لماذا تجدد القتال في شمال إثيوبيا؟.. مأساة حبشية
اندلع القتال مجددا حول حدود منطقة تيجراي بشمال إثيوبيا مما أدى إلى انهيار وقف إطلاق النار المعلن في مارس.
في خطوة يتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالتسبب فيها وإعادة إشعال الحرب التي اندلعت في نوفمبر تشرين الثاني 2020 عندما استولت قوات تيجراي على قواعد عسكرية في أنحاء المنطقة.
ظل حزب الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، الذي يسيطر على تيجراي، مهيمنا على الحكومة الإثيوبية لثلاثة عقود تقريبا حتى تم تعيين رئيس الوزراء أبي أحمد في عام 2018. ويتهم الحزب أبي بجعل السلطة مركزية على حساب الأقاليم، وهو ما ينفيه رئيس الوزراء.
* ماذا حدث لمحادثات السلام؟
أيدت دول أجنبية محادثات السلام التي قادها مبعوث الاتحاد الأفريقي أولوسيجون أوباسانجو. وأعلن الجانبان في يونيو حزيران أنهما عينا ممثلين لهما في المحادثات. وقالت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إنه تم عقد اجتماعين في الخارج، وهو ما لم تؤكده الحكومة التي لم ترد على طلبات التعليق. وبدد تجدد القتال تلك الآمال.
* ماذا حدث خلال وقف إطلاق النار؟
بعد قتال دام أزهق أرواح الآلاف ودمر البنية التحتية وشرد عشرات الآلاف، استغل كلا الجانبين حالة الهدوء لإعادة تنظيم الصفوف على ما يبدو. وخرجت تقارير من تيجراي تتحدث عن تجنيد إجباري وسجن الآباء أو الزوجات حال الامتناع عن الانضمام.
كما تحدث سكان حول المناطق التي اندلع فيها القتال إن تحركات المسلحين وأفراد القوات الحكومية زادت في الأيام السابقة للاشتباكات. وتعهد الجيش الإثيوبي باتخاذ إجراء قانوني مع كل من ينقل "معلومات أو شائعات غير مناسبة".
* ما هي المشاكل؟
أرادت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إعادة الخدمات المدنية الأساسية إلى تيجراي قبل بدء أي محادثات سلام جادة، وهو طلب أيده مبعوثون أمريكيون وأوروبيون. ولا تزال الخدمات المصرفية والاتصالات الهاتفية متوقفة في تيجراي منذ انسحاب الجنود إثيوبيا وإريتريا معظم مناطق تيجراي قبل أكثر من عام.
وأتاح وقف إطلاق النار دخول قوافل كبيرة إلى تيجراي مرة أخرى في أبريل نيسان. ولم يُسمح بدخول إلا النذر اليسير من المساعدات منذ منتصف عام 2021، مما أدى إلى ما أطلقت عليه الأمم المتحدة حصارا فعليا. ونفت الحكومة منع وصول المساعدات.
لكن حتى بعد أبريل نيسان، تكابد فرق الإغاثة المشاق لتوزيع المواد الغذائية لأنها لم تتمكن من جلب سوى أقل من 20 بالمئة من الوقود اللازم. كما يوجد نقص في الأدوية. ويتفاقم سوء التغذية مع ارتفاع نسبة من هم في فقر "مدقع" من 37 بالمئة من السكان في يناير كانون الثاني إلى 47 بالمئة في أغسطس آب.
* ماذا بعد؟
يدور قتال إلى الجنوب من تيجراي بين الجيش الإثيوبي وقوات متحالفة معه من إقليم أمهرة وبين الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي. كما نفذت الحكومة ضربات جوية في مقلي عاصمة تيجراي. وتفجر القتال أيضا في الغرب، في منطقة تتنازعها تيجراي وأمهرة. كما وردت تقارير عن قصف عبر الحدود قادم من إريتريا إلى الشمال. وقاتلت القوات الإريترية قبل ذلك إلى جانب الجنود الإثيوبيين أمام الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
وقالت الجبهة إنها تتوقع دَفعة قوية من الغرب. وتحرص الحكومة الإثيوبية على الاحتفاظ بالسيطرة على المنطقة المتنازع عليها لأسباب من بينها أنها تمنع وصول الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إلى السودان الذي يمكن أن تستخدمه الجبهة كطريق لإعادة التزود بالأسلحة أو المجندين. والمنطقة التي تسيطر عليها قوات تيجراي محاطة حاليا من جميع الجهات بالقوات المناوئة.