«فيسبوك» في قفص الاتهام بسبب تحيزه ضد القضية الفلسطينية
يهتم فيسبوك FACEBOOK كثيرًا بالأمور التي نشاركها، والمقالات التي يتم كتابتها علي منصته الشهيرة، فالمنصة الاجتماعية الأشهر في العالم، والمالكة أيضا لتطبيق مشاركة الصور "إنستجرام"، لا تريد إساءة استخدام أي محتوى محمي بحقوق الطبع والنشر لأي شخص، وهذا هو السبب وراء قيامها منذ بضعة أشهر بتغيير "سياسة انتهاك حقوق الطبع والنشر" تمامًا.
وفي الآونة الأخيرة، يري الكثيرون من مستخدمي فيسبوك، بأن سياسته هي كلمة حق تريد بها باطل، خاصة وأن خلال الأعوام الماضية، تم انتهاك خصوصيات الكثير من مستخدمي فيسبوك، وكان من أكبر الانتهاكات التي صدرت من أشهر منصات التواصل الاجتماعي هو قيامها ببيع بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم أمريكي في الانتخابات الأمريكية إلي كمبردج أناليتيكا، وبالأخص في حملة الرئيس السابق دونالد ترامب.
أما الآن، وبالتزامن مع الانتهاكات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة بقطاع غزة، فكان لابد من قراءة الموقف من الناحية التقنية، وليس من الناحية السياسية فحسب.
وفي هذا الصدد، أكد خبير أمن المعلومات المهندس عمرو صبحي – المتخصص في أمن المعلومات والأمن السيبرانى، أنه بالفعل توجد ازدواجية في المعايير والعنصرية من قبل إدارة فيسبوك، وقد أشار إلى بعض القضايا السابقة، وكان وعلى رأسها بيع بيانات العملاء إلي شركات تستفيد من تلك البيانات.
وأضاف خبير أمن المعلومات، أن فيسبوك دائما في تحديث سياساته وإجراءاته يقوم بوضع سياسة جديدة تؤكد على عدم التحريض على العنف والإرهاب، وكل ما يخص انتهاك الخصوصية، كما يعمل على استبعاد الكثير من المحتويات التي قد يرى أنها غير مناسبة، ومنها العرى ومحتويات الإيحاءات الجنسية، و خطاب الكراهية، والتهديدات أو الهجمات المباشرة على فرد أو جماعة، أو التي تحتوى على إيذاء الذات، أو العنف المفرط، هذا بالإضافة إلى حجب الحسابات المزيفة، أو المحتالة.
وأوضح " صبحي"، أن حجب إدارة فيسبوك لمثل هذا المحتوى، يتم من خلال خوارزميات إلكترونية، تحلل الكلمات، أو المشاهد في مقاطع الفيديو والصور، وقد يقوم فيسبوك بالعديد من الحملات على الحسابات المنتمية للجماعات الإرهابية أو أنصارهم ومنشوراتهم.
وحول ما إذا قامت الفيس بوك بغلق صفحات أو حسابات نتيجة بعض الانتهاكات، أكد أن ذلك تم بالفعل، فقد قامت إدارة فيسبوك بغلق حسابات وصفحات كثيرة تحرض على العنف والإرهاب من وجهة نظر إدارة الفيس بوك مثل الصفحات التي تدعم القضية الفلسطينية، و بالأخص الإعلام الفلسطيني، وأضاف: "في هذا الصدد نجمع نحن خبراء في مجال التكنولوجيا وأمن المعلومات على أن إدارة فيسبوك تستخدم برمجة مُعينة تستهدف المحتوى الفلسطيني، بخوارزميات محددة تحذف كل ما له علاقة بالفلسطينيين من صور ومنشورات هي في نظر "فيسبوك" "تدعم الإرهاب".
وأشار، إلى أنه بالفعل أيضا قد تم حذف حساب الصحفي الفلسطيني الشهير هاني الشاعر للمرة العاشرة خلال السنوات الثلاثة الماضية، بالإضافة إلى ما حدث لعشرات الصحفيين الفلسطينيين من حظر التدوينات، وحذف الحسابات، وهو الأمر الذي يفرض قيودا ويكبل جهود الصحفيين، ويهدد مستقبلهم الوظيفي، خاصة وأنهم يفقدون متابعيهم، والمحتوى المنشور على مر السنين في كل مرة يتم غلق الحسابات من قبل فيسبوك وغيرها من المنصات الاجتماعية.
وحول ما إذا كانت هذه الإجراءات قد أثرت بالسلب علي تقييمه علي متجر "آب ستور"، أكد "صبحي" أنه قد أثر بالفعل علي تقييم فيسبوك على متجر التطبيقات، حيث بلغ عدد التقييمات لفيسبوك في شهر يونيو 2019 نحو 3.1 من 5 وظل ذلك الي عام 2020 ، ثم هبط في 2021 بعد ظهور انتهاكات الحسابات، وغلق الصفحات الفلسطينية في 2021 إلي 2.6 .
وعما إذا كان التحكم والدور الذي يلعبه فيسبوك كان له تأثير على الراي العام حيال القضايا الفلسطينية وتوجيهها من عدمه، أكد " صبحي "، أن ذلك حدث بالفعل، مشيرا إلى أن المنصات الاجتماعية تلعب دوراً كبير تجاه القضايا الدولية فلابد من المحايدة وعدم الانحياز تجاه قضايا بعينها، حيث أن إدارة الفيس بوك أصبحت تحاسب مُستخدمي المواقع على منشوراتهم بأثرٍ رجعي، بحيث تفرض عقوبات على حسابات وصفحات استخدمت كلمات في منشوراتها قبل سنوات، وعندما حظر الموقع استخدام هذه الكلمات، أصبح الموقع يفرض عقوبات بأثرٍ رجعي على ناشري هذه الكلمات.