تونس تستقبل الصيف بالحزن وسط الجائحة
شددت السلطات التونسية، مؤخرا، إجراءات مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد، في ظل تطور الوضع الوبائي وانتشار سلالات جديدة ذات التفشي السريع.
ورغم توصيات اللجنة العلمية لمواجهة الوباء، المكونة من خبراء في الأوبئة وأطباء، بإقرار 6 أسابيع من الحجر الشامل من أجل كسر حلقات العدوى بالفيروس، رفضت الحكومة هذا المقترح بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد.
وارتأت الحكومة التونسية أن تكتفي بتشديد المراقبة على تطبيق البروتوكولات الصحية، وإقرار إجراءات إضافية لمنع انتشار كورونا.
وشملت الإجراءات الجديدة في تونس، تعديل توقيت حظر التجول من العاشرة ليلا إلى الثامنة مساء، وغلق مدن تونس العاصمة أمام التنقلات.
وقضت السلطات أيضا بتأجيل أو إلغاء كافة التظاهرات الجماهيرية، سواء في الفضاءات المفتوحة أو المغلقة.
وشددت السلطات على تطبيق كافة البروتوكولات الصحية في جميع الأماكن والمحلات التي يحق لها أن تواصل نشاطها، فضلا عن إقرار تنظيم سير عمل المصالح العمومية عبر آلية العمل عن بعد.
وقررت السلطات التونسية مواصلة العمل بالإجراءات الخاصة على مستوى المناطق والمحافظات المعرضة لنسب انتشار عالية.
وتقدر هذه المعدلات العالية بأكثر من 400 إصابة لكل 100 ألف ساكن، وتقرر إغلاق هذه المناطق عبر الاستعانة بجهود الجيش منذ 25 يونيو المنقضي.
وتواصل أعداد الإصابة بالوباء ارتفاعها، لتتجاوز سقف 5 آلاف حالة يوميا. كما يحصد الوباء أكثر من 100 ضحية كل يوم، لتسجل تونس أكثر من 14 ألف و900 وفاة، حتى الأربعاء، منذ بدء انتشار الجائحة في البلاد في مارس 2020.
وتصل طاقة الاستيعاب في عدد من المستشفيات داخل محافظات البلاد إلى أقصاها، حيث تجاوزت 200 في المئة في مستشفيات سليانة شمالا، ذات معدلات الإصابة الأعلى وطنيا، بينما بلغت في سوسة الساحلية 151 في المئة، و لم يعد بالإمكان إيواء المصابين في أقسام الإنعاش.
ويحذر الخبراء في تونس من الأسوأ خلال شهر يوليو، ويقولون إن الإصابات مرشحة للارتفاع، لأن طفرات سريعة الانتشار تفشت في البلاد، وهي طفرات تصعب السيطرة عليها.
وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الصحة، نصاف بن علية، في تصريحات صحفية، أن نتائج التقطيع الجيني، أثبتت رصد 1075 حالة عدوى بسلالة "ألفا" البريطانية و49 حالة عدوى بسلالة "دلتا" الهندية و9 حالات بالسلالة الجنوب إفريقية، وحالة وحيدة بالمتحور البرازيلي، إضافة إلى الفيروس الأصلي.
وحذر رئيس قسم الطوارئ بمستشفى الأمراض الصدرية عبد الرحمن مامي، رفيق بوجدارية، في تدوينة له، من أن تونس "تستعد لصيف حزين ولمزيد من الضحايا في المستشفيات و المقابر".