تحتضن القاهرة الكبرى أعرق فنادق أنشأت في التاريخ منها ما كانت في البداية قصور لشخصيات تاريخية زينتها النقوش

القاهرة,فندق شبرد,النيل,مصر,شبرد,حريق,إيجوث

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف
قبلة الحياة تعود لفندق "شبرد" 

قبلة الحياة تعود لفندق "شبرد" 

تحتضن القاهرة الكبرى أعرق فنادق أنشأت في التاريخ، منها ما كانت في البداية قصور لشخصيات تاريخية، زينتها النقوش المعمارية، التي لم ولن تتكرر في دقة وروعة تنفيذها، والتي تضاهي أهم وأقدم وأجمل فنادق العالم، منها على سبيل المثال وليس الحصر.. فنادق مينا هاوس، وماريوت، وكتاركت أسوان، وشبرد وجميعها تمتلكها الدولة.



سأخص بالاستعراض هنا، فندق قريب إلى قلوب المصريين جميعا، وهو فندق شبرد، والذي يعود تأسيسه إلى عام 1841، ومرت عليه أحداث تاريخية مثيرة للجدل، ويقع حاليًا في أجمل بقاع القاهرة، بعد نقلة من منطقة الأزبكية، إلى منطقة جاردن سيتي، بإطلالة مباشرة على النيل.

شيد محمد بك الألفي، قصرًا كبيرا في الأزبكية، بأعمدة رخامية ضخمة، ونوافذ من الخشب الثمين، وزينه بالتحف والنجف التي أهداها له بعض أثرياء أوروبا، وكان يحيط بالقصر بستان شاسع، وجاءت الصاعقة بعد أن انتهى من بناء القصر، حيث أتت الحملة الفرنسية على مصر وكان وقتها الألفي في الشرقية، فاختار نابليون قصره مقرًا لإقامته، والتي استمرت حتى قتل سليمان الحلبي كليبر داخل حديقة القصر، بعد ذلك هدمه القائد العسكري محمد بك الدفتردار زوج نازلي هانم ثاني أكبر بنات محمد علي باشا، ثم أعاد بنائه على الطراز العثماني، وبعد وفاته ورثت القصر أرملته نازلي هانم.

عام 1835 حول محمد علي باشا جزء منه إلى متحف، ليتولى الحكم بعدها بسنوات الخديوي عباس حلمي الأول، ومنح القصر هدية لصامويل شبرد، بناءً على وساطة من قنصل إنجلترا تشارلز مري.

تم افتتاح فندق شبرد في نهاية سنة 1841 باسم «الفندق الإنجليزي الجديد» واستمر يحمل هذا الاسم حتى عام 1845 ثم تغير اسمه إلى «فندق شبرد» وقد شهدت مرحلة افتتاحه حالة من الرواج السياحي والتجاري لمصر، وهو ما شجع الكثير من الوفود الأوروبية على المجيء لمصر والإقامة فيه.

1869 كانت نقطة تحول مهمة في تاريخ هذا الفندق، والذي نزل به العديد من الشخصيات العالمية التي جاءت لمصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس، بدعوة من الخديوي إسماعيل، وكان على رأس الزوار الملكة الفرنسية «أوجيني» التي استقبلها الخديوي إسماعيل فيه وأقام لها حفلا أسطوريًا، وفي يناير عام 1952، شب حريق القاهرة، الذي دمر العديد من المباني والمحال المهمة في وسط المدينة، وكان من بينها الفندق، فظل ذكرى، وفي يوليو 1952 نقلت شركة "الفنادق المصرية" شبرد إلى أكثر أحياء مصر رقيا في ذلك الوقت وهو حي «جاردن سيتي»، وبقي بمكانه حتى الآن، وفي 1957، تم افتتاح المبنى الجديد للفندق في حي السفارات بالقرب من السفارات الأمريكية والبريطانية والإيطالية، وأعيد تجديده في أواخر ثمانينيات القرن الماضي.

وعادت الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق "إيجوث" لتحيى الفندق من جديد في 2018، بعد غلقه عام 2013 لوجود تشققات بالمبنى، فطورت أعمال المرحلة الأولى المتمثلة في بعض المعالجات والتدعيم الإنشائي للمبنى، وأعمال الفك لكافة الأعمال الكهروميكانيكة، وأعمال الإزالة والهدم لكافة الأعمال البنائية غير الإنشائية بالمشروع، ثم طرح الفندق لتمويل تطويره وإدارته على مجموعة من الشركات والمستثمرين، وتمت المفاضلة بين العروض المقدمة بين الشركات والمستثمرين والتفاوض حتى فازت بها مجموعة الشريف للمقاولات "السعودية".. وبمقتضي العقد المبرم لاحقًا ستقوم المجموعة بتمويل التطوير الشامل للفندق والتأثيث والفرش والتجهيز للتشغيل والتطوير بسعة فندقية ٣١٦ غرفة وجناح بمستوى خدمة فندقية متميزة فئة الخمس نجوم، وفقًا للمتعارف عليه دوليًا في غضون ٤٢ شهرًا، ليعود فندق "شبرد" أعرق فنادق القاهرة الكبرى للحياة مجددًا.