لقد بدأ المكان فوق رؤوسنا يصبح أكثر ازدحاما وخطرا. وأنا أعني بهذا المكان الفضاء. ذلك الجزء من العالم الذي ي

GPS,علماء,الصفقة,الفلك,علماء الفلك,كارثة,الهند,اتصالات,الولايات المتحدة,اليوم

عاجل
رئيس التحرير
إيمان عريف
رئيس التحرير
إيمان عريف

بعد كورونا والفطر الاسود خردة الفضاء كارثه جديده تهدد العالم

لقد بدأ المكان فوق رؤوسنا يصبح أكثر ازدحاماً وخطراً. وأنا أعني بهذا المكان، الفضاء. ذلك الجزء من العالم الذي يحيط بكوكبنا مباشرة، وليس الأجزاء البعيدة منه، مثل تلك التي تهم علماء الفلك ومحبي الخيال العلمي، بل المدارات الأقرب إلى الأرض، والتي نواصل نحن البشر بوضع أقمارنا الاصطناعية فيها.



ويخلق تحطم هذه الأجسام أو تعطلها، أحزمة من المخلفات والحطام تصيب الأقمار الاصطناعية والصواريخ والمركبات الفضائية الأخرى.

حتى أن بعض المدارات قد تصبح غير صالحة للاستعمال في النهاية. وهو الأمر الذي سوف يشكل كارثة ويعطل الكثير من نواحي الحياة الحديثة. حتى أنه يمكن لكل هذا أن يبدأ حرباً.

وهذه ليست المرة الأولى التي نتعامل فيها، نحن البشر، مع الموارد المشتركة لنا نحن جميعاً (سكّان الكوكب) بطريقة غير مسؤولة. وينتج ما يطلق عليه العلماء تسمية "مأساة المشاع"، وهو ما يحدث عندما نقوم بتدمير شيء ما، لأننا جميعاً نستفيد من استغلاله، ولا يمكننا منع الآخرين من فعل الشيء نفسه.

وهناك أمثلة كلاسيكية على ذلك مثل الرعي الجائر للأراضي العامة، والصيد الجائر في المحيطات وتلويث الغلاف الجوي.

 

وإذا كان الفضاء قد تلقى حتى الآن اهتماماً أقل من غاباتنا وبحارنا وهوائنا، فذلك لأنه لم يكن لدينا الوقت الكافي لتلويث الفضاء بالخردوات. إلا أننا في طريقنا لذلك بشكل متسارع (انظر الرسم البياني). حيث أطلقنا آلاف الأقمار الصناعية إلى الفضاء وواصلنا إضافة المزيد منها. وقد قامت شركة خاصة واحده وهي "سبيس أكس" بطرح أكثر من ألف قمر اصطناعي في العام الماضي وحده.

وتتصادم هذه الأجسام وتتعطل وتتحرك بطرق مختلفة. ونتيجة لذلك، يوجد اليوم نحو 28 ألف قطعة من الخردوات تطفو في الفضاء، وهذا العدد يمثل فقط الشظايا التي يمكننا تتبعها. 

وتشير النماذج الإحصائية إلى وجود ما يقرب من مليون جسم بحجم القنابل اليدوية يدور حول الأرض، والملايين الملايين من الأشياء بحجم الرصاصة. 

ونظراً لسرعاتها الفلكية، فيمكن لتلك الكُرات الصغيرة أن تقتل رائد فضاء، أو تدمر قمراً صناعياً، أو حتى تسبب ضرراً في محطة الفضاء الدولية.

إشعاعات مغناطيسية

ولكن فضلاً عن الضرر المادي الذي يمكن أن تتسبب فيه أساطيل الأقمار الصناعية هذه والخردة المرتبطة بها، فهي تخلق مشاكل أخرى. فإشعاعاتها الكهرومغناطيسية تتسبب بشكل متزايد في حدوث تداخلات في الترددات اللاسلكية.

كما يعمل الحطام على تشتيت الضوء، حتى لم يعد بإمكان العلماء النظر عبر تلسكوباتهم إلى الفضاء السحيق بسبب هذه السحب من الغبار الاصطناعي.

وما يدعو للتشاؤم أكثر هو أن الفضاء أصبح اليوم ساحة الحرب الخامسة، فضلاً عن البر والبحر والجو والفضاء الإلكتروني.

وتعمل الولايات المتحدة وروسيا والصين على وجه الخصوص، وكذلك القوى الطموحة الأخرى من الهند إلى فرنسا، على تسليح نفسها للقضاء على أقمار بعضها البعض الاصطناعية، سواءً كان ذلك بشكل هجومي أو استباقي أو دفاعي.

وتشمل الأسلحة الجديدة كل شيء بدءاً من الصواريخ إلى الليزر والتشويش الإلكتروني والهجمات الإلكترونية.

وتكمن المشكلة في أنه سيصبح من الصعب بشكل متزايد على الخصوم معرفة سبب سقوط أقمارهم الاصطناعية بشكل مفاجئ أو توقف بثها. فقد يكون السبب "طقس فضائي" عادي، أو العواصف الطبيعية للجسيمات الشمسية المشحونة. كما قد يكون السبب هو التصادم مع حطام، أو عملاً عدائياً. وقد يؤدي عدم اليقين إلى حرب انتقامية خاطئة.

وإذا حدث أي من هذه السيناريوهات السيئة، فسوف تتوقف الحداثة كما نعرفها. حيث أصبحت تقنية الأقمار الصناعية في الوقت الحاضر متضمنة في جميع أنظمة المعلومات الأخرى لدينا تقريباً، ولا أعني فقط نظام الملاحة عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في هواتفنا وسياراتنا، ولكن اتصالات الإنترنت والاتصالات السلكية واللاسلكية وغير ذلك أيضاً.

وبمجرد إدراكنا أن المشكلة هي مأساة المشاع، سوف يصبح كل من نطاقها المخيف وحلها الوحيد الممكن واضحين.

وكما هو الحال مع الصيد الجائر أو الرعي الجائر أو التلوث، فإن الحل غالباً ما سيبتعد عن فكرة التعاون بين الدول.