كوني مواطنا انتمى إلى الطبقة المتوسطة لدي قلق مستمر بشأن الفاتورة التي أتحملها لصيانة سيارتي وفوق كل ذلك تك

صناعة,السيارات الكهربائية,دعم,سيارة كهربائية,شحن السيارة الكهربائية,قطاع الأعمال,قطاع الأعمال العام,وزير قطاع الأعمال,الكهرباء,الطاقة,مصر,الحكومة,ارتفاع,المبادرة الرئاسية,الدولة,النصر للسيارات

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف
السيارة الكهربائية .. ما لها وما عليها

السيارة الكهربائية .. ما لها وما عليها

كوني مواطنًا انتمى إلى الطبقة المتوسطة، لدي قلق مستمر بشأن الفاتورة التي أتحملها لصيانة سيارتي، وفوق كل ذلك تكلفة الوقود التي تحرق جيبي. وحينما تُنشر أخبار جديدة عن السيارة الكهربائية، أقرأها باهتمام كبير على أمل أن أجد ما يبعث الأمل في وجود البديل المناسب من حيث تكلفة الاستخدام والصيانة بالمقارنة بالسيارة التقليدية.



 

السيارة الكهربائية عبارة عن سيارة تعمل بالكهرباء بدفع واحد أو أكثر من المحركات الكهربائية باستخدام الطاقة المخزنة وهي البطاريات القابلة لإعادة الشحن.

 

السيارات الكهربائية ليست بالشيء الجديد تحت الشمس، فهي موجودة منذ أكثر من 100 عام عندما أنتجت أول سيارة كهربائية في عام 1880. وفي عام 1881 تم تقديم أول سيارة كهربائية في المعرض الدولي للكهرباء في باريس. وفي عام 1897، تقدمت السيارات الكهربائية في أول استخدام تجاري لها كسيارات أجرة في بريطانيا والولايات المتحدة.

 

ومنذ عام 2008، حدثت نهضة في تصنيع السيارات الكهربائية بسبب التقدم في صناعة البطاريات، والمخاوف من ارتفاع أسعار النفط، والرغبة فى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. فقد قدمت العديد من الدول – مثل الولايات المتحدة الأمريكية – مزايا ضريبية ودعم وغيرها من الحوافز لتشجيع السيارات الكهربائية الجديدة واستخدامها على نطاق واسع. وبالمقارنة مع السيارات التقليدية التي تستخدم محرك الاحتراق الداخلي، فإن السيارات الكهربائية أكثر هدوء ولا ينتج عنها انبعاثات عوادم ضارة بالبيئة.

 

من المثير للاهتمام معرفة مدى سرعة انتقال مصنعي السيارات إلى السيارات الكهربائية. على سبيل المثال، أعلنت شركة فولفو أنها ستتوقف عن تصنيع السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق فقط بحلول عام 2019 وتعهدت مرسيدس بتصنيع سيارات كهربائية مماثلة لنفس الطراز لجميع سياراتها بحلول عام 2022.

 

ومن المنظور البيئي، فإن الضغط العالمي لتقليل انبعاثات الكربون يعني أنه سيتم حظر مبيعات سيارات التي تستخدم فقط الديزل والبنزين بحلول عام 2040 في دول مثل فرنسا والمملكة المتحدة.

 

يمكن تصنيف شحن السيارة الكهربائية في ثلاثة مستويات مختلفة. المستوى الأول هو الشحن المنزلي وهي الوسيلة الأساسية والاقتصادية لشحن السيارة الكهربائية، ويستغرق الشحن من 8 ساعات إلى 12 ساعة حسب سعة البطارية وحالتها.  المستوى الثاني هو بالشحن العام الذي يتوفر في المناطق السكنية، ومواقف السيارات العامة، وأماكن العمل والمراكز التجارية، ويستغرق الشحن عادة من ساعة إلى 11 ساعة حسب سعة البطارية.  أما المستوى الثالث هو أسرع وسيلة لشحن السيارة الكهربائية، وعادة يُمكن الحصول عليه في معظم المناطق كثيفة السكان. وقد يستغرق الشحن من ساعة واحدة وقد تطول الى عشرة ساعات لبعض أنواع السيارات وبحسب التوصيلة المستخدمة ونوع الشواحن المتوفرة في محطات الشحن.

 

وبما أن التقدم في التطوير يجري على قدم وساق، يمكن لبعض السيارات الكهربائية أن تسير باطمئنان لمسافة 560 كيلومتر أو حتى 640 كيلومتر في الشحنة الواحدة، وفقًا للادعاءات التي قدمتها الشركات المصنعة لها. بالطبع سوف تختلف المسافة المقطوعة حسب السرعة وأسلوب القيادة ودرجة الحرارة المحيطة وعدد لا يحصى من المتغيرات الأخرى.

 

ومن ناحية تكلفة التشغيل، تعتبر السيارات الكهربائية أقل تكلفة من السيارات التقليدية التي تستخدم البنزين، مقارنةً بتكلفة أقل للإصلاحات والوقود. فقد أشارت دراسة أمريكية أجريت فى عام 2018، إن متوسط تكلفة تشغيل السيارة الكهربائية فى الولايات المتحدة يبلغ 485 دولارًا سنويًا، على عكس محركات سيارات الاحتراق الداخلي التي تبلغ 1.117 دولارًا سنويًا.

 

أما في مصر فالتقديرات المبدئية كما وردت في تصريح حديث لوزير قطاع الأعمال العام، إن تكلفة الكيلو وات لشحن السيارة الكهربائية تبلغ 169 قرش، وأن سعر السيارة الكهربائية "نصر E70" التي ستنتجها شركة النصر للسيارات بالتعاون مع شركة دونج فينج الصينية ستبلغ 320 ألف جنيه للمستهلك بعد دعم الحكومة، ومن المتوقع بدء الإنتاج في نهاية 2021 على أن تتوافر بالسوق المصري في النصف الأول من عام 2022.

 

لكن السؤال الذي قد تطرحه بعدما استعرضنا نبذة عن تاريخ السيارة الكهربائية ومزاياها. السؤال هو "ما هي عيوب امتلاك سيارة كهربائية؟

 

لكي أجيب على هذا السؤال، كان على أن أرجع إلى بعض المواقع المتخصصة، وأعد قائمة موجزة بالسلبيات وتوضيحها بصفة عامة. لكن لابد لي من الإشارة إلى أن بعض السلبيات تختلف من دولة إلى أخرى، وسيتم التعامل معها بعناية ومعالجتها قبل طرح السيارة.

أولا: السيارات الكهربائية تسير مدى أقصر من السيارات التقليدية. ولكن التطور التكنولوجي وتنافس مصنعي السيارات الكهربائية يحمل دائما أنباء متفائلة للتغلب على هذه المشكلة. فقد أعلنت شركة صينية في شهر يونيو الماضي عن تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية قادرة على تسيير السيارة لمسافة تصل إلى مليوني كيلومتر وتصل عمرها إلى 16 عاما. كما أعلنت شركة صينية أخرى عن مشروع لدمج خلايا البطاريات في هيكل السيارات الكهربائية سيتيح زيادة كمية الخلايا التي يتم تركيبها في السيارة وبالتالي زيادة مداها. 

 

ثانيا: يستغرق إعادة شحن البطارية وقتًا من الزمن. قد يستغرق ملء خزان الوقود فترة تصل إلى ثلاث دقائق في محطة الوقود بينما تستغرق معظم محركات السيارات الكهربائية وقت طويل للوصول إلى الشحن الكامل. يعتمد زمن الشحن على قدرة السيارة ونوع البطارية. ويستغرق شحن البطارية كما ذكر في الفقرة السابقة فترة تتراوح بين ساعة واحدة إلى 10 ساعات، ويمكن شحن 80% منها بصورة أسرع عند الحاجة.

 

ثالثا: عادة ما تكون السيارة الكهربائية أغلى من السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين أو الديزل، ويرجع السبب في ذلك إلى ارتفاع تكلفة البطارية. ولكن هناك دوافع قوية للاعتقاد التقدم التكنولوجي في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية سيسمح في المستقبل القريب بظهور بطاريات أرخص وأخف وزنًا وأكثر قوة، ما يؤدي إلى انخفاض سعر السيارات الكهربائية. أما في مصر، ربما لن يشكل السعر عائق كبير حيث من المقرر طرحها بسعر يتراوح بين 300 و320 ألف جنيه بعد دعم الحكومة.

 

رابعا: توافر محطات الشحن: من المشاكل الرئيسية التي يعاني منها أصحاب السيارات الكهربائية القدرة على شحن السيارة بسهولة بنفس السهولة التي تتميز بها السيارات التقليدية. ولكن وفقا لتصريحات رسمية أفادت أنه جاري التنسيق مع وزارتي الكهرباء والتنمية المحلية لإنشاء 3 آلاف محطة شحن سريع على مدار 3 سنوات.

 

على الرغم من التحديات التي تواجه انتشار السيارة الكهربائية في مصر، إلا أنى متفائل بإمكانية التغلب على العوائق بعدما صرح وزير قطاع الأعمال العام أن السيارة الكهربائية المقرر تصنيعها في شركة النصر للسيارات ستدخل ضمن المبادرة الرئاسية لإحلال وتحويل السيارات، وهي إحدى المبادرات القومية التي تتكامل مع استراتيجية الدولة لرفع مستوى معيشة المواطنين