مدير مكتبة الإسكندرية الجديد: نسعى لتجاوز تبعات جائحة كورونا
قال المدير الجديد لمكتبة الإسكندرية أحمد زايد إن أبرز تحد يواجه المؤسسة الثقافية الدولية المقامة في أقصى شمال مصر هو تجاوز تبعات جائحة فيروس كورونا التي أثرت على العالم في مختلف المجالات بما فيها القطاع الثقافي.
وقال زايد في مقابلة مع رويترز إن قيود الجائحة فرضت تقليص عدد أيام الزيارة للمكتبة أسبوعيا وكذلك تقليل أعداد الزائرين بنسبة قاربت 70 بالمئة في بعض الفترات.
وأضاف أن هناك أنشطة كثيرة تعطلت خلال العامين الماضيين وإمكانيات لوجستية تأخرت، مما يفرض على المكتبة مضاعفة الجهد للحفاظ على مكانتها وجذب الزائرين من جديد.
وأشار إلى تحد آخر متعلق بقدرة المكتبة على مواكبة التغيرات العالمية السريعة والتخلص من الأنماط التقليدية الموروثة في الإدارة واتباع أساليب حديثة مسايرة للأطر العالمية.
وأعادت مصر في 2002 إحياء مكتبة الإسكندرية التي تضم حاليا أكثر من مليوني كتاب ونحو ستة آلاف مخطوط نادر و120 ألف مخطوط مصور وتستقبل عشرات الآلاف من الزائرين سنويا بجانب إتاحة الاطلاع عبر شبكة الإنترنت. وقال زايد إن لديه رؤى وطموحات كبيرة للمكتبة التي كانت قديما مركز ثقل عالميا ونقلت مركز الثقافة من أثينا إلى الإسكندرية قبل أن تندثر.
وأضاف "لدي مشروعان رئيسيان أتطلع إلى تنفيذهما، الأول هو تلخيص التراث العامي وإتاحته للنشء بحيث نضع ملخصات لكل فروع المعرفة من أدب وتاريخ وفلسفة في كتيبات ونتيحها للأجيال الجديدة لكي يتعرفوا على التراث العالمي والعربي ويصبح في متناول أيديهم بتكلفة زهيدة".
وأضاف "المشروع الثاني هو تنظيم مسابقة قومية للقراءة، وهي فكرة تشغلني منذ فترة وكتبت عنها قبل خمس سنوات، كما أنشأت أول جمعية أهلية للقراءة منذ 17 عاما".
وتابع قائلا "هذه المسابقة تحتاج إلى إدارة قوية ودعم سياسي وتمويل كبير لتشمل كل المحافظات في مصر للوصول إلى المراحل النهائية التي سيتم فيها دعوة الشباب المشاركين للحضور إلى المكتبة".
تخرج زايد في كلية الآداب بجامعة القاهرة قسم اجتماع وحصل على الدكتوراه في 1981 وكان آخر منصب يشغله رئيس قسم علم الاجتماع بمعهد البحوث والدراسات العربية بجامعة الدول العربية قبل أن يعلن مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية اختياره مديرا جديدة في يوليو تموز فأصبح ثالث من يتولى المنصب منذ تأسيس المكتبة بعد مصطفى الفقي وإسماعيل سراج الدين.
وأعرب زايد عن تقديره الكبير لتعيينه في هذا المنصب وعن سعادته بالترحيب الذي لقيه في الأوساط الثقافية والأكاديمية والإعلامية.
وقال "لم أكن أعلم أن فترة ولاية المدير السابق انتهت، ولم أعرف الملابسات التي سبقت اجتماع مجلس الأمناء، لكني تلقيت اتصالا من مكتب وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي لتقديم سيرتي الذاتية وبعدها علمت بالقرار".
وأشار إلى اعتقاد البعض بأن تولي شخصية أكاديمية إدارة المكتبة قد لا يعزز تنمية دورها الدولي أو يخدم الترويج لها عالميا، لكنه قال إنه يرى أن مفهوم العالمية والدولية في الثقافة له معنى مختلف.
وأضاف "في الثقافة، موضوع الخبرة العالمية مختلف عن المجالات الأخرى كالسياسة والاقتصاد. يجب أن نعرف أن الخبرة ليست مجرد اتصالات شخصية بالخارج، لكن هي المعرفة بالمراكز البحثية والثقافية العالمية وكذلك الدراية بالتراث الثقافي والعلمي".
ومضى قائلا "الثقافة تحولت إلى صناعة، ومن الممكن أن تدر ربحا.. والمكتبة لها طابع عالمي منذ نشأتها الأولى سنحافظ عليه".