تمكنت وحدة دكرنس بمحافظة القليوبية من ضبط شخص متهم بممارسة اعمال الدجل حيث تلقت مديرية امن الدقهلية بلاغا ضد ص

نصب,قبض,الصفقة,مصر,دجالين

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف

معظمهم من النساء..

بعد القبض على أكبر شبكة مشعوذين.. خبراء اجتماع: 63% من المصريين يؤمنون بالدجل والخرافات (تقرير)

تمكنت وحدة دكرنس بمحافظة القليوبية من ضبط شخص متهم بممارسة اعمال الدجل حيث تلقت مديرية امن الدقهلية بلاغا ضد “ص.  ج. ال. ي” لاتهامه من إحدى السيدات التي ابلغت عنه عندما ذهبت اليه لتجد عنده حلولا لاستعادة زوجها فاقنعها بأنه يوجد برحمها جني وعليه أن يعاشرها ويقيم معها علاقة كاملة لإخراج الجن من رحمها وإرجاع زوجها لها، وبورود البلاغ إلى الجهات الأمنية تم إلقاء القبض عليه.



وفي سياق متصل، ضبطت إدارة مكافحة جرائم الأموال العامة مؤخرا، مجموعة من الأشخاص بتهمة النصب على المواطنين والاستيلاء على أموالهم من خلال الإعلان عن أساليب الدجل والشعوذة على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية.

وأكدت أنه تم تشكيل فريق بحث لتحديد ومتابعة القائمين على تلك الأنشطة، ومن خلال جمع المعلومات والاستعانة بالتقنيات الحديثة أمكن تحديدهم والوقوف على نشاطهم الإجرامي.

عقب تقنين الإجراءات، تم توجيه حملات مُكبرة استهدفت المتهمين بمقرات مزاولة نشاطهم المشار إليه حيث توجهت حملة لضبط أحمد عطية سليمان السيد، شهرته الدكتور أحمد جبر، والمقيم بإحدى قرى مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، والمعروف إعلاميًا بصاحب ومؤسس حملة تنظيف المقابر من السحر والشعوذة.

وأشارت إدارة مكافحة جرائم الأموال العامة إلى أن جبر يعمل كمالك مؤسسة للاستيراد والتوكيلات التجارية وله معلومات جنائية، وأنها ضبطت بحوزته مجموعة من المضبوطات والمستلزمات التي تؤكد ممارسته لذلك النشاط المؤثم ومبالغ مالية وعملات أجنبية ومحلية من متحصلات نشاطه الإجرامي، وجهاز كمبيوتر وهاتف محمول، بفحصهما تبين احتواؤهما على أسماء وبيانات عدد من الأشخاص ومقاطع فيديو مصورة لطرق العلاج.

وألقي القبض عليه بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، ومديرية أمن الشرقية.

لماذا يلجأ المصريون للدجالين؟

قال الدكتور وليد هندي استشارى الصحة النفسية، إن نسبة المصرييين الذين يلجأون للدجل لحل مشكلاتهم تفوق 63% وهم من المصريين الذين يؤمنون بالخرافات منهم  11% فقط من المثقفين والرياضيين وذوى المناصب العليا ومصر وحدها بها 300 ألف مشعوذ ودجال .

وتابع “هندي” في تصريحات لـ “الصفقة” أنه وفقا لشبكة الأخبار العربية التي أعلنت في تقرير لها عام ٢٠٠٨ ان العرب ينفقون ٣٠ مليار جنيه سنويا علي الدجل والشعوذة.

بداخلنا مشعوذ صغير 

وأضاف استشارى الصحة النفسية، أن 50% من النساء يؤمن بالقدرة علي حل مشكلاتهن باللجوء للمشعوذين ويرجع ذلك لعوامل التنشئة الاجتماعية، مؤكدا أن بداخل كل منا مشعوذ صغير وعندما يكبر يحل مشاكله باللجوء للدجالين والسبب في ذلك اتباع أنماط التنشئة الاجتماعية التي تعتمد علي التخويف والترهيب كاستخدام “البعبع وأبو رجل مسلوخة وحجرة الفئران” لتخويف الطفل وفي ثقافتنا العربية تستخدم العطارة والسبع حبات لمن تاخر حملها وحدوة الحصان لدفع العين والحسد.

ويوضح  وليد هندى استشارى الصحة النفسية ان مثل هذه الممارسات تعد من انماط التفكير الخرافي الذى يؤدى لقناعة الانسان بالشعوذة فلا يوجد لديه التفسير العلمي والمنطقي لربط السبب بالنتيجة.

 بينما أرجع الدكتور سويلم جودة استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، ظاهرة لجوء المصريين للدجالين والمشعوذين إلى عدة أسباب منها:  أن هذا لايرتبط بمستوى اقتصادى أوطبقة معينة بقدر ما يرتبط بالوعي والمستوى الثقافي للفرد في المجتمع كما أن الوازع الديني له دور كبير في التصديق أو عدمه”.

وتابع: إضافة إلى الأمية والأساطير المتوارثة التى تترسخ في أذهان الناس، كما أن شخصية الفرد تساعده على الهروب من الواقع كما  ان اللجوء للسحر والشعوذة أمر مرفوض دينيا ومجتمعيا فالعلم يقدم حلولا للمشكلات الصحية والنفسية بعيدا عن السحر والشعوذة.

دوافع وتنشئة خاطئة وراء اللجوء للشعوذة 

وفي سياق متصل، تؤكد الدكتورة ريهام عبد الرحمن استشارى الصحة النفسية والارشاد الأسري، إن الدوافع النفسية والاجتماعية للجوء المصريين للدجل والشعوذة، منها: ضعف الوازع الديني والضمير وانعدام الأخلاق في مجتمع باتت تهدد كيانه هذه الظواهر السلبية، إضافة إلى انتشار الدجل والشعوذة في كافة قرى وأرياف مصر ،وليست في الصعيد فقط؛ فهي مشكلة تعود لعشوائية معتقدات بعض هؤلاء الأفراد والذين يلجئون للدجل والشعوذة في الانتقام من الآخرين.

وأوضحت “ريهام“ أن بعض الأفراد يلجأون إلى السحرة والدجالين؛ بهدف الانتقام من أشخاص بعينهم، وهؤلاء الأفراد من الناحية النفسية يعانون من اضطرابات في الشخصية تعيقهم من مواجهة الأمور بالصبر والمرونة والصلابة النفسيةوالرضا بقضاء الله عز وجل، فيلجأون للدجل والشعوذة والاستعانة بالسحرة في حل مشكلاتهم وليتها تحل.

المعالج الروحاني آخر تقاليع الدجالين والمشعوذين

أكد الدكتور وليد هندي، أن صفحات الفيس بوك ومواقع علي شبكة الانترنت ساعدت علي انتشار هؤلاء المشعوذيين كما ان طرحهم في القنوات الفضائية اعطاهم مصداقية اضافة الي الادوات التي يستخدموناه كالشمع الاحمر والبخور والاضاءة كلها ادوات تقنع الناس  وتتفق ريهام عبد الرحمن استشاري الصحة النفسية مع الدكتور وليد هندى في  ان  الدجل والشعوذة لم يعد كما كان معروف قديما ؛ بل باتت منصات التواصل الاجتماعي منبر لهؤلاء الدجالين وأصبحوا يطلقون على أنفسهم لقب معالج روحاني لاستقطاب الكثير والكثير من ضعاف النفوس والباحثين عن حل لمشكلاتهم النفسية والاجتماعية.

وتستكمل فأصبح الدجل يأخذ أشكال أخرى غير المتعارف عليها سابقا ؛ وذلك من خلال الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وما يعرف بالسحر الأسود والذى يعد من أخطر أنواع السحر بالإضافة لسحر التفريق بين الزوجين.مستشهدة  يقول الله عز وجل في كتابه الكريم :- (( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ )) سورة البقرة. قرى متخصصة في الدجل.

وتشير ريهام عبد الرحمن استشاري الصحة النفسية الي  قرية تسمى بقرية السحرة في إحدى محافظات مصر؛ نظرا لانتشار الدجل والشعوذة بهاكمثال علي مدى تعاظم الظاهرة  ، فهي ضالة كل من يريد الذهاب بلا عودة.

ويتفق وليد هندى في هذا الصدد مؤكدا علي وجود ٣٦٦ ضريح في محافظة سوهاج تذهب اليه النساء ممكن تاخر انجابهن تيمنا واعتقاد منهن ان الدوران حول هذه الاضرحة سيحل المشكلة.

ما الحلول 

 وتستطرد ريهام استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، أنه يجب التصدي لهذه المشكلة من خلال:-

التأكيد علي دور الأزهر الشريف والإعلام الديني والخطابة في توعية الناس بمخاطر السحر والسحرة والانسياق وراء الدجل والشعوذة. - أيضا وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ودورها في نشر صحيح العلم والسنة وإلقاء الضوء على هذه الظواهر السلبية.

- التأكيد  دور الأسرة في تربية الضمير والوازع الديني في نفوس أبناءها، واكسابهم مهارات المرونة والتعامل مع أزمات الحياة المختلفة ؛ وذلك من خلال التربية بالقدوة الحسنة.

أهمية وضع قوانين رادعه لكل من تسول له نفسه فعل هذه الأفعال السيئة من الدجالين والمشعوذين وأعوانهم للحد من هذه الكارثة!!.