‬حرجة‭ ‬وخطيرة‭.‬



تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬التى‭ ‬يعانيها‭ ‬بلدًا‭ ‬عربيًا‭ ‬غاليًا،‭ ‬دعت‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬معيط،‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬المصرى،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يحمد‭ ‬الله‭ ‬أمام‭ ‬البرلمان،‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعه‭ ‬بلجنة‭ ‬الخطة‭ ‬والموازنة‭ ‬بالمجلس؛‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬‮«‬رغم‭ ‬قسوة‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الاقتصادية؛‭ ‬فإننى‭ ‬حمدت‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬جنّب‭ ‬مصر‭ ‬هذا‭ ‬المصير‮»‬‭.‬

أتفق‭ ‬تمامًا‭ ‬مع‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬وزير‭ ‬المالية،‭ ‬داعيًا‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يفك‭ ‬كرب‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬عربى‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬العزيز،‭ ‬لكن‭ ‬دعونا‭ ‬نتساءل؛‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬تعثرت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬سداد‭ ‬التزامها‭ ‬النقدى‭ ‬أمام‭ ‬المؤسسات‭ ‬والدول‭ ‬الدائنة،‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬كان‭ ‬احتياطى‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبى‭ ‬بالبنك‭ ‬المركزى‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬يبلغ‭ ‬فقط‭ ‬16‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬دولار؟‭ ‬وماذا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تتخذ‭ ‬مصر‭ ‬إجراءاتها‭ ‬نحو‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادى؟

لقد‭ ‬أظهر‭ ‬شعبنا‭ ‬بصدق‭ ‬معدنه‭ ‬النفيس،‭ ‬فى‭ ‬تحمله‭ ‬لمسئولياته‭ ‬تجاه‭ ‬وطنه،‭ ‬وصبر‭ ‬على‭ ‬الغلاء،‭ ‬والتضخم‭ ‬الذى‭ ‬أطاح‭ ‬بقيمة‭ ‬مدخراته،‭ ‬وأثّر‭ ‬بشكل‭ ‬قاسٍ‭ ‬على‭ ‬دخله،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬إجراءاتٍ‭ ‬ضرورية‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬حتى‭ ‬تستطيع‭ ‬مصر‭ ‬الوقوف‭ ‬بقامتها‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وتستعيد‭ ‬مكانتها‭ ‬وقيمتها‭.‬

ونحن‭ ‬الآن‭ ‬نجنى‭ ‬الثمار‭ ‬الإيجابية‭ ‬لتلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬القاسية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استرد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬عافيته،‭ ‬وبدأت‭ ‬المؤشرات‭ ‬الإحصائية‭ ‬تضىء‭ ‬باللون‭ ‬الأخضر‭.‬

فقد‭ ‬ارتفع‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬إلى‭ ‬5‭.‬6‭%‬،‭ ‬وزادت‭ ‬الاستثمارات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬بنسبة‭ ‬27‭.‬9‭%‬،‭ ‬وارتفعت‭ ‬إيرادات‭ ‬السياحة‭ ‬بنسبة‭ ‬28‭.‬6‭%‬،‭ ‬وزاد‭ ‬احتياطى‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبى‭ ‬ليسجل‭ ‬45‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وارتفع‭ ‬الفائض‭ ‬بنسبة‭ ‬2‭%‬‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلى‭ ‬الإجمالى‭.‬

انخفض‭ ‬معدل‭ ‬البطالة‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬7‭.‬8‭%‬‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬2019،‭ ‬ومعدل‭ ‬التضخم‭ ‬إلى‭ ‬9‭.‬2‭%‬،‭ ‬وانخفض‭ ‬العجز‭ ‬الكلى‭ ‬إلى‭ ‬8‭.‬4‭%‬‭.‬

استطاعت‭ ‬مصر‭ ‬أن‭ ‬تسدد‭ ‬ديونًا‭ ‬خارجية‭ ‬مقدارها‭ ‬16‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬فى‭ ‬15‭ ‬شهرًا،‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬بين‭ ‬يوليو‭ ‬2018‭ ‬وسبتمبر‭ ‬2019،‭ ‬ومستمرة‭ ‬فى‭ ‬سداد‭ ‬التزاماتها‭.‬

لن‭ ‬ننسى‭ ‬شهامة‭ ‬الأشقاء‭ ‬بدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربى،‭ ‬الذين‭ ‬ضخوا‭ ‬12‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬فى‭ ‬محفظة‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبى‭ ‬لمصر‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الاقتصادى‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬ولن‭ ‬ننسى‭ ‬شعور‭ ‬مستثمريهم‭ ‬المسئول‭ ‬تجاه‭ ‬بلدهم‭ ‬الثانى‭ ‬مصر،‭ ‬حين‭ ‬رأوها‭ ‬تتعثر‭ ‬فى‭ ‬أحلك‭ ‬أوقاتها‭ ‬صعوبة،‭ ‬وراحوا‭ ‬يضخون‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬فى‭ ‬مشروعات‭ ‬استراتيجية‭.‬

لن‭ ‬نُغفل‭ ‬أو‭ ‬نغفر‭ ‬لدويلة‭ ‬مدت‭ ‬قدمها‭ ‬القصيرة‭ ‬بنذالة‭ ‬خسيسة،‭ ‬ونظيرتها‭ ‬مجهولة‭ ‬الأصل،‭ ‬حين‭ ‬راحتا‭ ‬تطالبان‭ ‬مصر‭ ‬بمِنحٍ‭ ‬دعمتا‭ ‬بها‭ ‬مجرمين‭ ‬حكموها‭ ‬فى‭ ‬أسود‭ ‬أيام‭ ‬عمرها،‭ ‬ولم‭ ‬تراعيا‭ ‬الشدة‭ ‬وخطر‭ ‬الإفلاس‭ ‬اللذين‭ ‬ألمّا‭ ‬بها‭ ‬وقتها‭.‬

سأستعين‭ ‬بمؤشرات‭ ‬البنك‭ ‬الدولى‭ ‬للاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2020؛‭ ‬حيث‭ ‬توقع‭ ‬تحقيقه‭ ‬لنمو‭ ‬مقداره‭ ‬5‭.‬8‭%‬،‭ ‬و6‭%‬‭ ‬فى‭ ‬الأعوام‭ ‬التالية،‭ ‬سائلًا‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يعين‭ ‬بلدنا‭ ‬ويدعمه‭ ‬فى‭ ‬رحلته‭ ‬نحو‭ ‬التقدم‭.‬