ليست كل الحدائق خضراء.. كيف تعيش حياتك بأسلوب أكثر استدامة؟
هناك الكثير من الطرق التي يمكن اتباعها من أجل التعايش بصورة أكثر استدامة، ومنها: فصل القمامة، وتوفير الكهرباء، والسفر بالقطار.
ومن المعروف أن تغير المناخ يتأثر بالكثير من نواحي حياتنا بصورة أكبر مما يعتقد المرء. ويمكن لأولئك الذين يرغبون في العيش بوعي، أن يقدموا المزيد، وذلك على سبيل المثال، من خلال عاداتهم في المكتب أو في السوبرماركت.
فإذا قام المرء بالنظر مثلا إلى طريقة مشاهدته لخدمة "نتفليكس" للبث المباشر، فسيجد أنه بالنسبة للكثير منا، يعد عدم القدرة على فتح أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بنا، ومشاهدة أحدث المسلسلات، أمرا لا يمكن تخيله في وقتنا الحالي، وهو ما يتسبب في هدر قدر كبير من الطاقة.
وهناك بعض الحيل التي من شأنها أن تجعل تلك الأمور صديقة للبيئة بصورة أكبر: والقاعدة العامة هي بث العمل لمرة واحدة فقط، ثم مشاهدته من القرص الصلب المثبت في الجهاز الخاص بالمرء في جميع الأوقات الأخرى. ولا يجب بث الأفلام والبرامج والاعمال الموسيقية مرارا، ولكن من الضروري أن يتم تحميلها لمرة واحدة فقط على الجهاز وتشغيلها منه. باقات مختلفة واختيار واحد.
وعلى الرغم من أن المرء قد لا يتمكن من الاحتفاظ ببرامج "نتفليكس" المفضلة لديه التي تم تحميلها، فمن المحتمل أن تتناسب أغنياته المفضلة على خدمة "سبوتيفاي" للبث الموسيقي، مع حجم القرص الصلب المتوفر على هاتفه المحمول. وإذا كان متاحا، فمن الممكن محاولة استخدام شبكة (إل إيه إن) محلية، أو على الأقل استخدام اتصال (واي فاي)، حيث تستخدم البيانات المتنقلة للهاتف المحمول المزيد من الطاقة.
أما عند تدفق البث المباشر، فيمكن للمرء أن يختار تقليل جودة صورة مقاطع الفيديو، مما يقلل من كمية البيانات التي يتم نقلها، وبالتالي يتم أيضا تقليل استهلاك الطاقة. ويجب التأكيد على أن تدفق المحتوى بدقة عرض "4 كيه" (أي 4 كيلو بيكسل)، أوبجودة فائقة الدقة (إتش دي)، يأتي مصحوبا ببصمة كربونية أكبر.
- التفكير بطريقة محلية وموسمية: يتعين في كثير من الأحيان نقل الطعام لمئات، أو حتى آلاف، الكيلومترات قبل أن ينتهي به المطاف في ثلاجة المنزل. لذلك، يتعين على المرء أن يقوم بشراء فاكهة وخضروات الموسم التي تنمو في المنطقة التي يعيش بها، حيث أنه عندما يتم شراء الطعام وفقا للظروف الإقليمية والموسمية، يتجنب المستهلكون التسبب في تلوث بيئي ناجم عن نقل الطعام لمسافات طويلة .
- الغسل الأخضر: هناك إمكانية كبيرة لتوفير الموارد عندما يتم غسل الملابس. ويبدأ الامر من استخدام الغسالات الكهربائية. ولكن، كثيرا ما يكون شراء نموذج لأفضل فئة من الغسالات ذات الكفاءة في استخدام الطاقة، أكثر تكلفة، ولكنها عادة ما تقوم بتسديد ثمنها على المدى الطويل بفضل توفيرها في تكلفة استخدام الطاقة، بحسب ما تقوله إندرا إنتيرلاين، من الاتحاد الألماني للحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي.
وعندما يتم غسل الملابس، عادة ما يكون الغسل على درجة حرارة 30 درجة مئوية، كافيا لتنظيف الأغراض. ومن الممكن أن يوفر ذلك أكثر من 50% من فواتير الكهرباء، بالمقارنة مع الغسل على درجة حرارة 60.
السفر برا:
فبحسب ناشطة السياحة البيئية، أنتي مونشاوسن، يجب على الجميع تجنب السفر الجوي إذا كانت هناك وسائل نقل أقل ضررا بالمناخ. فمن الممكن استخدام القطار، على سبيل المثال.
وإذا كان يتعين على المرء ركوب الطائرة، فيمكنه تقديم تعويض عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يتم انبعاثها أثناء رحلة الطيران، من خلال التبرع للمنظمات التي تدعم مشاريع التقليل من انبعاث ثاني أكسيد الكربون.
ومع ذلك، تقول مونشاوسن "إن تقليل حجم الطيران يأتي في المقام الأول، ثم يأتي التعويض بعد ذلك".
- ولكن، ماذا عن مهمة حماية البيئة؟ إذا كان المرء يرغب في الحصول على وظيفة يمكنه من خلالها أن يساعد بالفعل في تقليل المخاطر العالمية الوشيكة المتعلقة بكوارث تغير المناخ، فإن أمامه عددا من الخيارات، مثل القيام بأعمال الزراعة فوق الأسطح، أو العمل في الهندسة الالكترونية، أو في تقنية المحاصيل.
وبسبب تعدد العروض، فإن المشكلة تكمن في اختيار العرض. وبغض النظر عن الوظيفة التي يختارها المرء، فإنه يمكنه أن يجعلها أكثر استدامة من خلال التفكير مرتين إذا ما كان يتعين عليه السفر جوا من أجل حضور اجتماعات العمل، وبالطبع فإن استخدام الدراجة أو الحافلة في الذهاب إلى العمل، أفضل من قيادة السيارة.
- ليست كل الحدائق "خضراء":
فإذا كان المرء يريد تنظيف حديقته من الأوراق المتساقطة في فصل الخريف، بأكبر قدر من المحافظة على البيئة، فمن الأفضل أن يستخدم مجرفة ومكنسة، وذلك لأن نافخة أوراق الشجر الكهربائية لا تتسبب في حدوث ضوضاء واستهلاك الوقود أو الكهرباء فحسب، ولكنها تضر بالحياة البرية أيضا.
- الأجهزة والمخلفات الإلكترونية:
من المؤكد أن أي شخص يقوم بشراء جهاز كهربائي جديد، مثل الغسالات والتلفزيونات وغيرها، يواجه سؤالا، هو: ماذا سأفعل بالجهاز القديم؟ ويعد أفضل حل يمكن القيام به هو أخذ الجهاز إلى المتجر الذي اشترى منه الجهاز الجديد، أو إلى المركز المحلي لإعادة التدوير.