إيمان عريف
تحية شكر وعرفان لأكاديمية ناصر العسكرية
كان لي شرف الانضمام لأكاديمية تابعة لأقوي كيان وطني في العالم، لأتعلم وأستفيد من خبرات أشرف قادة الجيش المصري، "أكاديمية ناصر العسكرية" منهم من شارك في حرب أكتوبر، وسطروا سطور الحرية والكرامة لمصرنا الحبيبة، ومنهم أكاديمين في أعرق الجامعات المصرية، ومنهم شباب تعلم مئات الساعات من أهم برنامج يبني العقول والقيادة والثقة لشبابنا الواعد، "البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب" تعلمت منهم الكثير وانهيت دورتين كاملتين، الأولي تحت مسمي استيراتيجية الأمن القومي، "الدفعة 66" علي مدار ثلاث أسابيع كاملة، بمجموع 24 محاضرة، مدة المحاضرة ساعة ونصف، لتوضيح وشرح كل شئ عن علاقاتنا بالعالم الخارجي، وأزمة سد النهضة، وملف سيناء، و حروب الجيل الرابع، وإلى أين وصل العالم من الذكاء الاصطناعي، وأمننا القومي الداخلي والخارجي، والتحديات التي نواجهها داخليا وخارجيا، وكيفية تخطيها.. وغيرها من المحاضرات العلمية العسكرية والواقعية علي أيدي كبار الخبراء في هذه المجالات الهامة وغيرها.
وما سعدت به الشفافية والوضوح في تفسير كل شئ.. كل شئ بمعني الكلمة، أعترف أن هناك بعض الأمور كانت الصورة غير مكتملة بالنسبة لي، قبل إنضمامي لهذه المؤسسة العريقة، والتي بدأت تكتمل إلى حد كبير يوم بعد يوم وسط كوكبة كبيرة من الأساتذة وقيادات الجيش المصري، وزملاء علي درجات علمية وثقافية مرموقة في المجتمع، و متنوعة أيضا وهو ما زاد من أهمية تجمعنا وتبادل الخبرات والنقاشات المفتوحة أثناء فترات الراحة، أو علي الجروبات التي جمعت كوكبة كبيرة من الزملاء المشاركين في الدورة، تحت قيادة اللواء هشام السماحي، الذي أضاف روح الفريق الواحد بين الجميع.
لتنتهي الدورة الأولي، وننتقل الي الدورة الثانية، مباشرة تحت عنوان "إدارة أزمات وتفاوض" و هنا تختلف طريقة التدريس ما بين المحاضرات الأكاديمية و العلمية، وما بين الجانب العملي ليتم تقسيم الدفعة 49 إلى مجموعات في الأسبوع الثاني من دورة إدارة أزمات وتفاوض، و تكليف كل مجموعة بتطبيق الجانب النظري، الذي تم دراسته عمليا بإيجاد حلول علمية لكل أزمة، وبعد الانتهاء منها ننتقل الي التفاوض في الأسبوع الثالث.
وكان لي شرف الانضمام لمجموعة من تسع عظماء من الزملاء ما بين عسكريين وطبيبة و خبيرة في ملف النواب و ميرڤت بدر نقيب في القوات المسلحة والتي كانت تحظي بجانب من خفة الدم وسط الفريق، ومهندس اتصالات ومهندس مدني، كوكبة جميلة من الزملاء لنناقش أزمة التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي، و كانت تجربة عملية هامة جمعنا فيها الجانب الأكاديمي، والجانب الميداني، والجانب العملي، لنتواصل مع عينة عشوائية في الشارع، من المجتمع لنتعرف علي الأراء المختلفة بالسلبيات التي تهدد المجتمع من وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضا الجانب الايجابي لندرس أسباب الأزمة ، خاصة وأن السوشيال ميديا اخترقت جميع البيوت دون استئذان ودون رقابة ويستخدمها جميع الفئات والاعمار.
لنتعرف معا علي اسباب الأزمة الحقيقية، ومنها، قلة الوعي، وعدم القدرة علي الاستخدام الامثل لوسائل التواصل الاجتماعي، والفهم الخاطئ للتكنولوجيا، والاعتماد علي الاساليب التقليدية للتعليم، دون مواكبة التطور والتحول الرقمي بصورة صحيحة، وغياب و ضعف الانتماء والرقابة الاسرية، وكذلك ضعف الوعي الديني لبعض الأفراد، وعدم التمسك بالقيم المجتمعية والعادات والتقاليد، وتدنى المستوى الأخلاقي، والغزو الثقافي، وأيضا خطر التدخل الخارجي والتطرف الفكري.. جهات عديدة مسببة للأزمة، وعلي رأسها غياب الأسرة.
لن أخوض في تفاصيل هذه الأزمة كثيرا لأنها تحتاج مقال منفصل، لأهمية هذا الملف، ولكن أعود مرة أخري لأثني بالدور الذي تقدمة القوات المسلحة لنشر ثقافة و توعية المدنيين في أمور هامة جدا، وتوضيحها كما ذكرت بمنتهي الشفافية، إضافة الي الأخلاق الراقية في التعامل والاستماع الجيد لكل الاستفسارات، التي يسأل عنها الدارسين.
تحية شكر وعرفان لجميع القائمين علي أكاديمية ناصر العسكرية.