«زي النهارده».. وقوع مجزرة الإسماعيلية التي تحولت إلى عيد للشرطة 25 يناير 1952
سماح كرم
ترتبط ثلاثة تواريخ بثلاثة أحداث حدثت في نفس اليوم مع اختلاف السنة الأولى، هو ما نحن بصدده وهو مجزرة الإسماعيلية، والثانى اعتبارهذا اليوم عيداً للشرطةوالثالث هو انطلاق ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ضد نظام مبارك، أما عن خلفية الحدث الرئيسى فكان خاصا بمعاهدة ٣٦ التي وقعها النحاس باشا، التي تقضى بانسحاب قوات الاحتلال البريطانى لمصر إلى منطقة القناة مقابل التزام مصربدعم بريطانيا في مواجهتها مع الألمان في الحرب العالمية الثانية فلما انتهت الحرب لصالح بريطانيا لم تف بوعودها لمصر ومنها الجلاء، ورفض الإنجليز الانسحاب، فأعلن النحاس باشا في ٨ أكتوبر ١٩٥١ إلغاء المعاهدة قائلاً: «من أجل مصر وقعتها ومن أجل مصر ألغيها»، وأعلن أنه غير مسؤول عن حماية الإنجليز في خط القناة، وأعلنت الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين في ترك عملهم مساهمة في الكفاح الوطنى، كما توقف المتعهدون عن توريد الخضروات واللحوم والمستلزمات الأخرى الضروريةلإعاشة ثمانين ألف جندى وضابط بريطانى فكان رد الإنجليز عنيفاً حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة «أكسهام»«زى النهارده» في ٢٥ يناير ١٩٥٢ باستدعاء ضابط الاتصال المصرى وطلب منه أن يسلم البوليس المصرى أسلحته للقوات البريطانيةووصل الإنذارللواءأحمد رائف،وعلى حلمى،فرفضا واتصلا بوزير الداخلية، فؤاد سراج الدين، فأيد رفضهما وشجع موقفهما وطالبهما بالصمود، وقامت القوات البريطانية بمحاصرة قسم بوليس «شرطة» الإسماعيليةووقع الاشتباك، وقاوم رجال البوليس ببسالة أمام سبعة آلاف جندى بريطانى، ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين من القتال، سقط منهم خلالهما ٥٠ (خمسون) شهيدًا و(ثمانون) جريحًا، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين وأسر من بقى منهم كما أمر البريطانيون بتدمير بعض القرى حول الإسماعيلية كان يعتقد أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته، فقتل عدد آخر من المدنيين أو جرحوا.