وزير الاتصالات: نسعى لخلق رؤية موحدة لأخلاقيات الذكاء الاصطناعى
وصف الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تسلم مصر رئاسة اجتماع الدورة 24 لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، واختيار العاصمة الإدارية عاصمة للعالم العربي الرقمية بالإيجابي، مشيرا إلى أن القرار صدر بإجماع الآراء، كما ستجمع مصر لأول مرة بين رئاستها للمجلس والمكتب الفني لتكون الدولة الوحيدة التي تجمع بين المنصبين. وأضاف طلعت في تصريحات خاصة لليوم السابع، أن اختيار العاصمة الإدارية عاصمة العالم العربى الرقمية يرجع لأنها مدينة ذكية تعتمد على التكنولوجيا في كل مناحي الحياة وأيضا بالمشروعات التي يتم تنفيذها، حيث تضم مشاريع معلوماتية رائدة مثل مدينة المعرفة وأول جامعة َمعلوماتية. وأوضح الوزير بشأن أبرز الملفات التي سيركز عليها مجلس وزراء العرب للاتصالات، قائلا:"نسعي لإيجاد أرضية مشتركة للاتفاق على المبادئ الأخلاقية للذكاء الاصطناعي من خلال إشراك جميع المناطق على قدم المساواة في هذه المشاورات وأيضا تشكيل فريق من الخبراء من مختلف أنحاء العالم، كذلك دعم التعاون العربي لرعاية الإبداع وريادة الأعمال، وتبادل الخبرات في رقمنة الخدمات الحكومية والتحول الرقمي والتعاون في العديد من المشروعات ذات الصلة. وتسلمت مصر رئاسة اجتماع الدورة 24 لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، وأعلن الدكتور عمرو طلعت في وقت سابق، عن اختيار العاصمة الإدارية الجديدة لتكون العاصمة العربية الرقمية لعام 2021؛ لكونها تحتضن جهود تحقيق التحول الرقمي، وتنمية المهارات والقدرات الرقمية، وتحفيز الإبداع الرقمى فى بيئة ذكية، متكاملة، ومتجانسة، ونظام ايكولوجي يضم شراكة راسخة بين كافة أصحاب المصلحة لخدمة أهداف التنمية المستدامة وخدمة المشروع الوطني الأكبر "مصر الرقمية"؛ مشيدا بنجاح مبادرة العاصمة العربية الرقمية والاختيار المتميز للرياض عام 2020. يذكر أن مبادرة العاصمة العربية الرقمية تم اطلاقها بهدف خلق بيئة محفزة للاستثمار في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات عبر إبراز القيمة التقنية للمدينة المستضيفة لفعاليات تظاهرة العاصمة العربية الرقمية وتنمية ما تقوم به من دور رئيسي في تمكين التقنية والإبداع الفكري. وتتركز رؤية مصر لترسيخ مجتمع عربي رقمي ارتكازا على 3 محاور أساسية هي: التحول الرقمي، وتنمية المهارات والقدرات الرقمية، وتحفيز الإبداع والعمل الخلاق الرقمي؛ وتعتمد هذه المحاور على أسس مهمة هي: تطوير البنية التحتية الرقمية وتوفير الإطار التشريعي التنظيمي اللازم لحوكمة المنظومة. وأكد وزير الاتصالات في وقت سابق، أهمية رفع كفاءة البنية المعلوماتية الرقمية للدول العربية على نحو يتيح جودة واستمرارية تقديم خدمات رقمية متميزة للمواطنين وقطاع الأعمال، بما يسهم في تحقيق الشمول الرقمي ويمهد الطريق نحو إرساء قواعد الاقتصاد الرقمي؛ مشيرا إلى أن الجائحة شكلت وعياً جماعياً لطرق جديدة للعمل والتعليم والتواصل الاجتماعي على نحو كرس أهمية الاتصالات أكثر من أي وقت مضى الأمر الذي أفضى الى زيادة هائلة في حجم حركة الانترنت.
وأكد الدكتور عمرو طلعت على حرص مصر على الاضطلاع بدورها كإحدى الدول العربية التي تستضيف عددا كبيرا من الكابلات الدولية، حيث واصلت تطوير بنية تحتية دولية متميزة من خلال إضافة المزيد من المحطات على خمسة عشر كابل دولي يمرون بمصر؛ داعيا إلى إنشاء شبكة دولية تربط الدول العربية بعضها ببعض؛ موضحا أنه في سبيل تنفيذ هذه المبادرة فإن جمهورية مصر العربية على استعداد لتقديم 10 جيجا بت/ ثانية على جميع الكابلات البحرية التي تمتلكها الشركة المصرية للاتصالات لربط جمهورية مصر العربية بالدول العربية المشتركة في تلك الكابلات، لتكون نواة لشبكة اتصالات عربية فريدة ومميزة.
وأوضح الدكتور عمرو طلعت محورا آخرا في التعاون العربي المشترك والذى يتمثل فى اكتشاف الطاقات الكامنة للتكنولوجيات البازغة والتي يأتي في مقدمتها الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وسلاسل الكتل؛ مشيرا إلى الأهمية القصوى للجوانب الأخلاقية لتلك التقنيات في ظل الأخطار التي يمثلها الاستخدام غير المسؤول لها، أو التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عنها، ومنها على سبيل المثال ما يتعلق بحماية البيانات والخصوصية، ومراعاة الشفافية وعدم الانحياز في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والحفاظ على القيم الثقافية والدينية والتراث الحضاري؛ معربا عن تطلعه إلى تفعيل مجموعة العمل العربية للذكاء الاصطناعي التي تم الموافقة عليها خلال العام السابق والتي لم تُفعّل نتيجة الظروف التي يمر بها العالم بأكمله بسبب جائحة كورونا، وذلك لأهمية تكوين موقف عربي موحد في جميع المحافل الدولية يعبر عن الهوية العربية والمشروعات التنموية التي نسعى إلى تحقيقها في هذا المجال.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى مقترح عقد مسابقة للشباب العربي كإحدى مبادرات الاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات الجاري العمل عليها؛ وذلك لتحفيز الابداع وريادة الأعمال وتطوير حلول وتطبيقات للتعامل مع تحديات العصر باستخدام التكنولوجيات البازغة، والتي في مقدمتها تحديات جائحة كورونا الحالية وما يصاحبها من تحديات في قطاعات متعددة يأتي في صدارتها قطاع التعليم.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت أن الدعامة الثالثة للعمل العربي المشترك تتمثل في بناء قدرات الشباب العربي على أحدث التكنولوجيات من خلال توجيه الاهتمام نحو بناء قاعدة من الكفاءات الرقمية، وتبنى سياسات فعالة يتم من خلالها تضافر الجهود بين الأطراف الفاعلة والتي تشمل القطاع الحكومي، والجهات الأكاديمية والبحثية، والمؤسسات المالية، والقطاع الخاص؛ داعيا إلى تبنى مقترح إقامة منصة خاصة ببناء القدرات لتكون منصة إقليمية عربية تشمل أفضل الممارسات العربية ذات الصلة في عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات واتاحتها للشباب العربي للاستفادة من الخبرات المختلفة، وكذلك تسليط الضوء على النماذج البازغة من الشباب المتفوقين في المجالات ذات الصلة.