خلال لقاءه رئيس الوزراء
المبعوث الرئاسي الأمريكي: مصر لديها مقومات تؤهلها للعب دوراً حيوياً في «العمل المناخي»
استقبل الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، «جون كيري» المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ، والوفد المرافق له، وذلك بحضور الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والسفير محمد نصر، مدير إدارة المناخ والبيئة والتنمية المستدامة بوزارة الخارجية، والسفير جوناثان كوهين، سفير الولايات المتحدة بالقاهرة.
وفي بداية اللقاء، رحب الدكتور مصطفي مدبولي بزيارة المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ إلى مصر، مشيراً إلى أنها تأتي خلال المرحلة التي تستعد فيها مصر لاستضافة الدورة الـ 27 من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27 في نوفمبر 2022، بما يعزز من التشاور مع الجانب الأمريكي حول موضوعات تغير المناخ خلال الفترة القادمة، والبناء على نتائج مؤتمر جلاسكو، واستعراض الرؤي والاستراتيجيات المصرية ذات الصلة بالعمل المناخي.
ونوه رئيس الوزراء إلى ما أشار إليه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال اجتماعه اليوم مع الوفد الأمريكي، من تبني مصر لمقاربة شاملة ومحايدة خلال رئاستها للمؤتمر، بما يعكس أولويات ومواقف كل الأطراف، وذلك بهدف خروج المؤتمر بنتائج إيجابية، والوصول إلي تعهدات صادقة تخدم العمل المناخي المشترك، مشدداً علي ضرورة ترجمة التعهدات التي شهدها مؤتمر جلاسكو إلي خطة عمل ذات إطار زمني محدد خلال المؤتمر القادم.
واستعرض الدكتور مصطفي مدبولي في هذا الصدد الجهود الوطنية في إطار الاستعداد لاستضافة مؤتمر COP27، لافتاً إلى أنه تم تشكيل لجنة عليا للتحضير للاستضافة برئاسته وعضوية كل الجهات المعنية، تجتمع بشكل شبه أسبوعي لمناقشة كل التفاصيل الخاصة بالاستضافة.
كما نوه إلى الانتهاء من مسودة «الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050»، تمهيداً لإطلاقها قريباً، والتي تتضمن برامج ومشروعات محددة تستهدف ملف التغير المناخي بكل مكوناته، خاصةً ما يتعلق منه بخفض الانبعاثات، والتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ.
وأضاف رئيس الوزراء أن برامج ومشروعات التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية ركزت على تحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وحماية الشواطئ، لاسيما وأن شواطئ البحر المتوسط تعد من أكثر المناطق المهددة بالغرق نتيجة التغيرات المناخية، بالإضافة إلى مشروعات تحلية مياه البحر، لاسيما في ضوء أزمة نقص المياه، مشيراً إلى أن هذه تعد بعضاً من المجالات التي نتطلع للتعاون فيها مع الجانب الأمريكي.
من جانبه، أعرب السيد جون كيري عن سعادته بلقاء فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي صباح اليوم، مبدياً إعجابه برؤيته وعزمه القوى في مجال تعزيز العمل المناخي، وكذا ما بذلته مصر من جهود دؤوبة في هذا الصدد. كما أشاد المبعوث الأمريكي بما شهده العالم من تطور إيجابي في المواقف الرامية إلى تعزيز العمل المناخي المشترك، لافتاً إلى أن مؤتمر جلاسكو COP26، شهد التزامات غير مسبوقة تعهدت بها الدول، لتنفيذ خطط للحد من ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، مستعرضاً في هذا الصدد أبرز التعهدات التي قامت بها بعض الدول.
ولفت المبعوث الأمريكي لما لدي مصر من فرص كبيرة للبناء على زخم جلاسكو، وقيادة العمل المناخي خلال الفترة القادمة، مؤكداً أن تضافر الجهود الدولية وتعزيز العمل الجماعي، سوف يسهمان في تحقيق المستهدفات المرجوة.
واستعرض المبعوث الأمريكي جهود الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق تعهداتها الوطنية بخفض مستويات التلوث في قطاع الطاقة إلى الصفر بحلول عام 2035، وتحقيق الحياد الكربوني الكلي في البلاد بحلول عام 2050، بما في ذلك قيامها بإغلاق نحو 500 محطة كهرباء تعمل بالفحم.
وفي السياق ذاته، أشار جون كيري إلى أن كل ما حذر منه العلماء بشأن التغيرات المناخية تحقق بالفعل، ولكن التحدي الأكبر هو حدوث هذه التغيرات بشكل متسارع، مؤكداً أن تكلفة الاستثمار الجاد في معالجة هذا الملف ستكون أقل بكثير من تكلفة الكوارث التي ممكن أن تحدث مستقبلاً، إذا ما بقي الوضع على ما هو عليه.
وأضاف «كيري» أن لدي مصر المقومات الطبيعية التي تؤهلها لأن تلعب دوراً حيوياً في العمل المناخي، بما في ذلك طاقة الرياح والشمس، وغيرها، مستعرضاً في هذا الصدد بعض التكنولوجيات الجديدة التي يمكن أن تستفيد منها، بما في ذلك استخدام آليات متطورة وآمنة للطاقة النظيفة في تحلية مياه البحر.
وأعرب المبعوث الأمريكي عن تطلعه لقيام مصر خلال المرحلة المقبلة بتحديد أولوياتها الوطنية من البرامج والمشروعات المتعلقة بالعمل المناخي، تمهيداً لاستعراضها في المحافل الدولية ذات الصلة، في إطار استعدادها لاستضافة مؤتمر COP27، مؤكداً حرص بلاده على دعم خطي مصر نحو رئاستها المرتقبة للمؤتمر، واستعداد الشركات الأمريكية لتعزيز شراكاتها مع مصر في هذا الصدد.
وعقّب الدكتور مصطفي مدبولي، مرحباً بتعزيز التعاون مع الجانب الأمريكي سواءً على المستوي الحكومي، أو من خلال التعاون مع الشركات الأمريكية في تنفيذ مشروعات الطاقة الجديدة وتحلية المياه وغيرها.