ألقى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء كلمة خلال الاحتفالية التي نظمها صندوق تحيا مصر بإسم أبواب الخير

مصطفى مدبولي,رئيس الوزراء,صندوق تحيا مصر,تحيا مصر,السيسي

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف

في كلمته اليوم خلال احتفالية أبواب الخير بحضور السيسي:

مدبولي: "تحيا مصر" مثالًا للتعاون بين أجهزة الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال الاحتفالية التي نظمها صندوق تحيا مصر بإسم "أبواب الخير"، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الخيري، بالعاصمة الإدارية الجديدة، بتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.



واستهل مدبولي كلمته قائلاً: "نجتمعُ اليومَ في رحابِ "اليومِ العالميِّ للعملِ الخيري"، الذي قرَّرَتْ هيئة الأممِ المتحدةِ عامَ 2012 أن يكونَ عيدًا سنويًّا يُذكِّرُنَا بالدورِ الحيويِّ لأعمالنِا الخيريةِ، لدعمِ أهالينَا في ربوعِ مصرَ كلِّهَا، ومساندةِ أولئِكَ الذين هم في أمسِّ الحاجةِ إلينَا، بدونِ قيدٍ أو شرطٍ أو تمييزٍ من أي نوعٍ، فالعملُ الخيريُّ هو الوجهُ الحقيقيُّ للإنسانيةِ".

ولفت رئيس الوزراء إلى أن هيئةَ الأممِ المتحدةِ وضعت هذا التاريخَ، وحفرتْهَ ضمنَ أجندةِ الأحداثِ والمناسباتِ الدوليةِ، لتأصيلِ الوعيِ بأهميةِ الأعمالِ الخيريةِ واستدامَتِهَا، والتي تستقِي روافدَهَا من المسؤوليةِ الاجتماعيةِ للمؤسساتِ الحكوميةِ وغيرِ الحكوميةِ جنبًا إلى جنبٍ مع حِسِّ المواطنةِ النشطةِ والفعَّالةِ، الذي يجعلُ المصريينَ جميعًا ينتفضونَ لمؤازرةِ المحتاجينَ والتضامنِ معهُم.

وأضاف مدبولي: لا شك في أن أعمالنَا الخيريةَ تُسهمُ في القضاءِ على الفقرِ بجميعِ صورِهِ وأشكاله، والذي يُعدُّ جوهرَ التحدياتِ التي تُهدِّدُ أمنَ الإنسانيةِ وسلامتِهَا، حيث يحرمُ البشرَ جميعًا من أبسطِ حقوقِهِم المتمثِّلةِ في الغذاءِ والمسكنِ والتعليمِ والرعايةِ الصحيةِ، كما يولد مجتمعًا قليلَ الإبداعِ والإنتاجِ والتطورِ، فكلما كانَ المجتمعُ يعانِي فقرًا، قلت الابتكاراتُ والنشاطاتُ التي تسهِمُ في نهوضِهِ، وذلك يعودُ إلى عدمِ توافرِ القدراتِ المطلوبةِ في الفقيرِ، ولا يقتصِرُ أثرُ آفةِ الفقرِ على إبداعِ المجتمعاتِ، بل إنه يؤثِّرُ على الحالةِ الاقتصاديّةِ والاجتماعيّةِ أيضًا، وذلك الأثرُ كافٍ لتدميرِ مجتمعِاتٍ بأكملِهَا، وتهديدِ استقرارهِا ونجاحِهَا من خلالِ انتشارِ الأمراضِ والأوبئةِ، وزيادةِ أعدادِ الوفيات، وليس أدلَّ على أهميةِ تحدِّي الفقرِ من أنَّ هيئةَ الأممِ المتحدةِ تستخدمُ مؤشراتِهِ لقياسِ مجملِ التقدمِ المُحرزِ للأهدافِ الأمميةِ للتنميةِ المستدامةِ 2030.

 وأشار رئيس الوزراء إلى أنَّ العملَ الخيريَّ يهدُفُ إلى تحقيقِ الخيرِ، ونشرِ التكافلِ والتّضامنِ الاجتماعيِّ؛ ممَّا يُؤدِّي إلى المحافظةِ على تَعزيزِ دورِ القيمِ الدينيةِ والأخلاقِ الحميدةِ في النهوضِ بالمجتمعاتِ، وذلك من خلالِ ما تقدّمُهُ المنظماتُ والمؤسساتُ التطوعيةُ من برامجَ ثقافيةٍ وخدميةٍ لإصلاحِ ومعالجةِ مشكلاتِ الأسرةِ والمجتمعِ.

 

دور صندوق تحيا مصر في تنمية المجتمع المصري

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي في كلمته أن جذور العملِ الخيريِّ الرسمِّي تمتدُ في مصرَ أرضِ السلامِ منذ مئات الأعوام، حيثُ شهدَ القرنُ الثامنَ عشرَ تأسيسَ أوَّلِ جمعيةٍ خيريةٍ على يدِ مجموعةٍ من الجاليةِ اليونانيةِ بمحافظةِ الإسكندريةِ، وبعدهَا تأسستَ أوَّلُ جمعيةٍ خيريةٍ مصريةٍ بسواعدَ وطنيةٍ عام 1870 ميلادية، لتحسينِ جودةِ حياةِ قاطنِي المناطقِ الأكثرِ احتياجاً.

وأضاف مدبولي أنه على مدار هذه الفترة الزمنية، أضاءَ ربوعَ مصرَ كِياناتٌ وطنيةٌ شامخةٌ تُمارسُ العملَ الخيريَّ، وقودُهَا تبرعاتُ المصريينَ وسواعدُهُم، ومنها "صندوق تحيا مصر"، الذي تأسسَ عام 2014 لتنفيذِ مشروعاتٍ ومبادراتٍ تنمويةٍ قوميةٍ، تُعالجُ قضايا اجتماعيَّةً حرجةً، تؤرِّق حياةَ فئاتٍ كثيرةٍ من جموعِ المصريين.

 

وأوضح رئيس الوزراء أن " صندوق تحيا مصر " يتبنى 6 برامج رئيسية لإنجازِ هذه المهمةِ الإنسانيةِ، تتمثلُ أولاً في برنامجُ الرعايةِ الصحيةِ ومن مبادراتِهِ علاجُ مرضَى الضمورِ العضليِّ من الأطفالِ، ثم ثانيًا برنامجُ التنميةِ العمرانيةِ، الذي يشاركُ في تطويرِ المناطقِ العشوائيةِ، وإنشاءِ مدنٍ بديلةٍ لقاطنِيهَا، مثل بشائرِ الخيرِ بالإسكندريةِ، ومنطقةِ الأسمراتِ بالقاهرةِ، بينما يختصُّ البرنامجُ الثالثُ بالدعمِ الاجتماعيِّ، ومن مبادراتِهِ حمايةُ الأطفالِ بلا مأوَى، ومصرُ بلا غارمين.

ولفت مدبولي إلى أن البرامج الرئيسية للصندوق تتضمن البرنامج الرابع وهو برنامجُ الكوارثِ والأزماتِ، الذي يتيحُ التدخلَ السريعَ والمشاركةَ الفعَّالةَ، عندما يُواجِهُ المواطنين كوارثَ أو أزماتٍ غيرَ متوقعةٍ، ثم خامسًا برنامجُ التعليمِ، حيثُ يدعِّمُ "صندوق تحيا مصر" جامعةَ زويل للعلومِ والتكنولوجيا، والبرنامجَ الرئاسيَّ لتأهيلِ الشباب للقيادةِ، وأخيرًا يتعلقُ البرنامجُ السادسُ بالتمكينِ الاقتصاديِّ الذي يُوفرُ فرصَ عملٍ للشبابِ، ويدعَمُ المرأةَ المعيلةَ، ويؤسِّسُ محالَّ تجاريةً لروادِ الأعمالِ.

وأكد رئيس الوزراء أنه تضافرت على مر السنواتِ السبع لعملِ صندوقِ تحيا مصر، منظومةُ عملٍ دؤوبةٍ، وتبرعاتِ المصريين، وجهدِ المتطوعينَ، لتحقيقِ إنجازاتٍ غيرِ مسبوقةٍ، أصبحت فخرًا للعملِ الخيريِّ على المستويينِ الوطنيِّ والدوليِّ، لافتاً إلى أن "موسوعةُ جينيس للأرقامِ القياسيةِ" العالميةُ أصبحت تضم الآن رقمينِ قياسيينِ أنجزهُمَا صندوقُ تحيا مصر، بعدَ نجاحِهِ في تنظيمِ أكبرِ قافلةِ تبرعٍ بالدواجنِ، وأكبرِ قافلةِ تبرعِ بكراتينِ الموادِّ الغذائيةِ على مستوى العالمِ، وهو الإنجاز الكبيرُ الذي تحقق بشراكةٍ مع 22 مؤسسةَ مجتمعٍ مدنيٍّ كُبرى، وأكثرَ من 500 جمعيةٍ قاعديةٍ منتشرةٍ في قرى ونجوعِ الجمهوريةِ.

وأشار مدبولي إلى أن موسوعةُ "جينيس للأرقام القياسية" العالميةُ تتأهب لاستقبالِ ثلاثةِ أرقامٍ قياسيةٍ جديدةٍ أحرزهَا "صندوقُ تحيا مصر"، هي أكبرُ حملةٍ للتبرعِ بالأجهزةِ الطبيةِ على مستوى العالمِ، بما في ذلك أجهزةُ الغسيلِ الكُلويِّ، وحاضناتِ الأطفالِ، وأجهزةِ التنفسِ الصناعيِّ، وكذلك أكبرُ حملةٍ للتبرعِ بالأجهزةِ المنزليةِ بواقعِ 4500 جهازٍ، وأخيرًا أكبرُ تبرعٍ بالموادِّ الغذائيةِ، بإجماليِّ مليونِ كرتونةٍ مُوجَّهةٍ لمساعدةِ الأسر في ربوعِ مصر.

وأكد رئيس الوزراء أن "صندوقُ تحيا مصر" قدم نموذجًا يُحتذَى بهِ في التعاونِ والتضامنِ بين أجهزةِ الدولةِ، والقطاعِ الخاصِّ، والمجتمعِ المدنيِّ، لرعايةِ الأسرِ المستحقة، وفي أصعبِ وأدقِّ الأوقاتِ التي يمرُّ بها العالمُ الآن، حيثُ أزمةُ "كورونا" وما فرضتْهُ على العالمِ من تكافلٍ وتضافرٍ للجهودِ، فقد أسهمتْ هذه الشراكاتُ المؤسَّسيِّةُ في مساعدةِ مليونِ أسرةٍ مُستحقةٍ، يعيشونَ في جميعِ قرى ونجوعِ الجمهوريةِ.