يضم مسار رحلة العائلة المقدسة 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 كم ذهابا وعودة من سيناء حتى أسيوط كما يحتوي كل موقع ح

المنيا,الكنائس,سيناء,وزارة السياحة والآثار,الصفقة,الكنيسة,الشرقية,أسيوط,منطقة مسطرد,اليونسكو,النيل,المياه,مصر,السياحة

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف

تزامنا مع عيد الميلاد المجيد..تعرف على مسار العائلة المقدسة في مصر

يضم مسار رحلة العائلة المقدسة 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 كم ذهاباً وعودة من سيناء حتى أسيوط، كما يحتوي كل موقع حلت به العائلة بمجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع، وفقاً لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.



 

حيث بدأت رحلة دخول العائلة المقدسة من رفح بالشمال الشرقي للبلاد، مرورًا بالفرما شرق بورسعيد، وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ، وتل بسطا بالشرقية، وسمنود بالغربية، ثم انتقلت إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية حيث أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء "السريان"، والبراموس، والقديس أبو مقار.

 

ثم اتجهت بعد ذلك إلى منطقة مسطرد والمطرية حيث توجد شجرة مريم، ثم كنيسة زويلة بالقاهرة الفاطمية، ثم مناطق مصر القديمة عند كنيسة أبو سرجة في وسط مجمع الأديان، ولتلك الكنيسة مكانة خاصة بين بقية الكنائس القبطية، وذلك لارتباطها برحلة العائلة المقدسة في مصر، ويرجع اسم الكنيسة لكل من القديسين سرجيوس وباخوس اللذين استشهدا بمنطقة الرصافة بسوريا حسب المعتقد المسيحي.

 

ومثل بقية الكنائس المبكرة، صممت الكنيسة ومغاراتها الواقعة تحت الأرض على النمط البازيلكي حيث تتكون من مساحة عرضية وأروقة طولية وحنية شرقية أسفلها المغارة وتتميز الكنيسة بخصائصها المعمارية والفنية الفريدة والتي تعكس الروح العمارة القبطية في مصر. ومنها إلى كنيسة المعادي، وتعد كنيسة السيدة العذراء بالمعادي، الكنيسة التي عبرت منها العائلة المقدسة النيل متوجهة إلى ميت رهينة ثم إلى الصعيد، وهي نقطة عبور العائلة المقدسة لنهر النيل حيث ظهرت صفحة الكتاب المقدس على سطح المياه مشيرة إلى المقولة الشهيرة "مبارك شعبي مصر".

 

وصولًا إلى المنيا حيث جبل الطير، وتقع كنيسة السيدة العذراء على قمة الجبل الملاصق للنيل، وتعد أحد أهم المزارات الخاصة بالعائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى مصر بعد دير المحرق، وقد سمي هذا الجبل "بجبل الطير" نسبة إلى أنه كان يتردد عليه مجموعة كبيرة من الطيور تسمى البوقيوس الأبيض، كذلك عرف "بجبل الكهف" و"دير البكرة.

 

وأنشئت الكنيسة على يد الملكة هيلانه والدة الإمبراطور قسطنطين عام 328م، ونحتت الكنيسة في الصخر الصلد، وغالبًا ما كانت مدفنًا فرعونيًا أو رومانيًا تحول إلى كنيسة. والكنيسة لها مدخل يقع جهة الغرب تعلوه أحجار منحوتة مختلفة الأحجام تتميز بنقوشها الرائعة، وفي الناحية الجنوبية الشرقية للكنيسة نجد المغارة أو الكهف الذي مكثت فيه العائلة المقدسة لمدة ثلاثة أيام.

 

ثم أسيوط حيث يوجد دير المحرق وبه أول كنيسة دشنها السيد المسيح بيده، وتبلغ مساحة الدير حوالي عشرين فداناً تقريبا، وبذلك يعد من أكبر وأعظم الأديرة في الصحارى المصرية، ويضم الدير خمسة كنائس، بالإضافة إلى كنيسة الحصن، واندثرت اثنتان منها في عصور غابرة، وتعد كنيسة السيدة العذراء الأثرية أقدم من الدير حيث ترجع إلى القرن الأول للميلاد.

 

 

ولتلك الكنيسة مكانة خاصة بين بقية الكنائس القبطية، وذلك لأنها مرتبطة برحلة العائلة المقدسة في مصر. ويرجع اسم الكنيسة لكل من القديسين سرجيوس وباخوس اللذين استشهدا بمنطقة الرصافة بسوريا حسب المعتقد المسيحي. ومثل بقية الكنائس المبكرة صممت الكنيسة ومغاراتها الواقعة تحت الأرض على النمط البازيلكي حيث تتكون من مساحة عرضية وأروقة طولية وحنية شرقية أسفلها المغارة، وتتميز الكنيسة بخصائصها المعمارية والفنية الفريدة والتي تعكس الروح العمارة القبطية في مصر، فنرى الإنبل ومغطس التعميد والحجاب الخشبي المطعم بالعاج، بالإضافة إلى المناظر الدينية التي تمثل القديسين والرسل على مختلف القباب والأعمدة، ثم انتقلت إلى مغارة درنكة، ثم العودة مجددًا إلى أرض الوطن عند بيت لحم.

 

وقامت وزارة السياحة والآثار بتطوير مواقع الآثار القبطية التي مرت بها العائلة المقدسة أثناء رحلتها في مصر بعدة إجراءات لتوثيق وترميم وتطوير محطات رحلة العائلة المقدسة، وذلك بالإضافة إلى التوثيق على قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو للتراث غير المادي عام 2018.

 

ويعد هدف الوزارة من مشروع إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة تحقيق تنمية عمرانية على محور كبير، لاسيما المجتمعات الفقيرة في منطقتي الدلتا وصعيد مصر، وخلق مسارات للتنمية السياحية تضاف إلى المواقع الأثرية، والقضاء على موسمية السياحة، حيث إن نقاط المسار يمكن زيارتها على مدار العام، ونظراً لكونه منتجا روحانيا في المقام الأول ولا يقتصر على شريحة معينة، بالإضافة إلى إطالة مدة إقامة السائح، وزيادة معدل إنفاقه، وزيادة العائد من النشاط السياحي على المجتمعات المحلية، ومن ثم تعزيز روح الولاء والانتماء، بالإضافة أيضا إلى تعزيز مكانة مصر عالمياً كأرض تحتضن مختلف الأديان والثقافات والحضارات وإبراز صورتها الحقيقية وممتلكاتها الإنسانية.