عبد الدايم:مهرجان جرش من أعرق الفعاليات الإبداعية فى الوطن العربى والقوى الناعمة
وجهت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة ثقافة مصر التهنئة للقائمين على المهرجان لانعقاد دورته الحالية بعد غيابه العام الماضى مؤكدة أنه من أعرق الفعاليات الإبداعية فى الوطن العربى ، وقالت أن القوى الناعمة تنجح دوما فى خلق حالة من التقارب والتلاقى بين الشعوب ، مشيرة أن المحافل الفكرية والفنية تعد محرابا يجمع المبدعين ويخلق حوارا مميزا بينهم ، وأشادت بأساليب التنظيم التى عبرت عن وعى الشعب الأردنى وجهد المسئولين لإتمام إقامة هذه الدورة .
وقال رئيس اللجنة العليا للمهرجان وزير الثقافة علي العايد إن عودة مهرجان جرش هي عودة للتالق ، وأشار أن المهرجان كرس التقاليد والقيم الإبداعية العالية باعتباره أحد الروافع الهامة في المشهد الثقافي الأردني منذ تأسيسه قبل مئة عام ، وأضاف ان الأردنيون في هذا اليوم الذي نتحدّى فيه ذاتنا، ونتحدّى فيه قدرتنا على إعادة تأهيل المدينة لتستقبل أهلها من جديد، ونتحدّى فيه الفيروس الخطير الذي أوقف الفرح في شرايين هذا المهرجان، ليعود ينبض بالمحبة والحياة من جديد، ويرفع راية الفرح في مواجهة الخوف وأضاف إنه خلال مائة عام من عمر دولتنا الحديثة جعلتنا في قطاع الفن والثقافة نذلل الصعاب، ونمهّد الطريق كي تدور عجلة الإبداع ، وأشار أن مهرجان جرش يرسم الفرح على الوجوه، ويحرس أحلام المبدعين ويمزجها بعراقة المكان وكبرياء أهله الطيبين، لافتا الى أن الكبار يمرون من تحت أعمدته يتنسّمون عبق الحضارات ويزهون بأنهم في "جرش"، سيد المهرجانات وبوصلة الإبداع وسرّ النجومية لكثير من عمالقة الإبداع.
من جهته أكد وزير الثقافة أن الشاعر والمطرب مشعلان من مشاعل جرش على مدار تاريخه، "وأن ما يميز جرش على مدار عمره أنه كان حلقة وصل بين المثقفين العرب"ولفت الى أن جرش هذا العام ورغم الظروف الصعبة جاء بشكل يليق بالأردن ومئويته، ويليق بهاشميته وبمبدعه الذي صنع من الحجارة الصمّاء مدنا وردية عابرة للحضارات وأضاف انه جرش مختلف هذا العام لأنه يحمل في جعبته هذا العام الكثير من الفرح ، مشيرا إلى ان برنامج المهرجان فى هذه ثرى ومميزا ومختلفا.
بدوره قال رئيس لجنة بلدية جرش الكبرى عضو اللجنة العليا للمهرجان حمد الكرازنة ان جرش هذا العام يحمل رسائل عديدة منها انه ينقل رسالة محبةٍ وسلامٍ لجميعِ أركانِ المعمورة بأنّ الأردنَ بقيادتِه الهاشميةِ الرشيدة بدأَ بالتعافي من آثارِ هذهِ الجائحةْ ، وأننا نقول للعالمِ أجمعْ اننا مُتَشَبِّثُونَ بقيادتِنا الهاشميةْ ومنْتَمونَ لهذا البلدِ الصامدْ ، وأضاف لقد تعاقبَ على مدةِ هذا المهرجانِ سبعُ اداراتٍ تركَ كلٌّ منهم بصمَتَه الطيبة في تاريخِ المهرجان، وأضاف إن ادارة جرش الحالية عزّزتْ تشاركيَّتَهَا مع بلديةِ جرش الكبرى، "فكان لها بصمةٌ تؤكدُ أَنها قادرةٌ على الارتقاءِ بهذا المهرجان وإعادةُ امجادِه ، ووجه الشكر لجميع القطاعات التي ساهمت في إنجاح هذا المهرجان وعلى رأسها وزارة الثقافة ومحافظ جرش ومدراء السياحة والآثار وغيرهم ، كما شكر كل من ساهم في الحفاظ على هوية المدينة وجمالياتها وإشراقتها.
ومنحت في حفل الافتتاح جائزة ملتقى جرش النقدي للرواية عن مجمل الأعمال للأديب الأردني الراحل عيسى الناعوري ، وتحت عنوان "سلام على بلادي" اشيع الفرح في جنبات المدرج الشمالي وسط أهازيج ورقصات وتنويعات موسيقية وغنائية قدمها إلى جانب مجموعة من المطربين الأردنيين، وفرقة المركز الوطني للثقافة والفنون في مؤسسة الملك الحسين ، وجاء العمل الاستعراضي الذي أنتجه مهرجان جرش لحفل افتتاحه هذا العام، من إخراج لينا التل، وتأليف موسيقي والحان الدكتور أيمن عبدالله، وتصميم وتنفيذ الرقصات رانيا قمحاوي، وإخراج المادة الفلمية فراس عبنده. واختتم الاستعراض بمغناة "مع عبدالله" كلمات الشاعر ماجد زريقات، وإنتاج فني طلال أبو الراغب حيث جاءت اللوحات الفنية الاستعراضية التي انطلقت من بين الجمهور، ومن خلال مواطن جرشي بلباسه التاريخي، لتعلن ارتباط الماضي بالحاضر لأهل المكان وسط استعراض فني ادائي راقص يعيد تشكلات الحياة عبر الزمن ، وفي المشهد الثاني يقدم العمل لحظات فارقة في تاريخ المهرجان من خلال استعراض أهم النجوم الكبار والفرق الفنية الذين غنوا على مدرجاته منذ انطلاقته الاولى ، وفي مشهد آخر يستعرض العمل مجموعة من الأسماء الثقافية والإبداعية التي شكلت نواة الفعل الثقافي الاردني خلال مئة عام مضت الى جانب مجموعة من الاسماء الفنية في تاريخ الغناء والموسيقى الأردنية ثم يستعرض تاريخ الدراما التلفزيونية والإذاعية والمسرحية الأردنية .
بعده قدمت الفرقة الاستعراضية لوحة فنية راقصة بالمشاعل في تأكيد واضح على استمرار الفعل الثقافي والفني في جرش المدينة التي لا ينقطع عنها الابداع ولا تتوقف فيها مسيرة الفن ومشاعل النور، ثم الانتقال للوحة تؤكد السوسنة الوطنية قبل ان تنطلق المغناة الوطنية "مع عبدالله " التي تستعرض تاريخ الأردن شعرا وغناء .
يذكر ان هذه الدورة من المهرجان تحمل شعار (جرش مزينة بالفرح)، وتحتضن مشاركات فنية تزيد على 70 فنانا أردنيا وعربيا، وفرقا فنية تراثية وفلكلورية أردنية وعربية وعالمية، ومشاركات شعرية وأدبية متنوعة وقررت لجنته العليا استمراره حتى الثاني من اكتوبر المقبل، وبمناسبة الاحتفالات بمئوية الدولة الأردنية اعلنت الدخول المجاني لحضور الفعاليات باستثناء حفلات نجوم العرب الذين سيحيون حفلات على المسرح الجنوبي ، وتفتتح الفنانة اللبنانية الكبيرة ماجدة الرومي أولى الحفلات ، كما يشارك فى الفعاليات النجوم العرب نجوى كرم من لبنان، وجورج وسوف وحسين الديك من سوريا، ونبيل سيف من العراق الى جانب مشاركات لعدد من الفنانين الأردنيين وتحيي فرقة الأكاديمية الشركسية عرضا فنياً، حفلاً فنياً تنظمه نقابة الفنانين الأردنيين.
ويختتم الحفلات الفنانان عمر العبد اللات، وصاحبة لقب "ذا فويس" الفنانة الأردنية نداء شرارة كما تقام على المسرح الشمالي وفي ساحة الأعمدة العديد من الفعاليات الأدبية والثقافية، والعروض الفنية التي تقدمها مجموعة من الفرق الدولية وتكريما لمنجز الشاعر جريس سماوي الإبداعي فقد جاء البرنامج الشعري والندوات الفكرية تحت عنوان: دورة الشاعر والأديب الأردني الراحل "جريس سماوي"، ويشارك في فعالياتها حوالي 250 شاعرا أديباً ومفكرا أردنيا وعربيا.