لما كان مقصود الشارع الاهتمام بالإنسان والكون المحيط به في شتى جوانب حياته أتت تشريعاته داعية إلى بذل الجهد وا

مصر,جامعة القاهرة,التنمية المستدامة,الفكر الإسلامي,الصفقة,المؤتمر العلمي

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف

التنمية المستدامة في الفكر الإسلامي

تعرف على البيان الختامي للمؤتمر العلمي الدولي الثالث لكلية أصول الدين بالقاهرة

المؤتمر العلمي الدولي الثالث للتنمية المستدامة
المؤتمر العلمي الدولي الثالث للتنمية المستدامة

لما كان مقصود الشارع الاهتمام بالإنسان والكون المحيط به في شتى جوانب حياته أتت تشريعاته داعية إلى بذل الجهد والسعي في جوانب الأرض والضرب فيها من أجل تحقيق المعاش الذي يحفظ على المرء كرامته ويوفر له سبل سعادته ويحميه من العوز والحاجة، فلا غرابة بعد ذلك أن نرى الشريعة الغراء تُعنَى عناية فائقة وتبلغ شأوًا بعيدًا في جانب تنمية الفرد والمجتمع. 



ومن أجل هذا كله رأت كلية أصول الدين أن تأخذ على عاتقها مهمة إظهار هذا الخير معلنة عن إقامة هذا المؤتمر إرادة أن تتيح فرصة للعلماء والباحثين والمفكرين المشاركة والإسهام في فعاليات مؤتمرها الثالث "التنمية المستدامة في الفكر الإسلامي" الذي يعد من ثمار ونتائج مؤتمرها الثاني الذي أقيم في مارس من عام 2020م.

ولما كانت شريعة الله تعالى مُصْلحة لشئون الإنسان في كل زمان ومكان، وتتناسب مع كل عصر ومصر وكان من أهم أولوياتها واهتماماتها التنمية المستدامة لذا سعت المؤسسات العالمية وكذا الحكومات في الآونة الأخيرة لدعم كافة الخطط الاستراتيجية للتنمية المستدامة لتحقيق نهضة على المستويات كافة التي توفر للفرد والمجتمع الحياة الكريمة من خلال إنجاز مشروعات تكلف الدول بها الوزارات ومنظمات المجتمع المدني، لذا رأت كلية أصول الدين أن من واجب الوقت الذي لا يجوز تأخيره أن تناقش في مؤتمرها الثالث قضية التنمية المستدامة في الفكر الإسلامي، من خلال طرح عدة محاور تتعلق بهذا الموضوع، وقد أسفرت جلسات المؤتمر على مدار يومين عن عدة نتائج وتوصيات، أهمها ما يلي:

  • نتائج المؤتمر:

أسفرت البحوث المقدمة عن الأمور التالية:

أولًا: أن التنمية المستدامة هي التنمية المتوازنة التي تشمل مختلف أنشطة المجتمع باعتماد أفضل الوسائل لتحقيق الاستثمار الأمثل للموارد المادية والبشرية في العمليات التنموية، واعتماد مبادئ العدالة في الإنتاج والاستهلاك وعند توزيع العوائد لتحقيق الرفاهية لجميع أفراد المجتمع دون إضرار بالطبيعة أو بمصالح الأجيال القادمة.

ثانيًا: تؤكد كلية أصول الدين بالقاهرة بجامعة الأزهر الشريف أن أهداف التنمية المستدامة تحمل تطلعات إنسانية راقية سبق القرآن الكريم والسنة النبوية المكرمة بالدعوة إليها والتأسيس عليها والتطوير لها.

ثالثًا: التنمية المستدامة في الفكر الاسلامي تشمل تنمية الإنسان في ذاته بالإضافة إلى تنمية البيئة المحيطة به، وتحقق له خيري الدنيا والآخرة، ويعتبر مفهوم التنمية المستدامة في الفكر الإسلامي أشمل منه في القوانين الوضعية والتشريعات الدولية.

رابعًا: أن للقيم الإنسانية والأخلاق الفاضلة دورًا كبيرًا في تحقيق التنمية المستدامة؛ فإنه لا تنمية دون قيم حاكمة، وأخلاق سامية.

خامسًا: أن مستقبل العالم اليوم أصبح مرتهنا بالتخطيط المستقبلي الذي يحقق التنمية المستدامة على كل المستويات.

سادسًا: أنه لا يمكن أبدًا للتنمية أن تقوم على فكر متطرف أو فهم منحرف، بل إن من ضروريات التنمية المستدامة تصحيح الأفكار المغلوطة والمفاهيم المنحرفة من باب التخلية قبل التحلية، لذا فإنّ إسهامات علماء الأزهر الشريف في التصدي للانحرافات الفكرية إحدى عوامل التنمية المستدامة.

سابعًا: تعتبر جودة التعليم من أهم أهداف التنمية المستدامة، وترتبط بها كافة الأهداف الأخرى، حيث يحتاج كل هدف منها إلى جيلٍ متسلّحٍ بالتعليم الجيد، متمكّنٍ من أدوات العصر ومقوّماته.

ثامنًا: تسهم المرأة بشكل مباشر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما لها من دور بارز في تنشئة الأجيال، ودعم الجهود التنموية على مستوى الأدوار التي تقوم بها، مما يحقق التناغم المثمر بين الجهود الفردية والمؤسسية.

تاسعًا: لا يقتصر دور التنمية المستدامة على الجانب المادي في التصور الإسلامي بل إنه يمتد إلى التنمية الروحية والعقلية المنضبطة بضوابط الشرع.

توصيات المؤتمر:

  • يوصي المؤتمر بما يلي:

أولًا: ضرورة عقد دورات علمية وتثقيفية في مجالات التنمية المستدامة  في كافة المؤسسات لتعزيز الوعي الديني بأهداف ومقاصد التنمية المستدامة في الفكر الإسلامي. 

ثانيًا: ضرورة الإفادة من إسهامات المؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني وخططها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتطبيقاتها على أرض الواقع.

ثالثًا: ضرورة عقد المزيد من المؤتمرات الدولية لتوحيد الجهود والرؤى المرتبطة بقضايا التنمية المستدامة، ووضع الآليات المناسبة لتطبيقها على أرض الواقع.

رابعًا: ضرورة التعاون مع الجهات المعنية ومؤسسات الدولة المختلفة والمراكز البحثية لدعم رؤية مصر (2030) وتعزيز الوعي المجتمعي بها، والإفادة من إنجازات قيادتها في العصر الحالي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

خامسًا: تطوير برامج تأهيل للطلاب الوافدين علميًا ومهاريًا فيما يتعلق بقضايا التنمية المستدامة؛ لأنهم سفراء للأزهر في بلادهم.