عبد الرحمن المصري
احتفالية طريق الكباش.. "طيبة" تخطف أنظار البشرية
أنظار العالم تتجه صوب طيبة، اليوم الخميس، لمراقبة أحفاد الفراعنة، وهم يحتفلون بافتتاح طريق الكباش الرابط بين معبدي الكرنك والأقصر، ذلك الطريق الذي يزيد عمره على 3500 عامًا ويبلغ طوله 1.7 ميلًا وعرضه حوالي 250 قدمًا.
سينبهر العالم كما سبق وأبهرناه خلال حفل موكب المومياوات الملكية، الذي أقيم يوم السبت 3 أبريل 2021، وتضمن مغادرة 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بميدان التحرير، لمستقرها بالمتحف القومي للحضارة المصرية بمدينة الفسطاط شرق القاهرة.
ستقشعر الجلود، وهي تراقب الحدث على أنغام الموسيقار العالمي نادر عباسي، والتي تعزف بالآلات ذاتها المستخدمة قبل آلاف السنين، ولعبت عليها أصابع ونفخت فيها أفواه أجدادنا العظماء، والمرسومة على جدران معبد الكرنك.
سيجسد هذا الموكب احتفالات عيد "الأوبت" وهو أحد الأعياد المصرية القديمة في الأقصر، والذي يتواكب مع ذكرى زواج "آمون" و"أمونت"، والذي كان يخرج من معابد الكرنك بالزوارق المقدسة الخاصة التي تضم التماثيل الخاصة بالمعبودات، في اتجاه معبد الأقصر، محمولة على أكتاف الكهنة.
سوف تنقل 150 محطة تلفزيونية عالمية ذلك الحدث الاسطوري، لتجذب أنظار وتخطف أفئدة ما يزيد على مليار مشاهد حول العالم.
الواقع أن الإدارة المصرية تتميز بالفراسة، وتعي جيدًا أساليب التسويق الحديث، فتلك الفعاليات التاريخية والأثرية، فعالة أكثر في جذب السائحين من مختلف الفئات العمرية، لأرض مصر، وهي الأفضل من فكرة خروج القطع الأثرية لتعرض في متاحف العالم، فآثارنا في أحضاننا لا تهان، ولا تتعرض للمخاطر، وهي بالطبع أفضل بكثير وأوفر من الأفواج الرسمية التي تخرج من هيئة تنشيط السياحة، لتخاطب وتفاوض الشركات السياحية العالمية، لينعموا علينا ببضع آلاف من عملائهم.
مجرد أفكار جادة ومنظمة وبتكاليف بسيطة، نستطيع أن نخطف عقول وألباب عشاق التاريخ والغموض حول العالم، ناهيك عن استقطاب فئة الشباب، الأكثر حركة وتنقلًا حول العالم.
لصاحب تلك الفعاليات العظيمة منا ألف تحية، ونشد على أيادي وزير السياحة وفريقه لمجهوداتهم العظيمة، فهم أصحاب أفضال كبيرة على هذا الشعب، الذي تعطش لعودة الزخم السياحي إلى أرضه.