اخرها "المومس الفاضلة" مهاجمة الاعمال الفنية عرض مستمر .. والنقاد: ينبغي تركيز النواب بمشاكل مواطنيهم أكثر من الفن
هيدي ثابت
مازلت أزمة شن الهجوم علي الأعمال الفنية عرض مستمر لا تنتهي منذ عقود من الزمن وكان أخرها حالة الجدل الواسعة التي أثيرت خلال الساعات الماضية أثر اعلان النجمة الهام شاهين بطرح فكرة أعادة تقديم مسرحية " المومس الفاضلة " للكاتب والفليسوف جان بول سارتر ومنذ تصريحها بذلك لاقت هجوما شديدا علي العمل المسرحي من قبل بعض المنتقدين ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد بل وضع العمل قبل بدء تنفيذه في قفص الاتهام وتصعيد الامر من قبل بعض النواب في البرلمان وتقدم أمس النائب أيمن محسب بطلب أحاطه في مجلس النواب بإن العمل غير مناسب لقيم ومبادىء المجتمع المصري بل أكد أنه فن إباحي وأيضا أعلن صباح اليوم الدكتور أحمد خليل خيرالله، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور بمجلس النواب، تقديمه لطلب إحاطة للدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة بشأن مسرحية بول سارتر، مشيرًا إلى أن المسرحية مسماة باسم غير أخلاقي يترفع عن ذكره، في إشارة لمسرحية المومس الفاضلة وهذه المرة لست الأولي والأخيرة في مهاجمة عمل فني سواء درامي او مسرحي قبل عرضه وعلو أصوات المهاجمة علي مدار تاريخ السينما المصرية فألتقت “الصفقة” بعدد من النقاد لنعرف تعقيبهم علي كل ما حدث ونرصد في التحقيق بعض الأعمال الفنية التي لاقت هجوما عنيفا عبر تاريخ الفن المصري :
في البداية" فيلم مذكرات مراهقة"
فمنذ عرضه انذاك شهد هجوما بسبب جراة المشاهد في الفيلم وتم التبرؤ من العمل من قبل أحمد عز وهند صبري اللذين اقتسما بطولة فيلم «مذكرات مراهقة» مع المخرجة إيناس الدغيدي، فاعتبرت صبري أن مشاركتها في الفيلم كانت خطوة غير صائبة بسبب بعض المشاهد فيه، فيما عبر عز عن ندمه لأداء مشاهد مثيرة، مؤكداً أنه لو عاد به الزمن لما قدمها.
إلى أن هاجمتهما الديغدي وقتذاك مؤكدة أن الفيلم منحهما فرصة لتقديم أوراق اعتمادهما، ولولاه لما استطاعا تحقيق أي نجاح و أنها لم تجبر أحداً على أداء مشاهد بعينها أو بطولة أفلام جريئة
فيلم "كلمني شكرا"
وأيضا واجه فيلم «كلمني شكراً» مع المخرج خالد يوسف هجوما كبيرا منذ عرضه حيث أدت الفنانة حورية فرغلي دور فتاة تعرض جسدها أمام كاميرا الكمبيوتر مقابل بطاقات شحن لهاتفها المحمول، ما سبب في انفصال خطيبها عنها وأعلنت بعدها بعدم تقديم مشاهد كهذه مرة اخري
فيلم "المتمردون"
واجه فيلم المتمردون للمخرج «توفيق صالح» قائمة طويلة من الاتهامات من بينها «الإساءة لسمعة مصر»، بمجرد عرضه في أواخر الستينيات، ففي الفيلم الذي مثل فيه شكري سرحان وتوفيق الدقن، يقود الشاب «عزيز» تمرداً داخل أحد المصحات العلاجية التى تفصل بين قسمين، أحدهم لذوي المال والنفوذ ممن تقدم لهم الرعاية والخدمات على أكمل وجه، والآخر مجاني للطبقات الأدنى، ويعاني من الإهمال وتنقصه الخدموذهب البعض لتفسيرالفيلم كنقد لعهد الرئيس عبد الناصر ووصمه بـ«الطبقية» مشبها مصر بمصح فى حاجه الى تمرد يصلح من أحواله، مما أدى عزوف الشركات عن توزيع نسخ الفيلم ومنعه من العرض، إلا أن «ناصر» أجاز عرض الفيلم وكرم مخرجه توفيق صالح
فيلم "شىء من الخوف "
طاردت الرمزية ملحمية حب فؤادة وعتريس الشهيرة التي انتهت بتضحية البطلة بحبها من أجل حرية بلدتها الصغيرة فى فيلم من إخراج حسين كمال عام 1969، وهو ما فسره البعض على أنه إسقاط مباشر علي نظام الرئيس جمال عبدالناصر، مشبهين فؤادة الصامدة أمام «عتريس» المستبد بعد لين و وتعرض الفيلم لموجة من الهجوم والاعتراضات التى لم تهدأ إلا بعد مشاهدة الرئيس عبد الناصر بنفسه للفيلم مرتين، أجاز من بعدها عرضه للجماهير، ليحقق «شئ من الخوف» نجاحاً كبيراً ويظل رمزا للكفاح من أجل الحرية رأفة، بـ«مصر».
فيلم " عماره يعقوبيان"
عن رواية الكاتب علاء الاسواني الشهيرة، خرج فيلم عمارة يعقوبيان للمخرج مروان حامد عام 2006 مثيراً ذوبعة من الانتقادات والاعتراضات على ما احتواه الفيلم من محتوى وُصف بالجرأة فى مناقشة القضايا السياسية المطروحه على الساحة، ليتخطي الأمر شهرة الرواية التي ترجمت إلى عدة لغات، مع كوكبة النجوم الذين شاركوا في بطولة الفيلم، وعلي رأسهم عادل إمام، ونور الشريف، ويسرا، وهند صبري، وخالد صالح وخالد الصاوي.
وغيرهم من الاعمال الفنية التي شن عليها هجوما عنيفا في السنوات الماضية ومن جانبه علق بعض النقاد علي تلك الأزمة:
"النقاد"
في البداية تقول الناقد الكبيرة ماجدة موريس:اري أن هناك مشاكل تعاني منها بعض المواطنون لكل نائب في دائرته من المفترض ان يهتم بها أعضاء مجلس النواب أكثر من الاعمال الفنية وأتساءل هل وظيفة أعضاء مجلس النواب ينتظرون تصريحات الفنانين علي الأعمال التي سوف تقدم من عدمه أم يهتمون بمواطنيهم اللذين يعتبرون نواب عنهم وتابعت : اما بالنسبه مسرحية المموس الفاضلة قد سبق وقدمت منذ سنوات طويلة علي مسرح الدولة ولاقت نجاحا كبيرا وقتذاك واكدت اري ان تلك الضجة التي احدثها بعض مجلس النواب هي بلا اي قيمة ولابد ان ينبغي عليهم يقومون بمناقشة مشاكل مواطنيهم
بينما علق الناقد الكبير طارق الشناوي قائلا:أري أن كل هذا الهجوم شىء سىء للغاية و أن نصل إلى هذه الدرجة في الحكم علي الفن وأكدت أن تلك الأصوات التي تعلو الأن بشن الهجوم الغير مبرر قد شاهدنا ذلك من قبل ضد الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ حيث منذ عدة سنوات قام أحد أعضاء مجلس الشعب بمهاجمة أعمال محفوظ واصفاً بإنها إباحية ولا ينبغي أن تدرس في المرحلة الثانوية،،وتابع الشناوي: مهاجمي المومس الفاضلة في تلك المرة لم يعتبر ذلك المرة الأولى أو الاخيره في الانتقاد علي عمل فني وأشار أتذكر جيدا أن هناك بعض الأفلام لاقت هجوماً شديد خلال السنوات الماضية مثل فيلم مذكرات مراهقة وأفلام يوسف شاهين والحب قصة اخيره وكانت بطلة الفيلم الفنانة الراحل الكبيرة معالي زايد وضع في قفص الاتهام وتم تحويله الي نيابة الاداب وغيرهم من الأعمال وأكد أن ما حدث خلال الساعات الماضية اتجاه مسرحية المومس الفاضلة ليس جديداً علي المهاجمي ولكن لابد ذلك يجعلنا نستيقظ دائما ونعرف نحن نقف أين.