إيمان عريف
السيسي وزيارة جديدة للتاريخ
وكأن قدر هذا الرجل المقاتل أن يصنع التاريخ مرارا وتكرارا.
وكأن التاريخ أعجب به من بعد ٣٠ يونيو فأراد أن يبني لهذا القائد صرحا كبيرا بداخله يظل خالدا مخلدا فيه؛ فقرر منحه مهمة قومية جديدة؛ ولكن هذه المرة ليست لمصر فقط؛ بل لفلسطين والعرب معا.
ما أعظم اختباراتك أيها التاريخ؛ وما أعظم نجاحاتك أيها السيسي؛ ربما لهذا السبب اختار له القدر على لسان والديه اسم عبدالفتاح؛ يمكن لكي يكون الفاتح لما أغلق واستصعب على الأمة الإسلامية والعربية.
لقد شكك أعداء الشعب المصري على مدار الأعوام الماضية في إخلاص نظام الثلاثين من يونيو للقضية الفلسطينية؛ بل في كثير من المواقف استخدم اتباع الجماعات المتطرفة هذه القضية القومية في الولوج إلى مشاعر الجماهير بأن نظام الثلاثين من يونيو بعيد كل البعد عن قضية الأمة.
اليوم نعلنها للجميع؛ نقولها لكل العالم؛ لقد صدق السيسي وعده للجماهير حينما قطع علي نفسه عهدا في أول بيان له بعد تنصيبه رئيسا للجمهورية بعد ثورة الثلاثين من يونيو بأن القضية الفلسطينية ستظل قضية حق وعدل لا يمكن للإدارة المصرية أن تغيب عنها أو أن يغيبها أحدا كائنا من كان.
لا أنكر شعوري بالفخر حينما شاهدت عبر القنوات الفضائية أسطول المساعدات التي سارع الرئيس السيسي بتقديمها للشعب الفلسطيني الشقيق؛ هذا غير سيارات الإسعاف التي انتظمت وراء بعضها البعض في طابور أوله في فلسطين وآخره في العريش.
نعم يحق لي ولكل مواطن مصري أن يشعر بالفخر بعد الاتجاه الذي تبناه الرئيس السيسي اتجاه القدس؛ وبعد التحذيرات التي أعلنها للعدوان الغاشم.
لو لم يكن للرئيس السيسي سوي هذا الموقف من القضية الفلسطينية لكفاه شرفا له وكفانا فخرا لنا؛ وأن كنت أعلم علم اليقين أن القائد الأعلى للقوات المسلحة يدخر الكثير والكثير للشعب الفلسطيني الشقيق.