بداية الصراع
الحرب «الروسية - الأوكرانية»: جذور مشتعلة.. ومستقبل ضبابي
محمد بدوي
على ظهر الدبابة الروسية يقف بوتين في مواجهة القانون الدولي والاتحاد الأوروبي بشكل عام وأوكرانيا بشكل خاص حالما بعودة أمجاد السوفيت، محطماً كل الأعراف الدولية، معللاً ذلك بأنه غير مستعد للحوار فيما يخص أمن بلاده القومي.
بداية الصراع
مع بدايات عام 2014 قامت ثورة أسقطت نظام الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش التابع لروسيا، على إثر تلك الأحداث احتلت قوات موالية لروسيا شبه جزيرة القرم وأعلن عن استفتاء نظمته موسكو انتهى بإعلانها ضم المنطقة رسمياً.
رفضت أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي الاستفتاء وتم فرض عقوبات اقتصادية علي روسيا.
في نفس العام بدأ مسلحون انفصاليون اضطرابات في شرق أوكرانيا ونجحوا في السيطرة على إقليم دونباس وانتهى الصراع بتوقيع اتفاقية منسيك في فبراير 2015 لوقف إطلاق النار.
تطورات الأحداث
رغم توقيع اتفاقية إيقاف إطلاق النار إلا أنه بين الحين والآخر شهد الإقليم اشتباكات عدة بلغت ذروتها في إبريل 2021.
وفي أكتوبر 2021 من نفس العام اتهمت أوكرانيا روسيا بحشد قواتها على الحدود وفي شبه جزيرة القرم، ورد الكرملين بأن روسيا تحرك قوتها داخل أراضيها وأن ذلك لا يعد تهديد لأحد.
علي أثره قامت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي باتخاذ بعض القرارات وفرض عقوبات على روسيا، منها استهداف البنوك والشركات الروسية وحظر التعامل معها، بالإضافة إلى حظر التعامل مع رجال الأعمال الروس وتجميد ممتلكاتهم في كل الدول الأوروبية، ومنع تحويل العملة الروسية للدولار أو العكس، كما تم إيقاف خط نورد ستريم 2 لتوريد الغاز الروسي لأوروبا.
دقت طبول الحرب
في صباح يوم الخميس 24 فبراير من عام 2022 استيقظ العالم علي إعلان الرئيس الروسي عن عملية عسكرية شاملة، براً و بحراً و جواً في اقليم دونباس.
وطلب الرئيس الروسي من الجنود الأوكرانيين شرق البلاد بالاستسلام والعودة إلى منزلهم و عدم الوقوف في وجه القوات الروسية.
وأكد حرس الحدود الأوكراني على وقوع هجمات استهدفت وحدات ودوريات التفتيش باستخدام أسلحة ثقيلة وصواريخ، وسمع دوي انفجارات بالقرب من العاصمة كييف وتم مشاهدتها من منزل الرئيس الأوكراني، بالإضافة إلى اندلاع عدة حرائق في مناطق عديدة قرب خط المواجهة.
تسببت تلك الهجمات في نزوح وفرار ما يقرب من 100ألف شخص إلي البلدان المجاورة ومحطات مترو الأنفاق والملاجئ، ونجح بعضهم الوصول إلي المطارات قبل أن تنجح موسكو بالسيطرة علي الأجواء الأوكرانية بالكامل.
أزمة نقص الإمدادات
تمتلك روسيا أكبر احتياطي غاز في العالم ما يجعل الدول الأوروبية، خاصة ألمانيا، في أشد الاحتياج إليها للحصول على مصدر الطاقة الروسي.
وحال استمرار الحرب سيأتي بالسلب علي احتياجات السوق و البلدان الأوروبية و سيؤي بالتبعية إلي مشاكل في اقتصادات تلك الدول.
و سيؤدي ذلك أيضا إلي ارتفاع حاد في أسعار النفط و الغاز و سيؤي إلي تعقيد سوق النفط أكثر.
مصر تعمل بطاقتها القصوي
برز اسم مصر ضمن الحلول البديلة في حالة نقص أو وقف إمدادات الغاز الروسي.
حيث أن خط الأنابيب المعلن عنه بين اليونان و قبرص و مصر من الممكن أن يسهم في حل جزء من الأزمة، ولكن وجد بعض الخبراء صعوبة في ذلك، نظراً لأن القاهرة اتفقت مؤخراً علي تحويل كميات من الغاز إلي لبنان عبر خط الغاز العربي.
أزمة القمح
تنتجان روسيا وأوكرانيا أكثر من 30% من الإنتاج العالمي للقمح وسيؤدي ذلك إلى أزمة في بعض البلاد التي تعتمد على استيراد القمح الروسي و الأوكراني.