قال رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في مقال نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية بمناسبة انعقاد الم

الأديان,السلام,كازاخستان,مصر,الشرق والغرب,الصفقة

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف

كازاخستان: جسر للتواصل بين الغرب والشرق

قال رئيس جمهورية كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، في مقال نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية بمناسبة انعقاد المؤتمرالسابع لقادة الأديان في البلاد، أمس الأربعاء واليوم الخميس: " عقيدتنا مهمة دائما للسعي لتحقيق السلام".



وأضاف توكاييف: " نشترك في القيم العامة، بما في ذلك الرحمة، والعدالة الاجتماعية، والانسانية. وعلى هذا الأساس، فإنها يمكن أن توفر الأسس لبناء السلام، ويمكن أن تظهر أنه رغم الاختلافات الحادة لعالمنا الذي تسوده العولمة، فإننا نستطيع أن نتغلب على انقساماتنا العميقة".

وقال توكاييف إن هذا هو جوهر رسالة المؤتمر السابع لقادة الأديان العالمية والتقليدية الذي تستضيفه عاصمة كازاخستان نور سلطان التي تجمع مرة أخرى قادة الأديان من أنحاء العالم، ولأول مرة، يشارك قداسة البابا فرنسيس في قمة هذا العام.

وأوضح توكاييف أن هذا المنتدى وفر منذ عام 2003 منصة لبعض المحادثات المهمة للغاية، والصعبة للغاية في بعض الأوقات. وفي عام 2003، في أعقاب الهجوم الإرهابي في 11 ايلول/ سبتمبر، دعت المستويات المرتفعة من التوترات الدينية عالميا إلى الحاجة الماسة لتواصل إيجابي، وأنه كان من الداعين بقوة لهذا المنتدى وعمل على أن تكون كازاخستان المضيفة له.

وقال توكاييف: "تربيت على الإيمان بأن الاختلافات الدينية ليست عقبة أمام الانسجام. وكطفل مسلم في آلماتا، تشكلت ذكرياتي المعرفية في بيوت مختلفة، ومع عائلات وأصدقاء من ديانات مختلفة. ولم تكن تجربتي فريدة، فقد كانت هذه، ولا تزال، هي ثقافتنا".

وأضاف: "ربما يرجع ذلك إلى أن كازاخستان جسر بري ثقافي وديني عبر قلب منطقة أوراسيا، وكأطفال، كنا مؤمنين بذلك تماما. وكبالغين، أصبحنا ندرك أهمية هذه الرؤية المشتركة، ومن ثم، كان ذلك خطوة طبيعية لمنتدى عالمي يعزز ثقافة التسامح".

وقال توكاييف إنه في تلك السنوات الأولى، قام المؤتمر بتسهيل التواصل بين القادة المسيحيين، والمسلمين، واليهود، والبوذيين، وغيرهم من قادة الأديان الأخرى، وساعد المؤتمر في ذوبان الخلافات الدينية، كما أنه واجه الصراع والتطرف الذي أعقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر.

وأضاف " وفي هذا العام، نعقد القمة في وقت مماثل من الغموض وعدم الاستقرار العالمي".

وقال: "وكما نواجه الحروب والصراعات الجديدة، ينبغي علينا أيضا أن نتصدى لأزمة مناخ متسارعة، وجائحة عالمية تنحسر، ونقص في الطعام والطاقة، وغموض اقتصادي واسع النطاق".

وأضاف: "ونأمل في هذه الأوقات الصعبة، أن تتمكن هذه القمة من توفير المنصة لقادة الأديان في العالم للالتقاء معا مرة أخرى للقيام بدور قيادي في الدعوة إلى الاتحاد.

وعموما، أليس دورهم هو رأب الصدع، والتهدئة، وتضميد الجراح، وممارسة الرحمة، والشفقة، وإظهار الاهتمام بالانسانية كلها؟".

وقال: "كما يحدوني الأمل في أن يصدر قادة الأديان دعوة موحدة لاستعادة السلام والأمن في منطقتنا الأوسع نطاقا، وكازاخستان، باعتبارها مضيفة لهذا المنتدى، تدعم هذه الجهود.

ومن المهم استعادة الثقة والاطمئنان في قلب أوراسيا. وفي أوقات كهذه، نحن في حاجة إلى بناء جسور، وليس جدران، وندعو أطراف أي أزمة إلى المجىء للطاولة في أفغانستان من أجل الحوار. فالله لا يريد العنف والكراهية."

وأكد: " ليس هناك بديل أو طريق مختصر. فدولتنا تضم17 ديانة كبرى وأكثر من 100 جماعة عرقية، وهويتنا الوطنية قائمة على أساس الوحدة في التنوع، والحوار، والتسامح، والقبول والتعاطف".

وأضاف: "ولهذا السبب استضفنا محادثات دولية في السنوات الأخيرة بشأن البرنامج النووي الإيراني، والصراع في سوريا، والوضع القانوني لبحر قزوين".

واختتم توكاييف مقاله بالقول: "بطبيعة الحال، لسنا الدولة الوحيدة التي تتخذ هذا النهج للتسامح الديني أو التشجيع على الحوار، والوساطة، والدبلوماسية، ونحتاج إلى أن تفعل مزيد من الدول ذلك.

لذلك، فإنه من منطلق إدراكنا لتراثنا ومسؤوليتنا، نحن على استعداد لبناء الجسور وتوفير المنصات للحوار كلما وحيثما احتاجت قضية السلام لذلك".

يذكر أن مؤتمر قادة الأديان، الذي يعقد كل ثلاث سنوات في كازاخستان، بدأ فعالياته أمس بحضور الرئيس الكازخي، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان فرنسيس الأول، وغيرهم من قادة الأديان في أنحاء العالم.