لا علاقة بين الحريق وفض رابعة.. ملحمة مصرية بين المسلمين والمسيحيين بإمبابة
عاشت مصر ملحمة وطنية بين المسلمين والمسيحيين اليوم إثر حادثا مأساويا عقب اندلاع حريق هائل بكنيسة أبو سيفين بإمبابة. أسفر الحريق عن وفاة 41 شخصا بينهم أطفال وإصابة 14 آخرين بحسب بيان الكنيسة المصرية. وقال شهود عيان، إن أهالي المنطقة مسلمين ومسيحيين سجلوا ملحمة وطنية في محاولة إنقاذ من كانوا داخل كنيسة أبو سيفين وقت الحريق، وأن أول من صعد لمكان الحريق كانوا مسلمين يعملون في محلات بجوار الكنيسة، ثم توالى الأهالي القدوم. ريمون أحد سكان المنطقة، قال إن الكهرباء انقطعت وهو ما دفع من كانوا في الكنيسة لتشغيل المولد، ويبدو أنه تسبب في حريق في بعض الأجهزة والمكيفات، خاصة أن الكهرباء جاءت مرة أخرى أثناء تشغيل المولد، ولم يعمل "زر" الفصل بين المولد والكهرباء العادية. محمد يعمل بأحد المحال بجوار الكنيسة، قال إن الحادث وقع قرابة الثامنة صباحا وأول من دفع باب الكنيسة وصعد لأعلى كانوا شباب مسلمين وكان الدخان كثيفا جدا، وحمل طفلين ونزل بهما، بعد ذلك جاء عدد كبير من الأهالي مسلمين ومسيحيين لإنقاذ الناس في الكنيسة. وتشمل الكنيسة في الطابق الثالث منها حضانة للأطفال، وهو المكان الذي تسبب في الحريق والحادث، وامتدت منه الدخان الكثيف للطابق الرابع مكان وجود الكاهن وتلقى العظات. وبشهادة بعض أهل المنطقة، ظلوا ساعة ونصف كاملة في إنزال المصابين والمتوفين، وهو ما يفسر ارتفاع عدد المصابين والوفيات، خاصة أن اليوم هو الأحد يوم اجتماع المصلين وتلقى العظات في الكنيسة.
وبحسب مصدر مسؤول داخل هيئة الإسعاف، فإن السبب الرئيسي في أغلب حالات المصابين وأيضا الوفيات هو الاختناق بسبب الدخان الكثيف. وبحسب كل المعلومات التي أعلنتها الأجهزة الأمنية والفنية المختصة، بل وبشهادة كل المحيطين بالكنيسة، لا توجد أي شبهة جنائية كما يشاع على بعض صفحات المسيحيين الغاضبين أو الذين يشعرون بالحزن الشديد بطبيعة الحال من الحريق، ولا ربط بين الحادث وذكرى فض اعتصام الإخوان في رابعة.