تواجه أكبر دولة مصدرة للبن في العالمأجواء باردة لم تشهدها منذ ما يزيد عن 25 عاما ما يضعف الآمال في الحصاد و

ستاربكس,ارتفاع اسعار البن,نستلة,فيروس كورونا,البن البرازيلي,درجات الحرارة,كورونا,الصفقة

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف

برودة الطقس في البرازيل اكبر الدول انتاجآ في البن تشعل الاسعار في العالم

تواجه أكبر دولة مصدرة للبن في العالم أجواء باردة لم تشهدها منذ ما يزيد عن 25 عاماً، ما يضعف الآمال في الحصاد ويهدد برفع أسعار المشروبات ذات الشعبية.



انخفضت درجات الحرارة في مناطق زراعة البن في البرازيل إلى ما دون الصفر وفقاً لقياسات يوم الثلاثاء، عبر ولاية ميناس جيرايس الجنوبية، وهي الأجواء الأبرد منذ عام 1994، بحسب شركة "رورال كليما". ومن المتوقع أن يستمر الصقيع في أقصى جنوب البلاد، بينما من المتوقع ظهور كتلة برد أخرى في 29 يوليو الجاري. وقفزت العقود الآجلة للبن في نيويورك بنسبة تصل إلى 7.7% إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2016.

ويمثل الصقيع ضربة ثانية للمزارعين بعد الجفاف الشديد الذي ترك الحقول جافة وأدى إلى نفاذ خزانات المياه اللازمة للري. إضافة إلى ذلك قد يتفاقم الجفاف، مع توقعات بعودة محتملة لأنماط الطقس الـ"نينا" التي تؤخر هطول الأمطار في المنطقة. وقد تجعل هذه السلسلة من المصائب المستهلكين يدفعون أسعاراً أعلى في المقاهي والمتاجر.

 

يعمل فرانسيسكو سيزار دي جياكومو، مزارعاً في ساو جونكالو دو سابوكاي في ميناس جيرايس. وقال إن الصقيع أثر على حوالي 60% من مزارعه. وبحسب رسالة نصية له، أكد دي جياكومو أن "كل المحصول احترق في بعض مناطق المزرعة".

قد يحرق الصقيع الأوراق والأغصان على الأشجار، مما يقلل من التوقعات لعام 2022 ويبدد الآمال في محصول وفير من شأنه تجديد المخزونات. ويعد ذلك أمراً هاماً بشكل خاص، نظراً لأن أشجار البن تستغرق دورة مدتها سنتان، ومن المقرر أن تنتج المزيد في الموسم المقبل.

وقال ريجيس ريكو ، مدير في شركة "آر آر كونسولتيرا رورال" (RR Consultoria Rural) ، إن العديد من الحقول جرى تقليمها بالفعل العام الماضي من أجل أن تنتج في عام 2022، والآن سيجري تخفيض إنتاجها المحتمل. وقال إنه بعد الجفاف والصقيع، قد يكون العام المقبل أسوأ دورة إنتاجية منذ عقود.

مخزونات ضئيلة

عرّضت آخر موجتي صقيع ما بين مليون إلى مليوني كيس من محصول البرازيل للخطر في موسم 2022-2023، وفقاً لمسح أجرته شركة "كازارينا تريدينغ"، ومقرها ميناس جيرايس، وهو المسح الذي شمل مصدرين ومهندسين زراعيين.

أدى الجفاف الذي حدث في وقت سابق من هذا العام إلى خفض إنتاج صنف "أرابيكا"، وهو نوع الحبوب الذي تفضله شركة ستاربكس وفي المناطق الشمالية من ساو باولو وترينجولو مينيرو، في ميناس، تبلغ رطوبة التربة حوالي 20%، وهي أقل بكثير من 60 % اللازمة لتطوير المحاصيل ، وفقاً لـ"رورال كليما".

وهناك أيضاً علامات تدل على انخفاض الإنتاجية هذا الموسم بالنسبة لحبوب القهوة من نوع "روبوستا" البرازيلي، التي تستخدمها شركات مثل نستله  في علاماتها التجارية لمشروب نسكافيه الفوري التي يزداد الطلب عليها أثناء فترة وباء فيروس كورونا.

 

تبلغ احتمالات عودة طقس "النينا" 45% بين شهري أغسطس وأكتوبر المقبلين، و55% من شهر سبتمبر إلى شهر نوفمبر القادمين، و 62 %من شهر أكتوبر إلى شهر ديسمبر لهذا العام، وفقاً لمركز التنبؤ بالمناخ الأمريكي. وهناك القليل من الاستعدادات، حيث تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن المخزونات في البرازيل تنهي الموسم عند أدنى مستوى للبيانات التي تعود بداية تسجيلها إلى عام 1960 وأن مخزونات البن الأخضر في الولايات المتحدة منخفضة بنسبة 18% عن العام الماضي.

وقال هيرناندو دي لا روش، نائب الرئيس الأول لشركة "ستون إكس فاينانشال" (StoneX Financial Inc)، إنه مع كل الاضطرابات ، فإن عودة طقس الـ"نينا"، "من المرجح أن تعطي زخماً جديداً للأسعار".

مشكلات كولومبيا

تأتي مشكلات الطقس مع حدوث تأخيرات في الشحن من كولومبيا بسبب الاضطرابات السياسية وارتفاع أسعار الشحن التي جعلت من ثمن نقل الحبوب أكثر تكلفة على التجار حول العالم.

بالنسبة إلى كارلوس ميرا، رئيس البحوث الزراعية في "رابوبنك إنترناشونال "، انعكست جميع مشكلات الطقس في الأسعار المرتفعة، على الأقل بالنسبة لإنتاج هذا العام. ومع ذلك، يرى ميرا أن العودة السريعة للأمطار لموسم العام المقبل ستكون "أساسية" لتوقعات الإمداد.

 

من جهته، يرى ريجيس ريكو ، المدير في شركة "آر آر كونسولتيرا رورال"، أن إنتاج "أرابيكا" هذا العام سيصل إلى حوالي نصف إجمالي العام الماضي، إنه حتى مع اكتمال جزء كبير من عملية حصاد المحصول، يواجه المشترون صعوبة في العثور على حبوب في سوق العقود الفورية.

أما انيال داياناس ريبيرو ، وهو مزارع يبلغ من العمر 42 عاماً وزرع حوالي 2000 هكتار من أشجار البن في ساو باولو وبارانا مع عائلته، فقد خفّض تقدير محصوله بنسبة 25% إلى 30% منذ بدء موسم الحصاد في شهر مايو الماضي.

وقالت جودي غانيس، المستشارة التي غطت السوق لأكثر من ثلاثة عقود، وعادت لتوها من جولة بين المحاصيل الزراعية في البرازيل، إن الحصاد الحالي مخيب للآمال بالفعل، حيث تسبب الجفاف في إتلاف الحبوب، مما يجعلها أصغر أو مجوفة. وأضافت أنه نتيجة لذلك، يحتاج المزارعون في المتوسط ​​إلى ما يعادل 600 لتر (158.5 غالوناً) من الحبوب لملء كيس واحد وزنه 60 كيلوغراماً، بدلاً من المعتاد الذي يتراوح بين 450 و500 لتر. وقالت: "بعض الناس لا يريدون تصديق مدى سوء الوضع، ويستمرون في التضخيم من محصول العام الماضي، قائلين إن هناك الكثير من المخزونات".