إهمال الألعاب الفردية في مصر.. سيناريو مستمر

على الرغم من تشجيع الرئيس عبد الفتاح السيسي المستمر للرياضة في مصر، وخاصة الرياضات الفردية، إلا أن إهتمام الحكومة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة يكاد يكون معدومًا، حيث يعاني أغلب اللاعبين الذين حققوا أرقامًا قياسية في العديد من المحافل الدولية، من الإهمال وعدم اهتمام الدولة بتنمية مهاراتهم الفريدة.

امثلة علي الالعاب الفردية:

1-ظهراللاعب محمود فوزي لاعب المنتخب الوطني للمصارعة وهو يرتدي تيشيرت الولايات المتحدة الأمريكية معلنًا عن قرب تجنيسه للعب باسمها في البطولات المقبلة، ما زاد غضب الجميع ليفتح الملف مرة أخرى ويطرح أسئلة مهمة حول أسباب هروب الرياضيين بالألعاب الفردية لتمثيل دول أخرى.

وأكد فوزي أنه حصل من قبل على ذهبية البطولة العربية في المغرب، وذهبية أمم أفريقيا أكثر من مرة، وفضية في الدورة التأهيلية للألعاب الأوليمبية، مضيفًا أنه فوجئ برفع اسمه من بعثة منتخب المصارعة المشاركة في دورة البحر المتوسط، رغم أنه استعد للبطولة منذ 6 أشهر بمعسكرات في ألمانيا وبلغاريا على نفقته الشخصية.

 

2-اللاعبة لجيانا فاروق، لاعبة المنتخب الوطني للكاراتيه، والحاصلة على الميدالية الفضية بدورة ألعاب البحر المتوسط المشاركة فيها مؤخرًا، والتي أكدت أن الألعاب الفردية في مصر ما زالت تعاني من الإهمال وعدم الدعم المادي والمعنوي، مؤكدة أن الاتحادات لا تستطيع توفير الدعم للاعبين سواء في السفر والمعسكرات، مسترجعة إحدى أسباب عدم الاهتمام بالألعاب الفردية إلى إهمال الإعلام أيضا مشددة على ضرورة تقديم الدولة والإعلام الدعم المعنوي لمجهودات أبطال الألعاب الفردية.

 

ولم تكن حادثة فوزي وجيانا الأولي من نوعها حيث شهدت السنوات الماضية الكثير من الحالات المشابهة التي هرب فيها العديد من اللاعبين للمشاركة في بطولات دولية باسم دول أخرى، لتكشف مدى تجاهل الاتحادات للأبطال، وتثبت أنهم دائمًا ما يكونوا خارج الحسابات سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، ففي مايو قبل الماضي برزت قضية الثنائي أدهم رمضان وكريم طارق لاعبا مصر في الجودو اللذان سعيا إلى  الحصول على الجنسية الأمريكية مرددان أن «الكوسة و المحسوبية و الظلم» كان وراء هذا التفكير، مؤكدًان أن مصاريف التدريبات كانت ذاتية، وهو ما جعلهم يفكران في الخروج إلى بلد أخرى تهتم اتحاداتها بالمواهب لمواجهة الظروف المادية الصعبة.

3-حقق لاعب نادي الصيد “سيف عيسى” العديد من الإنجازات والبطولات والميداليات الأفريقية والعالمية خلال مسيرته.

حصل سيف عيسى على الميدالية البرونزية بعدما جاء في المركز الثالث خلال دورة الألعاب الصيفية للشباب عام 2014 التي أقيمت في الصين.

وفاز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأفريقية عام 2015، كما حقق من قبل لقب بطولة العالم العسكرية.

ونجح سيف عيسى في الفوز بالميدالية الذهبية في دورة ألعاب البحر المتوسط، وأحرز الميدالية الذهبية في كأس العالم للفرق.

ويمتلك بطل مصر في التايكوندو في رصيده 5 ألقاب من بطولات الجائزة الكبرى، و5 ميداليات في بطولة أفريقيا وغيرها، وحصل على 4 أوسمة جمهورية.

ويعد من أفضل إنجازات سيف عيسى هو تصدر التصنيف العالمي للتايكوندو في عام 2017، كما جاء في المركز الرابع بالتصنيف الأولمبي في عام 2018، بينما تصنيفه الأولمبي الحالي هو السابع.

وفي عام 2020 شارك في التصفيات الأفريقية التي أقيمت في مدينة الرباط المغربية، ليتمكن من التأهل إلى أولمبياد طوكيو 2020.

نجح سيف عيسى في الفوز بالميدالية البرونزية في التايكوندو لوزن تحت 80 كجم اليوم لتكون الميدالية الثانية لمصر بعد برونزية هداية ملاك.

وكان سيف كان يستغيث قبل بداية أولمبياد طوكيو للحصول على راعي رسمي، حيث كان يعاني من عدم خوض معسكرات خارجية، قبل انطلاق الأولمبياد في ظل الأزمة المالية التي تمر بها الاتحادات المصرية، بسبب فيروس كورونا المستجد.

هل تستمر الحكومة في أخذ اللقطة بمجرد تحقيق أحد اللاعبين لبطولة في لعبة فردية، والاكتفاء بتكريمه أمام كاميرات الصحافة والإعلام؟ وبعد ذلك نسيان اللاعبين؟

دور البرلمان في الرياضة:

إن البرلمان له دور كبير في الفترة الأخيرة حيث طالب النائب عامر الشوربجي عضو مجلس النواب، إن هناك قصورا يتعلق بعدم التركيز علي مشكلات الألعاب الفردية بالرياضة المصرية، والتي يجب تسليط الضوء عليها ومعالجتها كي تتمتع هذه الألعاب بجمهور عريض مثل جماهير كرة القدم بإعتبارها لعبة شعبية، معقبا " عندنا مواهب عظيمة مش في كرة القدم بس ومن الضروري دعمهم".

وقال ان "من المهم تنظيم حملات من قبل وزارة الشباب و الرياضة و الأندية لاكتشاف المواهب بالالعاب الفردية المختلفة .

وأشار النائب، إلى أن وزارة الشباب والرياضة تسعي جاهدة بكل إمكاناتها للدخول في المنافسة العالمية بالأولمبياد فيما يخص الألعاب الفردية من أجل  جمع مختلف الجوائز والميداليات.