إيمان عريف
إحذر.. أنت مهدد بهجمات سيبرانية
شرفت بتلقي دورة تدريبية كاملة للصحفيين والمحررين العسكريين مقدمة من الشئون المعنوية، تحت إشراف كلية الدفاع الوطني، تعلمت منها الكثير والكثير واتضحت أمامي حقائق ومعلومات أعترف أنني كنت أجهلها، ولن أتحدث في هذا المقال عن تفاصيل الدورة التدريبية رقم (38) للمحررين العسكريين، وإنما سأتحدث عن أحد المحاضرات المهمة، التي أظهرت أمامي ناقوس خطر يهدد العالم، ويهدد أيضا الأفراد، وليس الأفراد ذو المكانة المهمة فقط، من سياسيين ورجال أعمال ومشاهير، بل يهدد أمنك أنت أيضًا، نعم أمنك وخصوصياتك وأموالك وحياتك السرية والعلنية.
لنسطر فيما يلي بعض المعلومات السريعة عن السيبرانية وأمن المعلومات.
يعتبر مصطلح «السيبراني» جديد وغير مألوف علي آذان العامة من الناس، خاصة في الدول النامية، ولكن بالنسبة للمتخصصين في مجال الفضاء والتكنولوجيا والقرصنة العالمية، والجيوش فهو علم وعالم أصبحت الدول العظمي تجيد استخدامه للسيطرة علي العالم، بل والتحكم فيه وتعطيله.
ويعتبر التهديد السيبراني من أخطر الحروب التي يشهدها العالم علي مر التاريخ، فعملية قرصنة سيبرانية واحدة قادرة علي أن تشل حركة دولة بأكملها، مما يعرضها لخسائر بالمليارات، بل وسرقة معلومات حساسة تجعل القرصنة تتحكم في أموالك، وحكوماتك، ووسائل النقل وهدم البنية التحتية وفصلك تماما عن العالم وغيرها.
ومن منظور (إدوارد أموروسو) عالم الرقميات الأمريكي ومهندس الحواسيب الذي ألف كتابًا تحت عنوان «الأمن السيبراني» عام 2007 قصد من خلاله تعريف الجمهور بمعنى المفهوم الجديد الذي باتت تطرحه الصحافة الأمريكية على نطاق واسع، وحدد من خلال دلالة مفهوم «الأمن السيبراني» قائلًا: «إن الأمن السيبراني هو مجموع الوسائل التي تحد من خطر الهجمات على البرامج والشبكات الرقمية وأجهزة الحاسوب. بمعني حماية شبكاتك من القرصنة والاختراق، وذلك بتأمين البنية التحتية لتقنية المعلومات كالإنترنت، وشبكات الاتصالات، وأنظمة الحاسب الآلي والأجهزة الأخرى المرتبطة بالإنترنت وشبكاته الافتراضية.
أما «الفضاء السيبراني» أو كما يطلق عليه «الفضاء الإلكتروني»، هو مصطلح يطلق على عالم الكمبيوتر الافتراضي، ذلك العالم الذي تجتمع به جميع شبكات الحاسوب على مستوى العالم، فالفضاء السيبراني هو الذي يربط تلك الأجهزة ببعضها البعض، من خلال خلق نوع من الاتصال بينها، بواسطة ذلك الاتصال تقوم الأجهزة بالتواصل مع بعضها البعض بسلاسة. ومع تطور العالم الرقمي ظهر مصطلح «الفضاء السيبراني»، خاصة أن الإنسان أصبح غير قادر على الاستغناء عن التفاعل من خلال هذا العالم الافتراضي، وكذلك احتل العالم الرقمي مكانة متقدمة لدى كافة دول العالم، إذ أصبحت الأنظمة الإلكترونية مركز اعتماد قوي من قبل أنظمة العالم.
ومن أكثر المخاطر الفضائية السيبرانية، تعرض الإنسان للكثير من الانتهاكات وعمليات السرقة والخداع، وكشف الباحثين أن قاعدة البيانات التي يمتلكها هذا النظام غير آمنة بالشكل الكافي، مهما كانت مؤمنة، وهذا قد يتسبب في سرقة البيانات واستغلالها بأغراض غير مشروعة.
فعلى سبيل المثال من الممكن لأحد محترفي البرمجة سرقة حسابك الإلكتروني، والبدء في ترويج الشائعات على لسانك، مما قد يعرضك للمسائلة القانونية.
كذلك استخدام الجماعات الإرهابية، والتي انتشر نشاطها بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث تم استغلال الفضاء للتجنيد، وجمع الأموال والمتطوعين، كذلك محاولة جمع المعلومات حول الأهداف العسكرية، وكيفية التعامل مع الأسلحة وتدريب المجندين الجدد عن بعد.
وتقوم المنظمات الإجرامية بعمليات القرصنة السيبرانية، وسرقة المعلومات واختراق الحسابات البنكية وتحويل الأموال، كما توجد سوق سوداء على الإنترنت العميق، لتجارة المخدرات والأسلحة والبشر، حيث تكلف هذه الجرائم السيبرانية مليارات الدولارات سنويًا.
إضافة إلى أن الفرد بفضل الفضاء السيبراني أصبح فاعلًا مؤثرًا في العلاقات الدولية، ومن أبرز النماذج ظاهرة الويكيليكس «Wikileaks» الذي نجح في نشر ملايين الوثائق السرية للإدارة الأمريكية وقنصلياتها، مما خلق مشاكل دبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
لذا تحرص أكبر المؤسسات الدولية على حماية بياناتها، تلك التي تتواجد على الفضاء السيبراني، والتي من الممكن أن تتعرض في أي وقت للانتهاك.
ولنا سلسلة مقالات أخري أكثر تفصيلًا عن كيفية تأمين نفسك من مخاطر القرصنة السيبرانية وتأمين معلوماتك الخاصة.