دراسة : مواقع الأفلام المقرصنة على الإنترنت تجني المليارات من الإعلانات
تجني مواقع وتطبيقات تعرض أفلاماً وبرامج تلفزيونية مقرصنة أرباحاً بنحو 1.3 مليار دولار سنوياً من الإعلانات، ويأتي بعضها من شركات كبرى مثل "أمازون"، وفقاً لدراسة.
كما أن نشاطات القرصنة مصدر رئيسي أيضاً لبرمجيات خبيثة، وتحتوي بعض الإعلانات الموضوعة على المواقع على روابط يستخدمها المتسللون لسرقة المعلومات الشخصية أو شن هجمات لطلب الفدية، وفقاً لمنظمة "ديجيتال سيتيزنس ألاينس" (Digital Citizens Alliance) غير الربحية، وشركة مكافحة القرصنة على الإنترنت "وايت بوليت سولوشينز" (White Bullet Solutions). رغم أن مسؤولي إنفاذ القانون سعوا إلى وقف بعض الجرائم على الإنترنت، حددت هذه المؤسسات ما لا يقل عن 84 ألف موقع ترفيه غير قانوني.
تؤكد الدراسة مدى صعوبة مشكلة القرصنة بالنسبة لكل من استوديوهات هوليوود والشركات التي توزع الإعلانات الرقمية. وقد تفاقم الوضع بسبب جائحة كورونا، التي جعلت المزيد من الناس يشاهدون الأفلام والبرامج التلفزيونية عبر الإنترنت، حيث يتمتع المجرمون بفرصة أكبر لاستهداف الضحايا بنجاح.
كتب مؤلفو التقرير: "تسبب القرصنة ضرراً مباشراً لصانعي المحتوى وغيرهم ممن يفقدون دخلهم عند سرقة محتواهم، وتواجه العلامات التجارية الكبرى مخاطر تتعلق بالسمعة عند ظهور إعلاناتها على مواقع الإنترنت غير المشروعة".
طُعم للنقر
حددت "وايت بوليت" نطاق عائدات الإعلانات للمحتوى المقرصن من خلال مراقبة المواقع والتطبيقات الأكثر شعبية التي كانت نشطة بين يونيو 2020 ومايو 2021. وتتبعت حوالي 6000 موقع و900 تطبيق وراقبت الإعلانات التي ظهرت عندهم.
شكلت العلامات التجارية الكبرى زهاء 4% من الإعلانات على مواقع القرصنة، و24% من الإعلانات على تطبيقات القرصنة، وذلك يشمل إعلانات تمثل شركات مثل "أمازون" و"فيسبوك" و"غوغل". كان الجزء الأكبر من الإعلانات بشكل عام على شكل "محتوى تمت رعايته"، والذي غالباً ما يتخذ شكل روابط "طُعم النقر" التي تبدو وكأنها ستؤدي إلى قصة إخبارية أو فيديو مثير للاهتمام. بينما شكلت الشركات الصغيرة، ومحتوى البالغين، والاحتيال، والبرمجيات الخبيثة بقية الإعلانات.
رغم أن وجود إعلانات من علامات تجارية كبرى هو جزء صغير من الإجمالي، لكنها تمثل مشكلة خاصة في عملية منع مواقع المحتوى المقرصنة من الانتشار، وفقاً للدراسة. إذ إنها تجعل كامل الموقع يبدو أكثر شرعية، ويمكن أن تزيد من احتمالية قيام المستخدمين بالنقر على الإعلانات الاحتيالية التي تظهر بجانبها.
إعلانات غير متعمدة
من شبه المؤكد أن أي إعلان على مواقع الانترنت والتطبيقات المقرصنة يكون غير متعمد، لكن ثمة أدلة على أن الشركات يمكن أن تضع حداً لها إن كانت يقظة. قال التقرير إن مبادرة تسمى "مجموعة المساءلة الجديرة بالثقة" (Trustworthy Accountability Group) نبهت "أمازون" إلى حجم إعلاناتها على مواقع القرصنة في أوائل عام 2021، تبع ذلك انخفاض حجم الإعلانات من الشركة على المواقع غير القانونية على مدى العام.
قال بيتر شيشكو، الرئيس التنفيذي لشركة "وايت بوليت"، في رسالة عبر البريد إلكتروني: "إن عدم اختيار الأدوات التي تقيم مخاطر القرصنة في الوقت الفعلي يعني أن المعلنين يمولون المجرمين، وهي مشكلة تقدر بمليارات الدولارات... يعد هذا في أحسن الأحوال إهمالاً، وفي أسوأ الأحوال، تمويلاً متعمداً لجرائم الملكية الفكرية ".
قد تتزايد القرصنة لأن استوديوهات هوليوود، التي تتعامل مع انخفاض أعداد زوار دور السينما أثناء الوباء، تطلق أفلاماً جديدة على الإنترنت في وقت أبكر بكثير مما كانت ستحصل عليه في الماضي. نبهت نجمة الأفلام سكارليت جوهانسون إلى القرصنة باعتبارها مشكلة استثنائية خلال الدعوى القضائية التي رفعتها مؤخراً ضد شركة "والت ديزني" بشأن الظهور الأول لفيلمها "الأرملة السوداء" على الإنترنت.
يشار إلى أن "فيسبوك" امتنع عن التعليق على التقرير، بينما لم يرد المتحدثون الرسميون باسم "أمازون" و"غوغل" على الفور عند طلب الحصول على تعليقهم.