تعرف علي تاريخ الملوك العظماء لمصر القديمة الذي سيتم نقلهم في موكب نقل المومييات
دينا عبدالخالق
الملك سقنن رع الثاني ..:
كان الفرعون «سقنن رع تاعا» الثاني من أعظم ملوك مصر وأمجدهم في تاريخ البلاد؛ إذ تدل كل الأحوال على أنه في عهده قد بدأ النضال الفعلي لطرد الهكسوس من مصر، وتخليص البلاد من النير الأجنبي الذي ظلَّ يُثقِل عاتقها حقبة طويلة من الزمن.
وتدل الآثار الباقية على أن قبر هذا الفرعون كان يرعاه كاهن جنازي يُدعَى «مس» في باكورة الأسرة الثامنة، كما كان يرعى قبر الملك «كامس» أيضًا،١ وقد عثر «مريت» على خاتم من الحجر الجيري الخشن الصنع في «ذراع أبو النجا»، كُتِب عليه «سقنن رع»؛ ومثل هذا الخاتم ممَّا يستعمله الكهنة الجنازيون في ختم الأواني الخاصة بهم. ونلحظ في عهد الأسرة التالية أن اسم «سقنن رع» كان ضمن الأسماء البارزة في قوائم «أرباب الغرب»، ومن المحتمل أن حراسة قبره كانت موكولة لكهنة «مكان الصدق» (الجبانة) في ذلك الوقت.
وقد كانت مومية الملك «سقنن رع» هذا وتابوته الخشن ضمن الكشف المشهور الذي حدث عام ١٨٨٠ في الخبيئة القريبة من معبد الدير البحري،٢ ومن المحتمل أن اللصوص كان قد أخطأهم نهب هذا القبر، كما قرَّرَتْ ذلك لجنة التحقيق، غير أنه في وقتٍ ما قد سطَا عليه الكهنة القائمون على حراسته. وتابوت هذا الفرعون الخشبي الذي وُجِد جسمه فيه محلَّى برسم ريش عليه كما كان المتَّبَع في حلية توابيت هذا العصر؛ ولذلك أُطلِقَ على التوابيت التي من هذا الطراز «الريشية» وكانت تغطِّيه طبقةٌ سميكة من الذهب مما جعل السبيكة التي على ظاهره مغريةً للحراس، والواقع أنهم انتزعوها، غير أنهم قد اتخذوا حذرهم ألا يلمسوا الجزء الذي يغطي الصل الملكي، ورءوس الصقور التي على القلائد، والعقاب الذي على الصدر، وكذلك اسم الإله «بتاح سكر»؛ وكل هذه رموز آلهة قد اعتقَدَ القومُ أنها تُرسِل الموتَ إلى كل مَن انتهك حرمتها، ولما كان اللصوص المحترفون لم يَعُقْهم على ما يظهر مثل هذه الشكوك والخرافات في مقبرة الفرعون «سبك أم ساف» السالف الذكر، فلا نكون مخطئين إذا نسبنا مثل هذه السرقات الفنية للكهنة أنفسهم؛ ومع ذلك فيظهر أن وخز الضمير في ارتكاب مثل هذا العمل قد لعب دوره؛ إذ نجد الكهنة قد صبغوا بعض الأجزاء التي أزالوا من فوقها الذهب باللون الأصفر إخفاءً لجريمتهم، وبخاصة الوجه ولباس الرأس، ثم كتبوا النقوش بالمداد الأحمر ثانية، ثم رسموا قلادةً على صدره وخطوطًا زرقاء حول العينين اللتين نُزِع منهما إطارهما الذهبي، أما باقي الغطاء فقد تُرِك مغطًّى بالجص الأبيض الذي انتُزِع منه الطبقة الذهبية، وقد بقي آثار النقوش الأصلية على أية حال، ويمكننا أن نقرأ منها: «ملك الوجه القبلي والوجه البحري «سقنن رع» ابن الشمس «تاعا» الشجاع.» وهذا الاسم هو الذي أُطلِق عليه في قائمة أرباب الغرب في مقبرة «خع بخت» .
ومن المعقول بطبيعة الحال أن الملك قد دُفِن دون أن يعمل له أي جهاز جنازي، ولكن لما كانت أكفانه قد فُكَّتْ عن آخِرها، ثم لُفَّتْ ثانيةً على عجل؛ فمن المحتمل أن السرقة لم تقتصر على غشاء الذهب الذي كان يحلي تابوته، بل قد امتدت كذلك أيدي الكهنة إلى مجوهراته وأسلحته. ومما هو جدير بالذكر هنا أنه لم يَبْقَ مع أي مومية ملكية أية قطعة من المتاع ممَّا لها قيمة حقيقية عندما أُودِعت في مخبئها بالدير البحري، وتدل مومية الفرعون «تاعا» الثاني الذي كان يُلقَّب بالشجاع، على أنه كان معتدل القامة بالنسبة للمصريين؛ إذ كان يبلغ طوله نحوًا من ١٧٠ سنتيمترًا، عظيم الرأس، وهو نموذج لرأس المصري الأصيل، ويمتاز ببنية عظيمة، فكان مفتول العضلات نشيط الجسم، أما شعره فكان أسود كثيفًا مجعدًا، هذا إلى أنه كان حليق اللحية، ولم يتجاوز الثلاثين ربيعًا من عمره عند وفاته إلا بقليل.
أما المغامرة التي لاقى فيها الملك «سقنن رع» حتفه، فجعلته من أعظم الشخصيات المصرية بطولةً في التاريخ المصري، فتظهر من تصوير الأستاذ «إليوت سمث» قصة موته من الجروح التي في رأسه، فيقول: «إنه كان فريسة هجمة غادرة قام بها عدوان أو يزيد، فقد أُخِذ على غرة عندما كان نائمًا في فراشه، أو أنهم تسلَّلوا من خلفه وطعنوه بخنجر تحت أذنه اليسرى، فغاص الخنجر في عنقه، ولقد كانت الضربة مفاجئة فلم يَقْوَ على رفع يده ليدرأ عن نفسه ضرباتهم التي انهالت من «البلط» والسيوف والعصي على وجهه فهشمته وهو ملقًى طريحًا؛ وتدل شواهد الأحوال على أن تجهيز الجثة للدفن كان على عجل، وأن عملية التحنيط كانت بسرعةٍ فائقةٍ، فجاءت غايةً في الاختصار، ولم تعمل أية محاولة لوضع الجسم في وضعه المستقيم الطبعي؛ إذ قد تُرِك منكمشًا كما كان طريحًا وهو في حالة النزع، فكان الرأس مُلقًى إلى الخلف، ومنثنيًا نحو اليسار، ولسانه بارز من فمه يضغط عليه بأسنانه توجُّعًا وألمًا، ولم يمسح سائل مخه الذي كان يجري على جبينه بسبب الجروح التي أصابت رأسه، وكانت ساقاه منبسطتين بعض الشيء، ويداه وذراعاه منكمشتين كما كانتا عندما لفظ روحه، وقد أُزِيلت أحشاؤه من فتحةٍ عُمِلت في بطنه، وقد حُفِظ الجسم بوضع نشارة معطرة عليه وحسب، والواقع أن الجسم في حالته الراهنة يشبه مومية قبطية قد يبست وثقبها الدود.»
الملكة احمس نفرتاري :..
كانت أحمس-نفرتاري زوجة الملك أحمس الأول محرر مصر وطارد الهكسوس والآسيويون، ومؤسس الأسرة الثامنة عشر - أعظم الأسر الحاكمة في مصر. حكم من 1550 ق.م. حتى 1525 ق.م. لعبت زوجته أحمس نفرتاري دورًا بارزًا في المعركة التي انتهت بطرد الغزاة من مصر وكانت أول امرأة في التاريخ تتقلد منصب قيادة فرقة عسكرية كاملة وقاتلت بكفاءة شديدة.
كانت والدة نفرتارى إياح حتب زوجة الملك سقنن رع تاعا الثاني من ملوك الأسرة السابعة عشر، وقد وجد بعض النقوش التي توضح أن اعح حتب كانت تشارك ولديها كامس وأحمس في الحكم خلال حرب التحرير للتخلص من الهكسوس.
ويعتقد أن أحمس ونفرتارى ليسا من أب واحد حيث يظهر أحمس وله نفس لون المصريين بينما تظهر نفرتارى بلون أسود.
أنجبت نفرتارى سبعة أبناء ثلاثة أولاد مات منهم اثنين وأربعة بنات مات منهم ثلاثة، والأبناء الذين ظلوا على قيد الحياة هم أمنحتب الأول واعح حتب الثانية، وقد تزوجت أخيها أمنحتب الأول.
وعند وفاة أحمس الأول أصبحت الوصي لابنها امنحوتب الأول، وحتى تمكن من بلوغ السن وان يصعد إلى العرش.ومن المعروف انها كانت لا تزال على قيد الحياة خلال السنة الأولى من عهد تحوتمس الأول ؛ وهكذا، يبدو أنها كانت لا تزال على قيد الحياة بعد ابنها أمنحوتب الأول.
كانت أول ملكة تحصل على مركز الزوجة الآلهية لآمون.
وقد عاشت نفرتارى خلال حكم كلا من زوجها وابنها أمنحوتب الأول وحفيدها تحتمس الأول، ويوجد لها تمثال في معبد الكرنك.
ومن القابها الاميرة الوراثية....سيدة العطاء ....المتحدة مع التاج الابيض....زوجة الإله
كما كانت الملكة تلقب بكل احترام بلقب "إلهة البعث"، ويمكن القول إنها كانت المرأة الأكثر تبجيلا في التاريخ المصري على الإطلاق.
الملك رمسيس التاسع :..
رمسيس التاسع حكم ثمانية عشر سنة مكنته من القيام بعدة مبادرات فلقد تم العثور على أسمه في عمارة الشرقية وفي فلسطين وفي واحة دخله .
ولقد قام بتشييد عدد من المعالم الهامة بهيليوبوليس. عرفت فترة نهاية حكمه بسرقة المقابر الملكية وبعض المقابر الخاصة.
لقد حاولت السلطات إنقاذ المومياء حيث تم تحويلها وتجميعها وإخفائها. لقد قام كبير الكهنة هيريهور بنقل مومياء رمسيس الثاني إلى مقبرة ستي الأول. ثم قام بعد ذلك بندجام بتحويلها إلى مخبأ الدير البحري مع مومياء ستي الأول في مخبأ أُعد خصيصا في مقبرة زوجة أحمس الأول، انحابي، الذي قام بتوسيعه. قام بوضع أربعون تابوتا تابعا للملوك أو لكبار الكهنة بين فترة الأسرة السابعة عشر والأسرة الواحدة والعشرون.
الملك رمسيس السادس :..
كان نسب رمسيس السادس محل نقاش ولكن من المؤكد الآن إنه الابن الوحيد لرمسيس الثالث (QV51)والملكة إيزيس.
بنى لأمه قبرا في وادي الملكات تولى الحكم عن ابن أخيه رمسيس الخامس الذي لم ينجب أولاد. كان عليه ان يجعل من فترة حكمه فترة عظيمة كسابقيه من الرمسيسيين رغم قصر المدة وقلة الأمكانيات، فقام بتخفيض عدد العاملين في دير المدينة وأستغل مقبرة رمسيس الخامس كمقبرة له. لكنه أتم الأشغال التي بدأها من سبقه من الملوك في المعبد الجنائزي غرب غرنة. قام بكتابة إسمه ببعض المعالم عوضا عن رمسيس الرابع و رمسيس الخامس. نصب إبنته من الملكة (نيبوكهسبد إيزيس) كأبنت الملك، زوجة الالاه آمون، آلهة عابدة، إيزيس، إلى جانب كبير الكهنة (رمسيسناكت) الذي تقمص هذه المهمة منذ عهد رمسيس الرابع إلى عهد رمسيس التاسع. الوضع الأقتصادي في تدهور تام بينما عصابات النهب منتشرة في منطقة طيبة. مات الملك بعد فترة حكم دامت ثمانية سنوات ليخلفه رمسيس السابع. دفن رمسيس السادس في المقبرة Kv9 لتنهب بعد نهاية حكم الاسرة العشرون. نقلت موميائه إلى مخبأ أمنوفيس الثاني حيث تم العثور عليها.
الملك رمسيس الخامس :..
رمسيس الخامس رابع فراعنة مصر من الأسرة العشرين وابن الملك رمسيس الرابع والملكة دويتينتوبت.
حكم رمسيس الخامس مصر بين عامي 1149 ق.م-1145 ق.م. وقد صورت اثنين من البرديات في عصره، هما بردية تورين وبردية ويلبور، الإدارة والفساد في عصر الرعامسة. كما مدحت الملك وأعطت أمثلة للمعاملات القانونية. وقد دفن رمسيس الخامس في مقبرة 9 في وادي الملوك، والتي جهزها رمسيس الرابع ومات قبل أن يكملها، كما استخدمها أيضًا خليفته الملك رمسيس السادس.
كما قام رمسيس الخامس بتكملة العمل في أحد المعابد الجنائزية الهائلة، والذي بدأه أبوه. وأغلب الظن أن الملك رمسيس الخامس قد توفى وهو شاباً بسبب مرض الجدري.
الملك رمسيس الرابع :..
رمسيس الرابع أو هقا ماعت رع هو ثالث حكام الأسرة العشرين، كان خامس أبناء رمسيس الثالث وأصغرهم سنًا، وصار ولي العهد بحلول العام الثاني والعشرين من حكم والده وقد حكم مصر إما من 1151 ق.م حتى 1145 ق.م أو من 1155 ق.م حتى 1149 ق.م، ويعتقد أنه كان في الأربعينات من عمره حينما اعتلى عرش مصر.
بدأ في بداية عهده بإطلاق حملة إنشاءات عملاقة تضاهي إنشاءات رمسيس الثاني؛ فضاعف عدد الفنانين في دير المدينة إلى 120 رجلاً . وأوفد عدة بعثات استكشافية إلى محاجر وادي الحمامات ومناجم الفيروز في سيناء، إلا أنه لم يعش طويلاً ليحقق أهدافه. وسجلت لوحته الصخرية العملاقة - الموجودة بوادي الحمامات - أن أضخم بعثة استكشافية أرسلت في العام الثالث من حكمه، وتألفت من 8,368 رجل. جزء من برنامجه كان توسعة ضخمة لمعبد خونسو الذي أنشأه أبوه في الكرنك، وبناء معبد جنائزي كبير بالقرب من معبد حتشپسوت.
أهم وثيقتان وصلتانا من عهده كانتا:
بردية هاريس 1، والتي تمجد عهد أبيه، رمسيس الثالث، بسرد إنجازاته وهداياه لمعابد مصر. بردية تورين وهي أقدم خريطة جيولوجية. بعد ستة أعوام من حكمه توفي رمسيس الرابع ودفن في المقبرة KV2 في وادي الملوك. زوجته الرئيسية كانت تنتوپت، والتي دفنت في المقبرة WV74.
الملك رمسيس الثالث :..
وسر-معت-رع-مري-إمن (المعروف باسم رمسيس الثالث أو رعمسيس الثالث) كان ثاني ملوك الأسرة العشرين في مصر القديمة. يعتقد أنه حكم من 1186 إلى 1155 قبل الميلاد، وينظر إليه باعتباره آخر ملك عظيم في المملكة الحديثة يمارس سلطة كبيرة على كامل مصر. شهد عهده الطويل تراجع القوة السياسية والاقتصادية المصرية، ويرجع ذلك لسلسلة من الغزوات والمشكلات الاقتصادية الداخلية التي ابتلي بها أيضًا سابقوه. كما وصف بأنه "الفرعون المحارب" بسبب استراتيجياته العسكرية القوية. تمكن رمسيس من هزم الغزاة المعروفين باسم "شعوب البحر"، الذين تسببوا في تدمير الحضارات والإمبراطوريات الأخرى المجاورة. كان قادرا على إنقاذ مصر من الانهيار في الوقت الذي سقطت فيه العديد من الإمبراطوريات خلال انهيار العصر البرونزي. ومع ذلك، فإن الأضرار التي سببتها الغزوات أدت إلى إضعاف مصر.
كان رمسيس الثالث ابن ست ناختي والملكة تي مرن إسي. اغتيل رمسيس في مؤامرة بقيادة واحدة من زوجاته الثانوية (تيي)، وابنهما بينتاور، ومجموعة من كبار المسؤولين.
رمسيس الثالث له اسمان رئيسيان، يظهران إلى اليسار، ويكتبان بالعربية كالتالي: وسر-معت-رع-مري-إمن، رع-مس-س-هيكاع-إوُنو. ويعني "القوي بماعت ورع، محبوب آمون، حمله رع، حاكم أون".
السياسية الداخلية ابن الملك ست ناختي وزوج الملكة إيزيس، خلال ثلاثين عاماً من حكمه واصل ما بدأه والده في السنوات السابقة لحكمه، وذلك بهدف وضع حد للفوضى بعد وفاة (ست ناختي). اهتم رمسيس الثالث بإعادة تنظيم الإدارة وتوقيع اتفاقيات للسلام، وإعادة العبادة على الطريق الصحيح، والفساد الذي كان يفكك البلاد. هذا الإصلاح تم عن طريق التقسيم الإداري إلى طبقات: مسئولون البلاط ومسئولون المحافظات والعسكريون والعمال.
تعافي اقتصاد البلاد بسرعة بفضل الضرائب الضخمة التي وصلت من المدن النوبية والأسيوية ودخلت التجارة الخارجية مرحلة حيوية كاملة، وصولاً إلى الأراضي المصرية (وخاصة بلاد بونت) منتجات أنيقة وباهظة الثمن وكان عليها إقبال شديد من قبل المجتمع. هذا التطور والتنمية الاقتصادية بفرض التعافي من حُمى البناء وارتفاع المعابد الجديدة واثراء الموجودة والقائمة.
السياسية الخارجية
في عهد رمسيس الثالث اختفت الإمبراطورية الحيثية والكيانات السياسية الأخرى الأقل أهمية، وقد تأثرت كل الشرق الأدني، ولكن دون التدخل الحازم من رمسيس الثالث ومصر فقدت سيادتها كما في عهد الهكسوس. وركز رمسيس الثالث على استعادة الهيمنة المصرية في السياسية الخارجية كما كان في السابق. الموقف المعقد الذي كانت تعيشه آسيا، كان يتطلب رد قوى من الجانب المصري: شعوب البحر انتهوا مع المملكة الحثية وأيضاً احتلت قبرص وبلاد نارينا. وتلقت المقاطعة المصرية لدى كنعان غارات مستمرة من هؤلاء الغزاة، والتي يمكن أن تصل إلى مصر نفسها.
وفي خلال السنوات الأولي من حكمه، تلقت منطقة دلتا النيل زيادة في عدد المهاجرين إليها بسبب البحث عن حياة أفضل. وكان رمسيس الثالث يواجه مجموعتين من الشعوب الهندوأوروبية الذين تواجهوا إلى الدلتا. وفي العام الثامن من حكمه، تواجه إلى آسيا من أجل مواجهة شعوب البحر. وحدثت معركة بحرية عند مصب نهر النيل حيث تم تدمير أسطول العدو، وبجانب تعزيز الحدود الفلسطينية كان كافياً لتجنب الغزو من شعوب البحر. وبالكاد قد تعافت مصر واتجهت بنفس المصير إلى الإمبراطورية الحيثية. حيث انسحاب شعوب البحر شجع رمسيس الثالث لاستعادة السيطرة على الاستعمار الآسيوي التي اضطلع بها أسلافه. وتم استرداد سوريا جزيئاً وأربع مدن محصنة وشملت مناطق بالفرات، ولكن فرحة النصر استمرت قليلاً حيث أنه وبعد عدة سنوات فَقدت أرض كنعان إلى الأبد.
أيضاً كانت الحدود الليبية خطرة في أعقاب تنظيم السكان الليبيين الرُحل الذين يعيشون في تلك المنطقة. في السنة الحادية عشر من حكمه، حرص الجيش الليبي على الاستقرار في الاراضي المصرية الخصبة، حيث اتجهوا إلى ممفيس، وبالقرب من المدينة وقعت المعركة، وانتصر الفرعون، وكانت أعداد الأسرى كبيرة، وقُدموا كالعبيد إلى المعابد. وبمجرد قمع هذا الخطر الشرقي، ذهب رمسيس تجاه ليبيا حيث كان يوجد تمرد هناك، ربما بدافع فرض الأمير الذي تلقي تعليمه في المحكمة المصرية. وهُزمت القوات الليبية، وحصل الفرعون على الكثير من الأسرى.
معاركه ..
معركة زاهى: في عهده تجددت أخطار شعوب البحر المتوسط الذين هاجموا مصر ولكن رمسيس الثالث استطاع هزيمة قواتهم البرية عند مدينة رفح وانتصر على سفنهم الكبيرة عند مصب النيل الغربي وبهذا استطاع أن يبعد خطرا لا يقل أهمية عن الهكسوس.
معركة دلتا: طمع الليبيون في عهده في الاستيلاء على مصر لكن رمسيس الثالث هزمهم بالقرب من وادى النطرون. تصف إحدى البرديات ما فعله رمسيس الثالث بالأعداء: جلالته قد انقض عليهم كلهيب النار المنتشر في هشيم كثيف فأُلقُوا على الأرض غارقين في دمائهم واقْتِيدَ كل من بقي منهم حيا أسيرا إلى مصر.
ردية هاريس الكبرى أو بردية هاريس الأولى، التي أمر بكتابتها ابنه وخليفته المختار رمسيس الرابع، تؤرخ عطايا هذا الملك الهائلة من الأراضي والتماثيل الذهبية والمنشآت الهائلة لمختلف معابد مصر في پي رمسيس وأون ومنف وأثريبيس وهرموپوليس وثيس وأبيدوس وكوپتوس والكاب والمدن الأخرى في النوبة وسوريا. كما تسجل أن الملك أرسل بعثة تجارية إلى بلاد پونت وقام باستخراج النحاس من مناجمه في تيمنا في جنوب كنعان.. والأبرز من ذلك، أن رمسيس بدأ اعادة بناء معبد خونسو في الكرنك من قواعد معبد سابق بناه أمنحوتپ الثالث وأكمل معبد مدينة هابو حوالي السنة الثانية عشر من عهده، وقد زينت جدران معبد مدينة هابو بمشاهد من معاركه البحرية والبرية ضد شعوب البحر.
أصدر أوامره لبناء ملحقات هامة في المعابد بالأقصر والكرنك، وكذلك المعبد الجنائزي والمجمع الإداري في مدينة هابو، التي تعد من بين الأكبر والأفضل في الحفاظ على مصر. حالة الارتياب في عهد رمسيس الثالث كانت حاضرة في التحصينات الكبيرة التي بنيت لحمايته، ولا يوجد معبد مصري يقع في وسط مصر قد اجتيح سابقاً. هناك دُفن وفقاً للأسطورة أعضاء نشأة الكون (هيرموبوليتانا)، الذين تلقوا العبادة حتى وصول الأباطرة الرومان. مقبرته (KV11) هي أحد أكبر المقابر في وادى الملوك (باب الملوك)، وهى أنيقة جداً، وهى من المشاهد المخلصة والوفية للفن المصري التقليدي. الإضراب في دير المدينة عدل المجتمع العامل في المقابر الملكية (تقع في ما يعرف بدير المدينة) تطورت ثلاث إضرابات في عهد رمسيس الثالث، وكانت هذه الإضرابات الأولي الموثقة في تاريخ البشرية، والبعض منها في بردية محفوظة حالياً في المتحف المصري بتورينو. وقد ظهرت الإضرابات بسبب تأخير الحصص الغذائية (في مصر لم يصك العملة حتي الأسرة الثلاثين، في القرن الرابع قبل الميلاد) التي كانت جزءاً من رواتب العمال.
تحملوا العمال أكثر من عشرين يوماً بدون تلقي القوت لأن حاكم مدينة طيبة الشرقية وأتباعه اعترضوا الشحنة قبل أن تصل إليهم، وبعد أربعة أشهر، تجدد الصراع، وكان تسليم الأغذية تم تأجيله مرة أخرى ثمانية عشر يوماً، والعمال اضطروا إلى المطالبة بما كان لهم. لكن تلقوا اغذية غير كافية. ولذلك توقفوا عن العمل، وذهبوا إلى معبد تحتمس الثالث في مدينة هابو، حيث قدموا شكواهم، والتي تطالب بإبلاغ الملك نفسه وأعلامه بهذا "نحن جائعون وقد امضى ثمانية عشر يوماً من هذا الشهر.... جئنا هنا ويقودنا الجوع والعطش، ليس لدينا الملابس أو الزيت أو الخضراوات. اكتبوا هذا إلى الفرعون (سيدنا الأعلى) والوزير (رئيسنا) واطلبوا منه أن يعطينا معيشتنا" كان الكهنة تًحمل المفاوضات الجادة والشاقة والإضرابات المتقطعة، وعلي الرغم من أنه ليس معروفاً علي وجه اليقين ما نتيجة الوضع، لا يعرفون أن من تلك اللحظة زادت السرقات في المقبرة.
السكينة والهدوء كانوا إحباط المؤامرات التي واجهت الفرعون في الفترة الأخيرة من حياته، حاول وزير بلدة أتريب أن ينهى حياته، لكن تمكن رمسيس الثالث من النجاة بأمان وسلامة.
الزوجة الثانية (تيا) حاولت مرة أخرى لإعادة ابنها إلي خط العرش، وعلي الرغم من وجود دعم من كبار المسؤولين البلاط الملكي، يبدو أن المؤامرة قد فشلت لأنه اكتشف في أخر لحظة وتم القاء القبض علي المتآمرين وتقديمهم إلي العدالة وبعد فترة وجيزة مات رمسيس الثالث، وترك عرش مصر في حالة من الضعف الكبير وتردد أن وفاته كانت بسبب المتآمرين عليه، وفقاً لأبحاث أُجريت مؤخراً، حيث أن يظهر أدلة عنف علي المومياء الخاصة به: وجود لجرح ذبحى. رمسيس الرابع (ابن الملك رمسيس الثالث من الملكة إيزيس) تولي الحكم خلف رمسيس الثالث بعد مقتله وقرر إغلاق هذا الموضوع بسبب التتويج واعلن العفو العام ولكنه فشل في وقف التدهور السلطة الملكية.
الملك سي بتاح :..
خلف سي بتاح الملك سيتى الثانى على العرش.
الملك قبل الأخير في الأسرة التاسعة عشرة.
لم تعرف حتى الآن هوية والده، وهناك اعتقادات بأنه أبن سيتي الثاني أو شقيقه.
لم يكن سي بتاح وليًا للعهد، لكنه وصل للعرش وهو طفل.
حكم سي بتاح حوالي 6 سنوات، وتوفي في سن الشباب كان عمره حوالي 16 عامًا.
دُفن سي الملك سي بتاح في وادي الملوك.
وعُثر على مومياءه في مقبرة الملك أمنحوتب الثاني 1898.
تاريخياً كان يعتقد أن تيا زوجة سيتي الثاني كانت والدة سبتاح.
استمر هذا الرأي إلى أن تم إدراك اسم أمه من المنحوتة رقم (E26901) في متحف اللوفر حيث ظهر اسمه مع والدته سوتايليا أو شوتايريا .
اسم سوتايليا يبدو كنعانياً أكثر من أن يكون اسماً مصرياً خالصاً، و هو ما يعني أنها كانت بشكل شبه مؤكد محظية للملك من بلاد كنعان
ومع ذلك، دودسون و هيلتون يؤكدان أن هذا غير صحيح و أن السيدة كانت، بدلا من ذلك، أم رعمسيس سبتاح وزوجة الملك رعمسيس الثاني.
أما هوية والده فهي غير معروفة حاليا، بعض علماء المصريات يخمن أنه قد يكون أمنمسي بدلا من سيتى الثانى حيث أمضى كل من سبتاح وأمنمسي شبابهم في أخميم وكلاهما مستبعد على وجه التحديد من موكب تماثيل ملوك الأسلاف التي وضعها رعمسيس الثالث في مدينة هابو على عكس مرنبتاح أو سيتي الثاني، هذا يشير إلى أن أمنمسي و سبتاح كانا مترابطين و كانا "يعتبران حكاماً غير شرعيين، ولذا ربما كانا الأب و ابنه."
ومع ذلك، هناك تفسير آخر و هو اعتبار سبتاح حاكم غير شرعي من قبل أواخر ملوك الأسرة العشرين ، حيث طلب سبتاح مساعد المستشار المالي باي لتأمين الوصول لمنصب الملك لأنه كان مجرد ابن من زوجة ثانوية للملك مرنبتاح بدلا من ابن من زوجة رئيسية كسيتى الثانى.
وجد تمثال بلا رأس لسبتاح (الآن في متحف ميونيخ) يظهره جالسا في حضن فرعون آخر، ويفترض أنه والده، و قال عالم المصريات البريطاني ايدين دودسون عنه:
"الملك الوحيد في هذه الفترة من نهاية الأسرة 20 الذي كان يمكنه أن يبارك هذا التدمير هو أمنمنسي، وكذلك كان الملك الوحيد الذي كان يتطلب هذا التعزيز الصريح لشرعية ذريته. ومن المرجح أن يكون تأكد من هدم هذا التمثال بعد سقوط باي أو وفاة سبتاح نفسه، عندما كانت فترة إعادة الاعتبار قصيرة الأمد لأمنمسي قد انتهت."
إذا كان سبتاح ابن سيتى الثانى، فإنه من غير المحتمل انه كان يعتبر بمثابة الملك غير شرعي من ملوك أواخر الأسرة 20. بسبب صغر سنه وربما أيضاً بسبب إشكالية نسبه، فقد وضع تحت وصاية زوجة أبيه، الملكة توسرت.
حكم سبتاح مصر لما يقرب من 6 سنوات كشاب صغير السن (طفل)، فقد كان في العاشرة أو الحادية عشرة عندما تولى السلطة، و عند إجراء فحص طبي للمومياء تم الكشف عن أن الملك كان في حوالي عمر الـ 16 عاماً عند وفاته. وكان طويل القامة (1.6 متر) ، وكان له شعر بني محمر مجعد، وعلى الأرجح كان يعاني من مرض شلل الأطفال في القدم اليسرى المشوهة بشدة و المشلولة
تفاخر المستشار باي علناً بكونه صاحب الدور الأساسي في جلوس سبتاح على العرش في العديد من النقوش بما في ذلك لوحة في أسوان التي نقشت بواسطة سيتي نائب الملك في كوش و على جبل السلسلة.
و كذلك يقع نقش رئيسي في مدخل النصب المنحوت في الصخر الخاص بالملك حور محب في جبل السلسلة يصور باي يقف في وقفة التعبد مباشرة وراء سبتاح الذي جعل قربانا لآمون و يقول النقش :
«ليتهما (يعني آمون رع و سبتاح) يمنحان اعترافاً بالعدل و يكافئان من يفعل العدل بالحياة السعيدة ، و القلب الرضي ، و بهجة اللب ، و امتلاك الصحة ، لروح رئيس المالية الأعظم للأرض كلها، و من يثبت الملك ( يقصد سبتاح) على عرش والده ، و من يحبه سيده » ومع كل ذلك، سقط باي من النقوش التي في عهد سبتاح بعد العام الرابع من حكمه عندما اتهم في آخر نقش ظهر فيه بالتجاوز لصلاحياته، و قد أعدم في العام الخامس من حكم سبتاح، وبناء على أوامر من الملك نفسه. انتقل خبر إعدامه إلى العمال من دير المدينة في الأوستراكا (IFAO 1254). وقد تمت ترجمة هذه الشقفة ونشرت في عام 2000 من قبل عام المصريات بيير جرانديه في مجلة علم المصريات الفرنسية.
و لاحظ عالم المصريات كالإندار أن سبب رسالة الملك إلى العمال كان ليأمرهم بوقف كل عمل على تزيين قبر باي لأنه قد اعتبر الآن خائناً للدولة.
سبتاح نفسه يظهر لآخر مرة في سنة حكمه السادسة في نقوش تقع في معبد جنوب بوهين ، و من المرجح أنه قد توفي في منتصف الشهر الثاني من فصل أخت (الفيضان) و بالتحديد ربما في اليوم 12 من الشهر الثاني من فصل أخت من العام السادس لحكمه، و بالأخذ في الاعتبار فترة التحنيط التقليدية التي تبلغ 70 يوما يكون الملك سبتاح دفن في اليوم 22 من الشهر الرابع من فصل الفيضان، و الدليل على دفنه في هذا التاريخ الأخير تم تسجيله في الشقفة رقم (O. Cairo CG 25792) بالمتحف المصري.
هذه الشقفة من دير المدينة و يذكر فيها أن الوزير حوري زار العمال من دير المدينة لمرتين : أول مرة في اليوم 24 من الشهر الثاني من فصل أخت و الثانية في اليوم 19 من الشهر الرابع من فصل أخت.
السطر الأخير على الشقفة يُقرأ على النحو التالي: "في اليوم 22 م الشهر الرابع من فصل أخت : تم الدفن" وبما أن هذا الحدث يمكن أن تشير فقط إلى دفن الملك، فالسؤال هنا هو هوية هذا الملك. عين حوري وزيراً حول تاريخي اليوم السادس من الشهر الثاني من فصل شمو (الصيف) للسنة السادسة و الشهر الأول من فصل برت (الشتاء) من عهد سيتي الثاني، وشغل هذا المنصب خلال عهدي سبتاح، توسرت و ستنخت واصلاً لعهد الملك رعمسيس الثالث.
الشقفة لا يمكن أن تشير إلى وفاة ستنخت لأن هذا الملك توفي يوم 25 من الشهر الأول من فصل شمو و هو التاريخ الذي بعده بيوم يبدأ عهد ابنه رمسيس الثالث. أطاح ستنخت بتوسرت من السلطة. وبالتالي، فإن الدفن لا يشير إليها أيضاً. و يجب أن يكون موت سيتي الثاني في أواخر الشهر الرابع من فصل آخت أو في وقت مبكر من الشهر الأول من فصل حيث النقوش أعلى المقبرة 14 في وادي الملوك (مقبرة الملكة توسرت) تسجل دفنه في اليوم 11 من الشهر الثالث من فصل برت.
ولذلك، فإن تاريخ الدفن في شقفة القاهرة (اليوم 22 من الشهر الرباع من فصل آخت) في أرجح الآراء يسجل دفن الملك سبتاح نفسه، و بالتالي فوفاة سبتاح حدثت في وقت حول اليوم 12 من الشهر الثاني من فصل آخت (الفيضان) ، سبتاح نفسه سوف يكون بالتالي قد حكم مصر لنحو 5 سنوات و 10 أشهر بعد سلفه (سيتى الثانى) و مات حوالي نهاية الشهر الرابع من فصل آخت و بداية الشهر الأول من فصل برت، مع أنه لم يتبرع على العرش رسمياً و بشكل قانوني بداية الشهر الثاني من فصل آخت بمساعدة المسؤول رفيع المستوى باي.
بعد وفاته، تابعت توسرت سنوات حكمه و حكمت مصر كملكة لمدة عام أو اثنين على الأكثر، و قد دفن سبتاح في وادي الملوك، في المقبرة رقم 47 ولكن لم يتم العثور على موميائه هناك، ففي عام 1898، تم اكتشاف موميائه مع 18 آخرين في مخبأ مومياءات داخل مقبرة أمنحتب الثاني رقم 35 في وادي الملوك. وتشير الدراسة إلى أن قبره الذي وضع به في الأساس له نفس التخطيط و التصميم المعماري الخاص بمقابر توسرت و باي.
الملك سيتي الثاني :..
كان سيتي الثاني (أو سيثوس الثاني) الملك الخامس من الأسرة التاسعة عشرة في مصر والذي كان ابنًا لكل من مرنبتاح وإست نفرت الثانية والذي حكم من 1203 ق.م إلى 1197 ق.م. كان اسم العرش الخاص به هو "وسر خبرو رع ستب إن رع" والذي يعني "قوية هي تجليات رع، المختار من رع".
تعامل مع العديد من المؤامرات الخطيرة، وأهمها صعود ملك منافس يدعى أمن مسه، وربما يكون أخًا غير شقيق له، واستولى على طيبة والنوبة في صعيد مصر خلال سنوات حكمه الثانية إلى الرابعة.
يتضمن الدليل الذي يشير إلى أن أمن مسه كان معاصرًا مباشرًا لحكم سيتي الثاني -بدلًا من سلفه المباشر- حقيقة أن مقبرة سيتى الثاني الملكية في طيبة خُرّبت عمدًا، ومُسحت العديد من أسماء سيتى الملكية بعناية خلال عهده.
أصلح أعوان سيتي الثاني المحو لاحقًا. وهذا يشير إلى أن عهد سيتي الثاني في طيبة انقطع بصعود منافسه: الملك أمن مسه في صعيد مصر. ثانياً، أوضح الباحث الألماني فولفغانغ هيلك أنه لم يُشهد على حكم أمن مسه في صعيد مصر إلا ببعض الشقفات الحجرية من العام الثالث وواحدة من العام الرابع؛ لاحظ هيلك أيضًا أنه لم تُنسب أي شقفة حجرية من السنة الأولى أو السنة الثانية من دير المدينة إلى عهد أمن مسه.
وهذا يتفق تمامًا مع الأدلة الواضحة على سيطرة سيتي الثاني على طيبة في أول عامين له، وتشهد مختلف الوثائق والبرديات
وعلى النقيض من ذلك، غاب سيتي الثاني عن مصر العليا خلال عاميه الثالث والرابع، وهما غير مشهود عليهما ومفترضان افتراضًا، بسبب سيطرة أمن مسه على المنطقة خلال هذه الفترة.
أخيرًا والأهم، من المعروف أن رئيس عمال دير المدينة المدعو نفرحوتب، قُتل في عهد الملك أمن مسه بأمر من المدعو «مسي» الذي كان إما أمن مسه نفسه أو أحد أعوانه، وفقًا للأوراق القديمة. وشُهد على عمل نفرحوتب في قائمة سجل العمل في الشقفة الحجرية إم إم إيه 14.6.217 التي سجلت أيضًا اعتلاء سيتي الثاني العرش وأعيد استخدامها في وقت لاحق لغياب عمال التسجيل في عهد الملك.
إذا كان عهد سيتي الثاني الذي دام ست سنوات يتبع حكم المغتصب أمن مسه، فلن يذكر رئيس العمال في وثيقة تعود إلى بداية عهد سيتي الثاني لأن نفرحوتب سيكون مات مسبقًا.
يشير هذا إلى أن عهدي أمن مسه وسيتي الثاني يتداخلان جزئيًا مع بعضهما البعض ويشير إلى أن كلا الحاكمين كانا خصمين يتصارعان على عرش مصر.
خلال سنوات الحكم من الثانية حتى الرابعة من عهدي أمن مسه/سيتي الثاني المتوازيين، كان لأمن مسه اليد العليا وسيطر على صعيد مصر والنوبة. وأمر بتخريب مقبرة سيتي الثاني في وادي الملوك. قبل عامه الخامس، هُزم أمن مسه على يد منافسه سيتي الثاني، الذي كان الوريث الشرعي للعرش لأنه كان ابن مرنبتاح. أطلق سيتي الثاني بدوره حملة دامناتيو ميمورياي (لعن الذكرى) على جميع النقوش والآثار التي تعود إلى كل من أمن مسه وكبار مؤيديه في طيبة والنوبة، ومنهم خايمتر، نائب الملك السابق على كوش، الذي كان وزير أمن مسه. مسح أعوان سيتي الثاني كل المشاهد والنصوص من كي في 10، المقبرة الملكية لأمن مسه. ومُسحت مشاهد الوزير خايمتر في النوبة (التي نُقشت عندما كان نائب الملك على كوش) تمامًا لدرجة أنه عندما نُشرت مقالات رولف كراوس ولبيب حبشي في سبعينيات القرن العشرين، كان عمله كنائب الملك مجهولًا تمامًا، وهذا ما لاحظه فرانك ج. يورك.
رقّى سيتي الثاني المستشار باي ليصبح أهم مسؤول في الدولة وبنى ثلاث مقابر كي في 13، كي في 14 وكي في 15 له ولزوجته الكبرى تووسرت ولباي في وادي الملوك. وكان هذا عملًا غير مسبوق من جانبه لباي، الذي كان سوري الأصل ولم يكن على صلة زاوج أو قربى مع العائلة الملكية. واعتلى سيتي الثاني العرش بين 2 بِرت 29 و3 بِرت 6، بينما اعتلى سبتاح (خليفة سيتي الثاني) العرش حوالي آخر 4 آخت إلى مطلع 1 برت 2، أي دام حكم سيتي في العام السادس حوالي 10 أشهر؛ وبذلك، حكم ستي الثاني مصر لخمسة أعوام وعشرة أشهر، أو تقريباً ستة أعوام لحين وفاته.
لم تكن مقبرة سيتي الثاني مكتملة حين وفاته بسبب القصر النسبي لعهده. تولت لاحقًا زوجته توسرت العرش بنفسها بعد وفاة سبتاح، خليفة سيتي الثاني. وحسب شقفة حجرية من وثيقة مكتوبة من مجتمع العمال في دير المدينة، أعلن «كبير الشرطة نخت-مين» خبر وفاة سيتي الثاني للعمال في السنة 6، 1برت 19 من عهد سيتي الثاني. استغرق خبر وفاة سيتي الثاني وقتًا طويلاً للوصول إلى طيبة من العاصمة باي-رعمسيس في مصر السفلى، لذلك كان تاريخ وصول خبر وفاة الملك إلى دير المدينة 1 برت 19. يُحتمل أن سيتي الثاني تُوفي في آواخر 4 آخت أو مطلع 1 برت؛ يقترح اليوم فولفجانج هيلك وآر جي.
ديمار تاريخ 1 برت 2 كموعد وفاة سيتي الفعلي، مفترضين أنه قبل موعد دفنه ب 70 يوم. تشير الكتابات المكتوبة في الممر الأول لقبر توسرت كي في 14، أن سيتي الثاني دُفن في قبره كي في 15 في «السنة 1، 3 بِرت، اليوم الحادي عشر» من عهد سبتاح.
كانت أولى أسماء سيتي الثاني الملكية في عامه الأول هي «وسر خبرو رع ستب إن رع»
الذي كُتب أعلى نقش مسووي، نائب الملك على النوبة في عهد مرنبتاح على صخرة بارزة في جزيرة بيجة. ولكن، اكتشف أن مدفن ميسوي في المقبرة إس90 في النوبة يحتوي فقط على المواد الجنائزية التي تُسمى مرنبتاح مما يشير إلى أنه:
توفي مسووي غالبًا خلال عهد مرنبتاح. قد يكون سيتي الثاني ربط نفسه بمسؤول خدم والده كنائب الملك على كوش. سرعان ما غيّر سيتي الثاني اسمه الملكي ليصبح «أوسر خبرو رع مري آمون»، الذي كان أكثر أسمائه شيوعًا. توجد برديتان مهمتان من عهد سيتي الثاني. الأولى هي حكاية أخوين، وهي قصة مذهلة للمشاكل داخل الأسرة حول وفاة والدهما، والتي كانت تهدف جزئياً إلى السخرية السياسية من حالة الأخوين غير الشقيقين. والثانية سجلات محاكمة بانيب. نفرحوتب، أحد كبار العاملين في مقبرة دير المدينة، الذي استُبدل ببانب، صهره الذي أتى بمشكلات كثيرة.
وجّه شقيق نفرحوتب -أمناخت- العديد من الجرائم ضد بانب في اتهامات بعبارات شديدة محفوظة ببردية توجد اليوم في المتحف البريطاني. إذا كانت شهادة آمناخت موثوقة، زُعم أن بانب سرق الحجارة من مقبرة سيتي الثاني أثناء إنهائها - لتزيين مقبرته- بالإضافة إلى الاستيلاء على ممتلكات أخرى تابعة للملك أو إتلافها. واتُهم بانيب بمحاولة قتل نفرحوتب، حماه بالتبني، رغم أنه تلقى تعليمه على يديه وبعد اغتيال نفرحوتب على يد «العدو»، زُعم أن بانب رشى الوزير برع إمحاب ليستولي على منصب حميه.
مهما كانت حقيقة هذه الاتهامات، فمن الواضح أن طيبة كانت تمر بأوقات عصيبة جدًا. توجد إشارات في أماكن أخرى إلى «حرب» حدثت خلال هذه السنوات، وربما لم تكن أكثر من اضطرابات وسخط داخليين. اشتكى نفرحوتب من هجمات بانب على الوزير مسه، الذي يُفترض أنه سلف برع إمحاب، وعليه عاقب أمن مسه بانب. رفع صاحب المشاكل هذا شكوى إلى «موس» (أي، «مسي»)، الذي أزال برع إمحاب من منصبه. من الواضح أن «موس» هذا كان شخصًا ذا أهمية قصوى، ربما الملك أمن مسه نفسه أو حليف رئيسي للملك.
وسّع سيتي الثاني أيضًا مناجم النحاس في وادي تيمنا في إدوم، حيث بنى معبدًا مهمًا لحتحور، إلهة البقر في المنطقة. هُجرت تلك المناجم عند انهيار العصر البرونزي، ويبدو أن بدو مدين استخدموا جزءًا من المعبد، وربطوه بعبادة الثعبان البرونزي الذي اكتشف في المنطقة.
وسّع سيتي الثاني أيضًا مناجم النحاس في وادي تيمنا في إدوم، حيث بنى معبدًا مهمًا لحتحور، إلهة البقر في المنطقة. هُجرت تلك المناجم عند انهيار العصر البرونزي، ويبدو أن بدو مدين استخدموا جزءًا من المعبد، وربطوه بعبادة الثعبان البرونزي الذي اكتشف في المنطقة .
أنشأ سيتي الثاني محطة للمراكب النهرية أمام باحة العمود الثاني في الكرنك، ومصلّيات ثالوث طيبة –أمون وموط وخونسو.
الملك مرنتباح..:
مرنبتاح هو رابع ملوك الأسرة التاسعة عشر، وهو ابن الملك رمسيس الثاني من زوجته الثانية إيزيس نوفرت، وترتيبه الرابع عشر بين أبناء رمسيس، إذ أن جميع إخوته الأكبر منه قد ماتوا في حياة والدهم
قام مرنبتاح بعدة حملات عسكرية خلال فترة حكمه. ففى العام الخامس من حكمه قام بحملة على الليبيين لمساعدتهم شعوب البحر على غزو مصر من الغرب وانتصر عليهم.
كان مرنبتاح متقدماً في السن عندما تولى الحكم فكان في حوالي الستين أو السبعين من عمره. وقام بنقل العاصمة من "بر مسيس " عاصمة مصر في عهد أبيه إلى ممفيس ، حيث شيد قصر ملكى بجوار معبد بتاح ، وتم اكتشاف ذلك القصر في عام 1915 م بواسطة بعثة متحف جامعة بنسلفانيا الأمريكية.
حصل مرنبتاح على معظم الأحجار التي يحتاج إليها لمنشآته بالسطو على أحجار الأبنية الأخرى، وقد استخدم ظهر نصب حجري أقامه أمنحتب الثالث في تسجيل نبأ إحدى الأزمات الكبرى التي حدثت له في مدة حكمه، فقد كانت شعوب جزر شرق وشمال شرق البحر المتوسط التي طردت من ديارها في زمن حرب طروادة تركب البحر باحثة عن السطو أو مكان تستقر فيه، وصد مرنبتاح محاولتهم لغزو شمال شرق الدلتا في السنة الخامسة من حكمه.
الملك رمسيس الثاني:..
رمسيس الثاني (حوالي 1303 ق.م — يوليو أو أغسطس 1213 ق.م) يُشار إليه أيضًا باسم رمسيس الأكبر، كان فرعون الثالث من حكام الأسرة التاسعة عشر (حكم 1279 – 1213 ق.م).
ينظر إليه على أنه الفرعون الأكثر شهرة والأقوى طوال عهد الإمبراطورية المصرية. سماه خلفائه والحكام اللاحقين له بالجد الأعظم. قاد رمسيس الثاني عدة حملات عسكرية إلى بلاد الشام وأعاد السيطرة المصرية على كنعان. كما قاد كذلك حملات جنوبًا إلى النوبة حيث ذهبا معه أثنين من أبناءه كما لوحظ منقوشًا على جدران معبد بيت الوالي.
نصّب رمسيس وهو في سن الرابعة عشر وليًا للعهد من قبل والده سيتي الأول.
يعتقد بأنه جلس على العرش وهو في أواخر سنوات المراهقة وكما ويعرف بأنه حكم مصر في الفترة من 1279 ق.م إلى 1213 ق.م لفترة 67 عاما، وشهرين، وفقا لكلًا من مانيتون والسجلات التاريخية المعاصرة لمصر. وقيل عنه أنه قد عاش 99 عام، ولكن المُرجح أنه توفي في عمر 90 أو 91. فلو أصبح فرعون في 1279 ق.م كما يعتقد معظم علماء المصريات اليوم، لكان قد تولى العرش في عمر 31 1279 ق.م، استنادًا على تاريخ اِرتِقاءُه العَرش في موسم الحصاد الثالث يوم 27.
احتفل رمسيس الثاني بأربعة عشر عيد "سِد" (يُحتفل به لأول مرة بعد ثلاثين عامًا من حكم الفرعون، ثم كل ثلاث سنوات) خلال فترة حكمه، وبذلك يفوق أي فرعون أخر.
في وفاته، دفن في مقبرة في وادي الملوك؛ تم نقل جثته لاحقا إلى الخبيئة الملكية حيث تم اكتشافه عام 1881، والآن هي معروضه بالمتحف المصري.
تركزت الفترة الأولى من حكمه على بناء المدن والمعابد والمعالم الأثرية. أسس مدينة "بي رمسيس" في دلتا النيل كعاصمته الجديدة والقاعدة الرئيسية لحملاته إلى سوريا. وقد بنيت هذه المدينة على أنقاض مدينة أواريس عاصمة الهكسوس عندما تولى الحكم، وكانت موقع المعبد الرئيسي لمجموعة. وهو معروف أيضا باسم أوزايمنديس في المصادر اليونانية، ترجمت حرفيًا إلى اليونانية لجزء من اسم تتويج رمسيس، "حقيقة رع العظيمة، اختيار رع".
رمسيس الثاني هو ابن الفرعون سيتي الأول والملكة تويا، وكان يُلقّب بالحاكم الشريك لوالدِه. رافقَ والده أثناء حملاته العسكرية على النوبة وبلاد الشام وليبيا وهو في عمر الرابعة عشر. قبيل سن 22 كان يقود الحملات بنفسه إلى النوبة مع أبنائه. عين رمسيس في مشاريع ترميم موسعة وبناء قصر جديد في أواريس. بعد وفاة سيتي الأول عام 1290 ق.م، تولى رمسيس الحكم.
حكم رمسيس الثاني لما يقرب من 67 عام وتزوج كثيرًا من النساء، كما أنجب الكثيرين من محظيات وزوجات ثانوية. تزوج من بعض أميرات العائلة المالكة مثل نفرتاري وإست نفرت، كما تزوج من ابنة ملك خيتا وأطلق عليها الاسم المصري "ماعت نفرو رع"، كذلك يعرف أيضًا أنه تزوج ثلاث من بناته. تقلد أولاده الذكور المناصب المُهمة في الدولة، واهمهم إبنه، خعمواس الذي فكر والده في السنة الثلاثين من حكمه في جعله وليًا للعهد، لكنه توفي في العام 55 من حكم والده. مات أكثر أبنائه الأوائل في حياته، لهذا خلفه إبنه الثالث عشر مرنبتاح من زوجته إست نفرت على العرش، وكان قد اختاره والده وليًا للعهد بعد وفاة خمواس
تولى رمسيس الحكم بعد وفاة والده سيتي الأول بعد أن كان أختاره وليًا للعهد واشركه معه في إدارة الدولة. لا يعرف عمر رمسيس عندما مات والده، لكن يرجح أن يكون عمره أقل من 25 عام، إذ كان أبًا لطفلين ذهبا معه إلى بلاد النوبة كما لوحظ منقوشًا على جدران معبد بيت الوالي. لم يبدأ رمسيس عهده بنقض معاهدة الصداقة التي عقدها والده مع الحيثيين، بل وجه أهتمامه إلى توطيد حكمه فأمر بإنهاء كافة الأعمال غير المُنجزة والتي قد بدئها والده كمعبد أبيدوس. فكر بعد ذلك في استغلال مناجم الصحراء متبعًا في ذلك سياسة والده. في حوالي السنة الرابعة من عهده، ذهب بحملة إلى أطراف آسيا لتوطيد النفوذ المصري والإطمئنان على الموانئ والمواصلات. عاد بعد ذلك خلال عامه الخامس في الحكم إلى هناك معبأً جيوشه للصدام بالحيثيين وكان ذلك في معركة قادش.
وذكر أن خلال عهد رمسيس الثاني، بلغ عدد أفراد الجيش المصري حوالي 100,000 رجل؛ فكانت قوة هائلة استخدمها لتعزيز النفوذ المصري
قاد رمسيس الثاني عدة حملات شمالاً إلى بلاد الشام، وفي معركة قادش الثانية في العام الرابع من حكمه (1274 ق.م.)، قامت القوات المصرية تحت قيادته بالاشتباك مع قوات مُواتالّيس ملك الحيثيين استمرت لمدة خمسة عشر عاما ولكن لم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر. وبالتالي ففي العام الحادي والعشرين من حكمه (1258 ق.م.)، أبرم رمسيس الثاني معاهدة بين مصر والحيثيين مع خاتوشيلي الثالث، وهي أقدم معاهدة سلام في التاريخ.
قاد رمسيس الثاني أيضاً عدة حملات جنوب الشلال الأول إلى بلاد النوبة، وقد أنشأ رمسيس مدينة (بر رعميسو) في شرق الدلتا ومنها أدار معاركه مع الحيثيين وقد إدعى البعض أنه قد إتخذها عاصمة جديدة للبلاد وهذا بالطبع غير صحيح فلقد كانت عاصمة البلاد في مكانها في طيبة وأعظم ما ترك من معابد وآثار تركها هناك. وقد كان رمسيس الثاني متميز في فنون القتال والحروب وكان ذكى يفكر وياتى بالحل في نفس الحظة وقد كان ماهرا أيضا في ركوب الخيل والقتال بالسيوف والمبارزة ورمى السهام وقد كان أيضا طيبا ذا روح اخلاقية ومحب لشعبه.
هزم رمسيس الثاني قراصنة البحر الشردانيين بشكل حاسم، حيث كانوا ينهبون سفن البضائع المصرية على طول ساحل مصر على البحر المتوسط. شعوب الشردان ربُمَّا جاءت من ساحل آيونيا أو ربما جنوب غرب الأناضول. نشر رمسيس القوات والسفن في نقاط استراتيجية على طول الساحل وانتظر إلى حين مهاجمة القراصنة على سفن مارة ثم هجم عليهم بمهارة على حين غرة في معركة بالبحر وقبض عليه جميعًا في آن واحد.
تشهد لوحة تذكارية وجدت في تانسيس تتحدث بأنهم قدموا "في سفنهم الحربية من وسط البحر، ولم يقدر أي شئ في الوقوف أمامهم". لابد من أن كانت هناك كانت معركة بحرية في مكان ما بالقرب من مصب نهر النيل، وتصورن النقوش الشردانيين وسط حراس الفرعون ويبرزون من خلال خوذاتهم ذات القرون مع تكور بارز من الوسط، ودروعهم المستديرة وسيوفهم الكبيرة وصفت النقوش بأنها معركة قادش
قام رمسيس خلال مدة حكمه ببناء عدد كبير من المبانى يفوق أي ملك مصري أخر، فقد بدأ بإتمام المعبد الذي بدأه والده في أبيدوس ثم بنى معبد صغير خاص به بجوار معبد والده ولكنه تهدم ولم يتبق منه إلا اطلال، وفي الكرنك أتم بناء المعبد الذي قد بدأه جده رمسيس الأول، وأقام في طيبة الرامسيوم (أطلق علماء القرن التاسع عشر على هذا المعبد الجنائزى اسم الرامسيوم نسبة إلى رمسيس الثاني) وهو معبد جنائزى ضخم بناه رمسيس لآمون ولنفسه، وتوجد له رأس ضخم أخذت من هذا المعبد ونقلت إلى المتحف البريطانى. وأقام رمسيس أيضا التحفة الرائعة معبدى أبو سمبل المعبد الكبير له المنحوت في الصخر ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وهو جالسٌ، ويزيد ارتفاع كل تمثال عن 20 مترا، والمعبد الصغير المنحوت أيضا في الصخر لزوجته نفرتاري وكان مكرسا لعبادة الإلهة حتحور إلهه الحب والتي تصور برأس بقرة، وتوجد في واجهة المعبد 6 تماثيل ضخمة واقفة 4 منهم لرمسيس الثاني و2 للملكة نفرتارى ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالي 10 متر.1 ووجود كل هذه الآثار له في الجنوب يدحض إدعاء البعض أن عاصمة الحكم في عهده كانت في الدلتا في مدينة (بر رعميس) لأن كل ما خلفه من آثار ومعابد عظيمة كانت في جنوب مصر حيث العاصمة كما هي طيبة. كانت آثار النوبة مهددة بالغرق تحت مياة بحيرة ناصر، ولكن تم إنقاذها بمساعدة اليونيسكو، وكانت عملية إنقاذ معبد أبو سمبل هي الأكبر والأكثر تعقيداً من نوعها، حيث تم نقل المعبدين الكبير والصغير إلى موقعهما الحالى، الذي يرتفع عن الموقع القديم بأربعة وستين متراً، ويبعد عنه بمسافة مائة وثمانين متراً وأقام رمسيس الثاني العديد من المسلات منها مسلة ما زالت قائمة بمعبد الأقصر، ومسلة أخرى موجودة حاليا في فرنسا بميدان الكونكورد بباريس قام بنقلها مهندس فرنسي يدعى ليباس. كما قام رمسيس بأول معاهده سلام في العالم مع خاتوشيلي الثالث ملك الحيثيين.
الملك سيتي الاول :..
من ماعت رع أو سيتي الأول و من القابه سيتي مرنبتاح كان فرعون من الأسرة التاسعة عشر، ابن رمسيس الأول والملكة سات رع. وسيتي الأول هو والد رمسيس الثاني الذي وُلد 1303 قبل الميلاد. وحسب بعض المؤرخين فقد حكم الملك سيتي الأول الفترة من 1294 ق.م. أو 1290 ق.م. حتى عام 1279 أو 1302 قبل الميلاد. سماه الإغريق سـِثوسيس. وأخطأ المؤرخ المصري مانيتو في اعتباره مؤسس الأسرة التاسعة عشر ، وسماه سيتي يعني : المتعلق بـ "ست"، والذي يدل على أنه وُهب للإله ست (كما نقول بالعربية : قاهري أو عربي أو إسكندري). وكمعظم الفراعنة كان لسيتي عددا من الأسماء لدى اعتلائه العرش اتخذ اسم "من معت رع" وتعني: "خالدٌ هو عدل رع". اسمه الأكثر شيوعا والأصلي كان: "سيتي مري ن پتاح" ويعني: رَجُل ست، محبوب بتاح". الإغريق سموه سِثوسيس.
قام سيتي الأول بتوطيد السلطة المصرية في فلسطين والشام، وقاوم الحيثيين الذين حكموا أسيا الصغرى بنجاح وعقد معهم معاهــــــدة سلام وعدم الاعتداء عليهم.
أقام سيتى الأول العديد من الآثار منها الممنوميوم في أبيدوس وخصص لعبادة عدد من الآلهة كما يوجد بالمعبد قاعة الأجداد بها أسماء الملوك من تأسيس أول الأسرات إلى سيتى الأول (قائمة ملوك مصر (أبيدوس)) ، ومعبد القرنة الجنائزى في طيبة، وبهو الأعمدة المسقوف بالكرنك . وكان قد بدئ في تشييده قبل ذلك ثم زخرف في عصر سيتى الأول بمناظر طقسية وصور على الحوائط الخارجية تبين انتصارات سيتى على البدو والليبيين والأموريين في قادش والحيثيين.
أمر سيتى بإقامة مسلة تعرف باسم فلامنيوس ولكنه توفى قبل اتمام نقشها والذي أكمله ابنه رمسيس الثاني وهي الآن موجودة في ميدان الشعب بروما.
الملكة تي :..
تيي أو تيا أو تي، هي ملكة مصرية قديمة غير حاكمة أو زوجة ملك عاشت خلال عهد الأسرة الثامنة عشرة، وهي ابنة يويا مستشار زوجها الملك . وكانت تجويو قبل زواجها من فرعون مغنية الإلهة حتحور ورئيسة احتفالات كل من الإلهين مين وآمون، وقد أصبحت الزوجة الملكية العظمى للملك أمنحتب الثالث، و أنجبت منه الفرعون أمنحتب الرابع (أخناتون)، وبالتالي فهي جدة الفرعون توت عنخ آمون. وقد تم التعرف على موميائها بين المومياوات المعثور عليها في مقبرة الملك أمنحتب الثاني بوادي الملوك؛ وتم الكشف عن أنها المومياء الملقبة بـ "السيدة العظيمة" بينها، وذلك في عام 2010.
كان والد تيي، يويا، مالكاً غنيا للأراضي من أصل غير ملكي من بلدة أخميم في صعيد مصر، حيث عمل كاهنا ومشرفاً على الثيران المقدسة و قائداً للعجلات الحربية
أما والدتها، تويا، فقد كانت تشغل عدة مناصب دينية وحملت ألقاباً مختلفة كمغنية الإلهة حتحور، ورئيسة فناني آمون و مين ، مما يشير إلى أنها كانت عضوا في العائلة المالكة أو من أصل ملكي.
وقد اقترح علماء المصريات أن والد تيا، يويا، كان من أصل أجنبي بسبب ملامح موميائه ووجود العديد من الطرق المختلفة لكتابة اسمه، مما قد يعني أنه كان في الأصل اسماً غير مصري.
ويشير البعض إلى أن آراء الملكة السياسية غير التقليدية القوية ربما كانت لا تعود فقط إلى شخصيتها القوية، ولكن إلى انحدارها من أصل أجنبي كذلك ذي تقاليد وعادات غير مرتبطة بتقاليد المملكة المصرية.
وكان لتيي أيضا شقيق، عانن، وقد كان نبياً / كاهناً ثانياً للإله آمون.
ويعتقد كذلك أن الملك آي، خليفة توت عنخ آمون على سدة الحكم بعد وفاة الأخير، هو أخ آخر لتيي؛ على الرغم من عدم وجود نقش تاريخي واضح أو أثر يؤكد وجود صلة بين الاثنين، فإن علماء المصريات يفترضون ذلك من أصول أي، المنحدرة أيضا من أخميم، لأنه من المعروف أنه قد بنى معبداً صغيراً مخصصا للإله المحلي مين هناك، ولأنه ورث معظم الألقاب التي حملها يويا والد تيي، والتي حملها في بلاط الملك أمنحتب الثالث خلال حياته.
وقد تزوجت الملكة تيي من أمنحتب الثالث في السنة الثانية من حكمه. وكان هذا الملك قد ولد من زوجة ثانوية (موت إم ويا) لوالده (تحتمس الرابع) واحتاج إلى رابطة أقوى مع النسب الملكي.
ويبدو أنه قد توج بينما كان لا يزال طفلاً، ربما بين سن ستة إلى اثني عشر عاماً. وقد توج هذا الزواج بسبعة على الأقل، وربما أكثر من الأبناء:
1) سات آمون : الابنة الكبرى، التي ترقت إلى منصب الزوجة الملكية العظمى حوالي في العام 30 من عهد والدها.
2) إست: رفعت أيضا إلى مرتبة زوجة الملك العظمى.
3) حنوت تا نب : ليس من المعروف أن كان قد تم رفعها لمرتبة الملكة كذلك، على الرغم من أن اسمها قد ظهر بداخل خرطوش - وهو المميز لأسماء الملوك والملكات - لمرة واحدة على الأقل.
4) نبت آح : في بعض الأحيان يعتقد أنه تم تغيير اسمها إلى باكت آتون خلال عهد شقيقها (أخناتون).
5) ولي العهد تحتمس : ولي العهد والكاهن الأكبر للإله بتاح، مات قبل والده.
6) أمنحتب الرابع / أخناتون : خلف والده على العرش، وتزوج من الملكة نفرتيتي، وهما والدا عنخس إن آمون، التي تزوجت من الملك توت عنخ آمون.
7) سمنخ كا رع : الذي يعتبر تقليديا واحدا من الخلفاء المباشرين لأخناتون، لكن اليوم بعض علماء المصريات مثل أيدان دودسون يعتقد أنه كان سلفا مباشرة لنفر نفرو آتون وحاكم صغير ثانوي مشارك لأخناتون في الحكم ولم يكن لديه حكم مستقل.
وفي بعض الأحيان يتم توحيده مع المومياء المعثور عليها في مقبرة وادي الملوك KV55، وبالتالي يقال في هذه الحالة إنه والد توت عنخ آمون.
8) السيدة الصغيرة من مقبرة الملك أمنحتب الثاني : ابنة أمنحتب الثالث وتيي، وأم الملك توت عنخ آمون وشقيقة وزوجة صاحب المومياء المعثور عليها في مقبرة وادي الملوك KV55. ويفترض أنها واحدة من البنات المعروفات بالفعل للملك أمنحتب الثالث والملكة تيي.
9)باكت آتون : في بعض الأحيان يعتقد أنها ابنة الملكة تيي، وعادة ما يقوم هذا الاعتقاد على لوحة صورت عليها باكت آتون جالسة بجانب الملكة تيي في عشاء مع أخناتون ونفرتيتي
خصص زوجها عدداً من الأضرحة لأجلها، وشيد معبداً مخصصاً لها في سيدينجا في النوبة حيث كانت تعبد كشكل من أشكال الإلهة حتحور-تفنوت.
كما بنى لها بحيرة اصطناعية في السنة 12 من حكمه.
وكما لاحظ عالما المصريات الأمريكيان ديفيد أوكونور وإريك كلاين:
"الشيء الذي لم يسبق له مثيل بخصوص تيي. ... ليس من أين جاءت ولكن ماذا أصبحت. فلم تكن هناك ملكة سابقة على ما يبدو في مكان بارز في حياة زوجها كما كانت الملكة تيي. فقد ظهرت تيي بشكل منتظم إلى جانب أمنحتب الثالث في التماثيل والمقبرة والمعبد والجداريات، بينما يقترن اسمها على لوحات عديدة معه مع نقوش على العديد من الأشياء الصغيرة، مثل السفن والمجوهرات، ناهيك عن الجعارين التذكارية الكبيرة، حيث يتبع اسمها لاسمه على طول الخط الزمني لفترة حكمه. والعناصر الجديدة في تصويرها الشخصي، مثل إضافة قرون البقرة وقرص الشمس-وهما من سمات الآلهة حتحور- على رأسها، وتمثيلها في شكل أبو الهول- في صورة كانت في السابق مخصصة فقط للملك وليس الملكة-اتؤكد على دورها كزوجة إلهية ودنيوية في ذات الوقت للملك. بني أمنحتب الثالث معبداً لها في سيدينجا في شمال السودان حيث كانت تعبد كشكل من أشكال الإلهة حتحور ... المعبد في سيدينجا هو حلية لمعبد أمنحتب الثالث الأكبر منه في صولب، خمسة عشر كيلومترا إلى الجنوب منه (وهو تقليد اتبعه بعد قرن من الزمن الملك رعمسيس الثاني في أبي سمبل، حيث يوجد أيضا معبدان، المعبد الجنوبي الأكبر المخصص للملك، والمعبد الشمالي الأصغر المخصص للملكة، نفرتاري، أيضاً في صورة الإلهة حتحور)
كانت تيي تمارس قدراً كبيراً من السلطة خلال عهد زوجها وابنهما خلفه. فقد كان أمنحتب الثالث رياضياً ماهراً، وعاشقاً للخروج للهواء الطلق، ورجل دولة عظيم. وكثيرا ما كان عليه أن ينظر في طلبات زواج من بناته مقدمة من الملوك الأجانب مثل توشراتا الميتاني وكاداشمان إنليل الأول البابلي. وقد كانت الأميرات الملكيات في مصر الطريق للوصول للعرش لذراياتهن. وأصبحت تيي مستشارة زوجها الموثوق بها والمثقفة. كونها حكيمة وذكية وقوية وشرسة، وكانت قادرة على كسب احترام الشخصيات الأجنبية. وكان القادة الأجانب على استعداد للتعامل معها مباشرة. وواصلت القيام بدور نشط في العلاقات الخارجية وكانت أول ملكة مصرية تسجل اسمها في أعمال رسمية.
واستمرت تيي في تقديم المشورة لابنها، أخناتون، عندما تولي العرش. وتشير مراسلات ابنها مع توشراتا، ملك ميتاني، للتأثير السياسي الذي مارسته هذه الملكة في البلاط الملكي. ففي رسالة العمارنة رقم 26، توشراتا، ملك ميتاني، يتواصل مباشرة مع الملكة تيي لتذكيرها بالعلاقات الجيدة التي تمتع بها مع زوجها المتوفى ومعبراً عن رغبته في استمرار أجواء الود مع ابنها، أخناتون.
وقد توفي الملك أمنحتب الثالث في السنة 38 أو السنة 39 من حكمه ودفن في وادي الملوك في المقبرة WV22. ومن المعروف أن تيي قد عاشت بعده لمدة تصل إلى اثني عشر عاما، تواصل فيهم ذكر تيي في رسائل العمارنة وفي النقوش كملكة وحبيبة للملك. فرسالة العمارنة رقم 26، والموجهة إلى تيي، تعود إلى عهد أخناتون. ومن المعروف أنها كانت تملك منزلاً في أخت آتون (تل العمارنة)، عاصمة أخناتون الجديدة، وتظهر على جدران قبر هويا - "كبير الخدم في منزل والدة الملك، زوجة الملك العظمى تي" - مصورة على طاولة العشاء مع أخناتون، ونفرتيتي، وأسرتهم ومن ثم يرافقها الملك إلى مظلة خاصة بها.
وفي نقش يرجع تاريخه تقريبا إلى 21 نوفمبر من العام 12 من عهد أخيناتن (1338 ق.م)، تذكر الملكة مع حفيدتها معكت آتون للمرة الأخيرة، ويعتقد أنهما توفيتا بعد ذلك بوقت قصير. وتؤكد هذه المعلومات حقيقة أن الضريح الذي أنشأه أخناتون لها والذي تم العثور عليه لاحقا منقولاً من تل العمارنة لمقبرة وادي الملوك رقم KV55 في طيبة تحمل شكلاً لاحق من اسم الإله آتون الذي كان يستخدم فقط بعد السنة 9 من عهد أخناتون.
وإذا توفيت الملكة تيي بعد عام 12 من عهد أخناتون (1338 ق.م)، فإن هذا سيضع ولادتها حوالي العام 1398 ق.م، وزواجها من أمنحتب الثالث في سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة، وترملها في سن الثامنة والأربعين إلى التاسعة وأربعين. ولا تزال اقتراحات حكم مشترك بين أمنحتب الثالث وابنه أخناتون تستمر لمدة تصل إلى اثني عشر عاما تلقى رواجاً بين علماء المصريات، ولكن معظم العلماء اليوم إما يقبلون فترة قصيرة للحكم المشترك لا تستمر لأكثر من سنة على الأكثر أو لا وجود للحكم المشترك على الإطلاق.
الاميرة ميريت امون :..
الأميرة ميريت آمون هي الابنة الرابعة للملك رمسيس الثاني وزوجته الملكة نفرتاري، وأصبحت هي الملكة بعد وفاة والدتها، حيث تزوجها والدها الملك رمسيس الثاني، وحملت لقب الزوجة الملكية، كما كانت كاهنة للربة حتحور، وتتولى إقامة الشعائر لها، وجاء اسمها ميريت آمون أي حبيبة آمون.
الملك امنحوتب الاول :..
امنحوتب الأول هو الابن الثاني للملك أحمس الأول والملكة أحمس-نفرتاري، واستغرق حكمه كما ذكر مانيتون عشرين عاما.
وعند وفاة أحمس الأول أصبحت أحمس نفرتارى الوصي لابنها امنحوتب الأول حتى تمكن من بلوغ السن وان يصعد إلى العرش، ومن المعروف انها كانت لا تزال على قيد الحياة خلال السنة الأولى من عهد تحوتمس الأول وهكذا يبدو أنها كانت لا تزال على قيد الحياة بعد ابنها أمنحوتب الأول.
بعد توليه الحكم مباشرة قام بالدفاع عن حدود مصر الغربية حيث أنتهز الليبيين فرصة وفاة أحمس لغزو الدلتا فتوجه اليهم أمنحتب على رأس جيشه وهزم الليبيين وحلفائهم. إتجه بعد ذلك امنحتب الأول بجيشه إلى النوبة لظهور التمرد والعصيان بها وأستطاع تأمين حدود مصر الجنوبية والقضاء على العصيان، وقام بعدة حروب في آسيا.
وأهتم امنحتب بالشئون الداخلية للبلاد ووجه إليها جهوده، وتميز عصره بالأستقرار والرخاء، وأصدر قانونا بمنع السخرة وبوضع المعايير العادلة للأجور والحوافز
استعاد أحمس الأول صلات مصر بتجارة الشمال والجنوب أي تجارة أهل الشام وكريت ثم تجارة بلاد النوبة واستقرت أحوال مصر في عهد امنحوتب الأول وخرج على رأس جيشه إلى ما وراء الحدود المصرية في الشمال والجنوب والغرب فقد قام بثلاثة حملات إلى النوبة بحيث توغل في الجنوب حتى وصل إلى الشلال الثالث للنيل لتوسيع حدود مصر إلى هناك وإلى الشمال قام بحملات إلى سوريا وفلسطين وفي الغرب قام بحملة ضد الليبيين
كان أمنحتب مهتما بالفن والعمارة وقد بدأ في بناء معبد في الكرنك وأبيدوس وله العديد من الآثار في مصر العليا في الفنتين وكوم أمبو والكاب (تقع على مسافة 83 كم جنوب الأقصر على الشاطئ الأيمن للنيل وكانت مركزا دينيا هاما وعاصمة الإقليم الثالث في مصر العليا)، وشيد معبدا تكريما لوالده أحمس الأول في العربة المدفونة، وله آثار بالقرب من جبل سلسلة بين الأقصر وأسوان، وكان أمنحتب أول من قام بفصل المعبد الجنائزى عن القبر وذلك لحماية قبره من اللصوص والمخربين، وقد اعتبر امنحتب وأمه نفرتارى إلهين لجبانة طيبة.
الملك تحتمس الاول :..
تحتمس الأول أو تحوتمس الأول الفرعون الثالث خلال الأسرة الثامنة عشر. اعتلى العرش وهو قد جاوز الأربعين من عمره بعد وفاة الفرعون أمنحتب الأول. خلال فترة حكمه، كان يقوم بحملات في عمق بلاد الشام والنوبة، ودفع حدود مصر إلى أبعد من أي وقت مضى. بنى أيضًا العديد من المعابد في مصر وبنى لنفسه مقبرة في وادي الملوك، فهو أول من قرر ألا يدفن في هرم أو ما شابه، وفضل أن يدفن في مكان بعيد (ربمَّا يكون أمنحتب قد سبقه في ذلك). خلفه ابنه تحتمس الثاني، وشقيقته حتشبسوت التي شاركت تحتمس الثاني في الحكم لفترة. تؤرخ لحقبته عمومًا 1506-1493 ق.م، ولكن أقلية من العلماء تشعر بأن الملاحظات الفلكية المستخدمة لحساب الخط الزمني من السجلات المصرية القديمة في عهد تحتمس الأول من مدينة ممفيس وليس من طيبة ،وترجح أن حكمه كان في الفترة من 1526 ق.م إلى 1513 ق.م.
يُعتقد أن والد تحتمس هو أمنحتب الأول. والدته سنسنب، من أبوين خارج العائلة المالكة وربما كانت الزوجة غير الرئيسية أو السُّرية أحمس، التي حملت لقب الزوجة الملكية (ملكة) لتحتمس، ربمَّا كانت ابنة أحمس الأول وأخت أمنحتب الأول؛ومع ذلك، لم تكن تلقب أبدًا تحت سمى "ابنة الملك"، لذلك هناك بعض الشك حول هذا الموضوع، ويعتقد بعض المؤرخين أنها كانت أخت تحتمس.وعلى افتراض أنها كانت مُنْتَسِبه لأمنحتب، فإن زواجها من تحتمس كان من أجل ضمان وراثة العرش. لكن، لن يكون هذا هو الحال لسببين. أولًا، مبنى أمنحتب في الكرنك يشرك اسم أمنحتب مع اسم تحتمس أيضًا وكان ذلك قبل وفاة أمنحتب.ثانيًا، أول أبناء تحتمس من أحمس، آمون مس، على ما يبدو أنه ولد قبل فترة طويلة من تتويج تحتمس. ويمكن ملاحظته على اللوحة التذكارية من العام الرابع له في الحكم يصطاد بالقرب من ممفيس، وأصبح "قائد جيش والده" في وقت ما قبل وفاته، والذي قد لا يتجاوز وفاة تحتمس في العام الثاني عشر له في الحكم.كان لتحتمس من الملكة أحمس ابن آخر، واج مس، وابنتان، حتشبسوت ونفروبتي. توفي واج مس قبل والده، وتوفيت نفروبتي وهي رضيعه. كان لتحتمس ابن واحد من الزوجة الأخرى، موت نفرت. خلفه هذا الابن وعرف باسم تحتمس الثاني، الذي زوجه تحتمس الأول من ابنته، حتشبسوت. سجلت حتشبسوت لاحقًا أن تحتمس ولى العرش إلى كل من تحتمس الثاني وحتشبسوت. ويعتبر هذا دعاية من قبل أنصار حتشبسوت لإضفاء الشرعية على أحقّيتها بالعرش عندما تولت السلطة لاحقًا.
سُجل شروق نجمي لنجم سيريوس إبان فترة حُكم سلف تحوتمس، أمنمحتب الأول، والذي أورخ له بـ1517 ق.م، وبفرض أنها لوحظت في طيبة.
في عام وفاة أمنحتب تويج تحتمس كفرعون، ويمكن أن يكون ذلك بسبب نسبه للفرعون المتوفي، ويؤرخ لذلك معظم الباحثين بعام 1506 ق.م. بالرغم من ذلك، لو كانت الملاحظة بمنف أو أون، كما يرجع لذلك اقلية من الباحثين لتوج تحتمس في 1526 ق.م. سجل مانيتون أن حقبة تحتمس استمرت 12 عام و9 شهور (أو 3 سنوات).
دُعمت هذه البيانات بنقشين مؤرخين من العام الثامن أو التاسع من عهده موضوعه خرطوشة وجدت منقوشه على كتلة حجرية في الكرنك. طبقًا لذلك، عادة ما يؤرخ العلماء لعهد تحتمس من 1506 ق.م إلى 1493 ق.م في التسلسل الزمني المنخفض، ولكن أقلية من العلماء تؤرخ له من 1526 ق.م إلى 1513 ق.م.
بعد تولي تحتمس الحُكم، تمردت النوبة ضد الحكم المصري. فوفقًا لسيرته الذاتية من مقبرة أحمس بن إبانا، سافر تحتمس إلى أعلى نهر النيل وقاتل شخصيًا في المعركة، وقتل الملك النوبي.
بعد الانتصار، قام بتعليق جسد الملك النوبي على مقدمة مركبه، قبل أن يعود إلى طيبة.
بعد تلك الحملة، قاد حملة ثانية ضد النوبة في عامه الثالث وفي أثنائها أمر بتجريف القناة عند الجندل الأول ـ التي قد بُنيت في عهد سيزوستريس الثالث من الأسرة الثانية عشر - من أجل تسهيل تدفق المياة التي تسير ضِدُّ التَّيَّار من مصر إلى النوبة. ساعد هذا في اندماج النوبة في الإمبراطورية المصرية.
سُجلت هذه الحملة على نقشين منفصلين من قبل ابنه توري:
تحوتمس الأول العام الثالث، الشهر الأول من الموسم الثالث، يوم 22، وتحت حكم جلالة ملك مصر العليا والسفلى، عح خبري الذي يُعطى الحياة. أمر جلالة الملك بحفر هذه القناة بعد أن وجد أنها توقفت عند الحجارة [بحيث] لم [تبحر السفينة فيه]؛ السنة 3، الشهر الأول من الموسم الثالث، يوم 22. أبحر جلالته خلال هذه القناة وبقوة عودته بعد الإطاحة بالصُعْلُوك الكوشي.
في السنة الثانية من عهد تحتمس، وقطع الملك لوحات تذكارية في طومبس (بالنوية)، الذي يسجل أنه بنى قلعة في طومبس، بالقرب من الشلال الثالث، وبالتالي تمدُد الوجود العسكري المصري، الذي توقف سابقًا في بوهين، عند الشلال الثاني بشكل دائم.
هذا يدل على أنه خاض بالفعل حملة على سوريا؛ ومن هنا، ربما وقعت حملته على سوريا في بداية عامه الثاني بالحكم.
كان الحملة الثانية ابعد ما وصل إليه حاكم مصري بحملة من جهة الشمال. على الرغم من أنه لم يعثر عليها في العصر الحديث، فقد وضع على ما يبدو حتى لوحة تذكارية عندما عبر نهر الفرات.
خلال هذه الحملة، أعلن الأمراء السورين الولاء لتحتمس. بعد عودته، أوقف الضريبة المفروضه وبدأ إنشاء التحصينات ضد الغارات في المستقبل.
احتفل تحتمس بانتصاراته باصتياده للفيله في منطقة نيا [الإنجليزية]، بالقرب من أفاميا بسوريا،وعاد إلى مصر مع حكايات غريبة من الفرات، "أن المياه مقلوب وتتدفق من المنبع بدلًا من أن تتدفق من المصب"، وبات نهر الفرات يُعرف "المياه المعكوسه".
واجهه تحتمس تهديد عسكري بتمرد نوبي آخر في سنته الرابعة..
توسعت نفوذه حتى أقصى الجنوب، تم العثور على نقشًا يعود إلى فترة حكمه جنوبًا إلى كاراجوس، جنوب الشلال الرابع.
بدأ خلال فترة حكمه عددًا من المشاريع التي انتهت فعليا باستقلال النوبة على مدى السنوات الـ 500 المقبلة. وسع معبد لسنوسرت الثالث وخنوم، في الجهة المقابلة للنيل من سمنة.
عين أيضًا رجل يدعى الطيري بمنصب نائب الملك في كوش، والمعروف أيضا باسم "ابن الملك في كوش".
مع ممثل مدني للملك بشكل دائم في النوبة نفسها، لم تثور النوبة بعد ذلك وتمت السيطرة بسهولة من قبل الملوك المصريين في المستقبليين.
بعد أن توسعت حدود ملك تحتمس الأول، قام بالاحتفال بما حققه من انتصارات فبنى قاعة فسيحة في معبد آمون بعد قيامه بتجديد وتعمير المعبد في طيبة.
وأقام مسلتين أمام البوابة الرابعة في معبد آمون لا تزال إحدهما قائمة بمعبد الكرنك، وقد صُنعتا من الجرانيت الذي أحضره تحتمس من مصر العليا محملا على قارب طوله حوالي 60 مترا وعرضه حوالي 22 مترا ويحمل كتلتان هائلتان من الجرانيت تبلغ كل منهما حوالي 22 متر طولا ومترين حول القاعدة وتزن حوالي 143 طن، كما شيد الصرحان الرابع والخامس في معبد الكرنك.
ومن لوحة أبيدوس يبدو أن تحتمس أضاف إلى معبد أوزوريس، وله آثار في الجيزة والفنتين وأرمنت ومنف وفي سيناء في منطقة شرابة الخادم.
الملك تحتمس الثاني :..
تحتمس الثاني الفرعون الرابع من الأسرة الثامنة عشرة من مصر القديمة خلال عصر الدولة الحديثة.شيّد بعض الآثار الطفيفة وقام بحملتين طفيفتين لكنه لم يفعل شيئا آخر خلال فترة حكمه وربمًا كان يتأثر بقوة زوجته حتشبسوت. تأريخ حكمه خلال 1493-1481 ق.م. عثر على جثة تحتمس الثاني في مخبأ بالدير البحري فوق المعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت ويمكن مُشاهدتها في المتحف المصري في القاهرة.
أعتلى العرش بعد موت والده وتزوج من أخته غير الشقيقة حتشبسوت ،وحدث أن مرض تحتمس الثاني بمجرد اعتلائه للعرش، ولما لم يكن لهُ أبناً في ذلك الوقت فقد قامت زوجته وأخته حتشبسوت بالحكم من وراء الستار.
قام تحتمس الثاني بعد توليه الحكم بالقضاء على العصيان والتمرد في كوش بالنوبة ونصب لوحة بانتصاراته عند الشلال الثالث. وقد عمد إلى تأمين حدود مصر الشرقية ومناجم النحاس في سيناء، كما قام بحملة إلى سورية على البدو (شاسو) الذين يعيشون على الحدود السورية، وكانت فلسطين منطقة نفوذ المصريين وكان الحال فيها آمنا على وجه العموم، حيث أن المصريون لم يتدخلوا في شؤون عبادات سكان بلاد الفتوحات.
حكم تحتمس الثاني لفترة قصيرة وعلى الرغم من قصر مدة حكمة، إلا أنه عُثر على لوحتين بجوار الشلال الثالث كانت نتيجة للحملة الحربية التي شنها ضد النوبيين.، وهم بمثابة تأكيد لوصول نفوذه إلى نفس المكان الذي وصل إليه نفوذ من سبقوه من الملوك. ولكنه توفى بعد فترة وجيزة من وضع اللوحات.
كما ساهم تحتمس الثاني في البناء لمعبد الكرنك حيث أقام البوابة الثامنة ونحت تمثالين له أمام هذه البوابة، واقام معبد في شمال مدينة هابو بالأقصر أكمله ابنه تحتمس الثالث، كما توجد له آثار في معبد قمة وفي سمنه بالنوبة، كما وجد له تمثال في الفنتين.
الملكة حتشبسوت :.
غنمت امون حتشبسوت، هي ملكة حاكمة مصرية قديمة، وهي الخامسة ضمن تسلسل ملوك الأسرة الثامنة عشرة، حكمت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني كوصية على الملك الصغير تحتمس الثالث في البداية ثم كملكة وابنة الإله آمون بعد أن نشرت قصة نقشتها في معبدها بالدير البحري تقول فيها إنها كانت نتيجة لقاء حميم بين آمون وأمها الملكة أحمس، ويخلط مانيتون في ترتيبها فيضعها بعد أمنحتب الأول في منتصف الأسرة الثامنة عشرة.
حتشبسوت) ، أشهر الملكات اللاتي حكمن مصر، وأقواهن نفوذًا؛ فقد كان حكمها نقطة بارزة ليس في تاريخ الأسرة الثامنة عشرة فحسب، بل وفي تاريخ مصر القديم كله.
حتشبسوت هي خامس ملوك الأسرة الثامنة عشرة المصرية القديمة، ويعتبرها علماء المصريات واحدة من أنجح ملوك المصريين القدماء.
ويعنى اسمها: خليلة آمون المفضلة على السيدات، أو خليلة آمون درة الأميرات.
ميلادها وعائلتها عدل ولدت حتشبسوت في عام 1508 قبل الميلاد، وهي الابنة الكبرى للملك (تحوتمس الأول) ، والملكة (أحمس) .
ويعتبر الملك (أحمس الأول) صاحب الانتصار العظيم في تحرير مصر من الهكسوس ، هو الجد الأكبر لحتشبسوت، ومؤسس الأسرة الثامنة عشر الفرعونية التي تنتمي إليها.
ولقد كانت (حتشبسوت) الوريثة الشرعية لعرش البلاد، حيث لم يكن هناك وريث شرعي من الذكور، ولكن كان لها أخ غير شقيق من أبيها هو (تحوتمس الثاني)، من زوجة ثانوية تدعى (موت نفرت) .
تعليمها تلقت حتشبسوت تعليماً عن علوم الأخلاق والسلوك الصحيح، بالإضافة إلى القراءة والكتابة، والحساب والفلسفة، والطقوس الدينية، وقواعد اللغة والإنشاء.
ولقد كان عليها أن تثابر على نقل وتعلم الحكم المأثورة عن الحكماء المصريين القدماء ، كأي فرد من زملائها، مثل أخيها غير الشقيق (تحوتمس الثاني) ، والأمراء والأميرات الصغار، وعدد من أبناء الوزراء والأسر النبيلة ؛ وما من شك في أنها كانت تخشى المعلم الذي كان يلقنها الدروس، وتخشى أساليبه العنيفة مع تلاميذه مهما كانت منزلتهم، ولقد كان هذا مثالاً للعدالة التي تطبق على الجميع بالتساوي بدون خوف أو محاباة، والتي أصبحت جزءاً أساسياً في حياة المجتمع المصري في ذلك الوقت، ولم يكن لحتشبسوت أن تطالب بأي امتيازات خاصة في معاملتها، وقد كانت المدرسة الملكية قي بيت فرعون كغيرها من مدارس البلاد، تبدأ في الصباح الباكر وتنتهي عند الظهيرة، كما تفعل الكثير من مدارس مصر في الوقت الحاضر.
زواجها تزوجت حتشبسوت من أخيها غير الشقيق (تحتمس الثاني) ، على عادة الملوك الفراعنة، الذي لم يكن أمامه كي يقبض على صولجان الحكم سوى أن يتزوج من حتشبسوت، وأنجبت منه ابن وبنتان، فأما الابن فمات في طفولته، ولم يبق اسمه على أي أثر من الآثار، وأما الابنتان فاسمهما (نفرو رع) ، و(مريت رع حتشبسوت) .
وقد أنجب زوجها (تحوتمس الثاني) ، ابنه (تحوتمس الثالث) ، من أحد محظيات البلاط الملكي، والتي كانت تدعى (إيزة)
.توليها الحكم لم يكن الطريق ..:ممهداً أمام حتشبسوت، ومفروشاً بالورود كي تصل إلى الحكم، فقد واجهت بكل إصرار وعناد مجتمعاً وسلطة دينية ذكورية، أبت أن ترى الحاكم إلا في صورة رجل.
بدأت حتشبسوت وقتاً عصيباً من حياتها وهي في عمر العشرين، عند وفاة والدها (تحوتمس الأول) ، فقد كانت من قبل شريكة مع أبيها في الحكم، والوريثة الشرعية للعرش ؛ لذا فإنه كان من المعقول أن تكون هي الفرعون الذي يلي تحوتمس الأول على العرش. لكن، تقاليد البلاط ودسائس الكهنة بدأت تتدخل في الأمور لأن فكرة حكم امرأة ووضع جميع السلطات في يدها كان أمراً على غير هواهم ؛ لهذا السبب كان من المحتم أن يشرك معها أخوها غير الشقيق (تحوتمس الثاني) في الحكم، ذاك الشخص النحيل واهن الصحة، قليل الخبرة بإدارة شؤون البلاد، وأن يكون شريكاً معها في الملك كفرعون للبلاد، بينما تصبح هي زوجة ملكية لا أكثر من هذا.
ولم يكن هناك فائدة ترجى من وراء الاحتجاج، فقد كانت كل الظروف ضدها، وبدئوا يعدون لزواجها من تحوتمس الثاني وبهذا حصل تحوتمس الثاني على شرعية الحكم، ولسنا نعرف إلا القليل عن فترة حكمه قصيرة المدة، اللهم إلا ثورة قامت في الجنوب. ولكنه، بدلاً من أن يقود الجيش بنفسه ويسير إلى الأعداء كما كان يفعل أبوه، أعطى تعاليمه لجنوده أن يكونوا قساة لأبعد درجة عن الخارجين عن حكمه.
كان تحوتمس الثاني شخصاً ضعيفاً وربما كان مريضاً في نفس الوقت، وكانت في الحقيقة حتشبسوت هي التي تدير أمور الدولة، وتحكم البلاد باِسمه من وراء ستار، وكانت صاحبة الأمر والنهي، وبعد وقت قصير أصبح واضحاً أنه سائر في طريق الموت، وأخذ رجال البلاط وكبار الموظفين يتساءلون ما الذي سيحدث عندما يموت ؟ لم يكن هناك أمير آخر يستطيع أن يخلفه على العرش، كما لو أنها ستحكم البلاد في النهاية بمفردها، بينما سُر أصدقاؤها الذين يعرفون قدرتها وقوتها من هذه الفكرة، وكانوا على أتم استعداد ليخدموها بإخلاص عندما يحين الوقت.
لكن، زوجها (تحوتمس الثاني) كان يريد أن يمنح ابنه (تحوتمس الثالث) ، حق تولي العرش من بعده، وقد كان هناك شخصاً يدبر المؤامرات مع معبد آمون بالكرنك، مثيراً الشعور العام بين الكهنة والناس ضد فكرة قيام امرأة بحكمهم، وقد كان هذا الشخص هو (تحوتمس الثالث) نفسه، الذي كان يعيش في المعبد كأحد كهنته.
لقد مات تحوتمس الثاني عام 1501 قبل الميلاد، وفي أحد الأيام بعد موته بوقتٍ قصير، وعندما كانت حتشبسوت في المعبد لتشهد احتفالاً يخرج فيه موكب الإله آمون ، وقفت المحفة التي كانت تحمل تمثال (آمون) ، أمام كاهن صغير، وأبت أن تتزحزح بعد ذلك، ووافق جميع الحاضرين على أن ما حدث ليس إلا علامة بأن آمون قد اختاره ليشاركها الحكم.
وقد كان هذا الكاهن الذي وقفت محفة (آمون) أمامه، هو (تحوتمس الثالث) ابن زوجها المتوفى.
وفي اليوم الثالث من شهر مايو 1501 قبل الميلاد، ترك تحوتمس عمله كأحد صغار الكهنة في معبد آمون، ليدخل القصر الملكي للفراعنة، وقد كان عمر حتشبسوت في ذلك الوقت أربعاً وثلاثين سنة، ومنذ اليوم الأول وسادت بينهم المنافسة والمرارة، ولم تلبث حتشبسوت إلا وأن جمعت حولها مناصرين وكونت حزباً مناصراً لها، ولم يلبث هذا الحزب إلا وقتاً قليلاً حتى اشتد نفوذه، وأصبح قوياً لدرجة أن الفرعون الذي لم تكن لديه الخبرة الكافية أصبح عاجزاً عجزاً تاماً عن حكم البلاد، واضطر لإخلاء المكان لحتشبسوت.
وأخيراً تم إعلان حتشبسوت في عام 1478 قبل الميلاد، ملكاً على الصعيد والدلتا ، وحكمت مصر وممتلكاتها في الخارج وحدها كفرعون.
وفي أغاني المديح التي كانت تغني في مدحها، كانوا يسمونها (حورس الأنثى) ، وأضافوا علامة التأنيث في آخر الكلمة التي تدل على (الجلالة) .
ولقد كانت الخانات الملكية التي كتب اسم حتشبسوت في داخلها، والتي تظهر على جدران الدير البحري والكرنك وفي غيرها من الأماكن في مصر صريحة في معانيها، فقد أضيف بجوار اسمها (ملك الصعيد والدلتا، ابنة الشمس، صديقة آمون حتشبسوت، حورس الذهبي، مانحة السنين، إلهة الاشراقات، هازمة جميع البلاد، التي تحيي القلوب، السيدة القوية) .
ولقد كانت هذه اللحظة هي لحظة النصر بالنسبة لها، ويقدر المؤرخ المصري القديم (مانيتون) ، فترة حكمها بـ 21 سنة، وتسعة أشهر.
وقد يثار هنا تساؤل ماذا فعلت حتشبسوت بتحوتمس الثالث، بعد أن أطاحت به، وقد يظن البعض أنها قتلته أو نفته لمكان بعيد عن مصر. لكن، الحقيقة أنها عهدت إلى تربية وتعليم هذا الفرعون الذي كان قبل ذلك كاهناً صغيراً في السن تربية عسكرية، وعلمته فنون إدارة الدولة، ليقود بعض الحملات العسكرية ضد الثائرين على الحكم المصري خارج البلاد في أواخر حكمها، وقد تولى الحكم بعد موتها، بعد زواجه من ابنتها (مريت رع حتشبسوت) ، مما أعطى له شرعية الحكم، وقد كان من أقوى الفراعنة المحاربين الذين حكموا مصر، وكون أول وأقوى امبراطورية مصرية عرفها التاريخ.
أعمالها في فترة حكمها :.. - اتسمت فترة حكم حتشبسوت بالسلام والرفاهية، وتميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار، وتحت صولجان الفرعون المرأة استطاعت مصر أن تغتني وتزدهر، فقد أعادت فتح المحاجر والمناجم التي أهملت لفترة طويلة، وخاصةً مناجم النحاس والملاخيت في شبه جزيرة سيناء، فقد كان قد توقف العمل في تلك المناجم في فترة حكم الهكسوس لمصر وما تلاه، ومازلنا نجد في سيناء لوحة عليها كتابة توثق هذا العمل، وتمجد ما فعلته.
ونشـّطت حتشبسوت كذلك حركة التجارة مع جيران مصر حيث كانت التجارة في حالة سيئة خصوصا في عهد الملك تحتمس الثانى، وأعادت استخدام قناة تربط بين النيل عند نهاية الدلتا بالبحر الأحمر، حيث قامت بتنظيف هذه القناة بعد أن حفرها المصريون أيام الدولة الوسطى، وذلك لتسيير أسطول مصر البحري بها ليخرج إلى خليج السويس وبعدها إلى مياه البحر الأحمر. وأمرت ببناء عدة منشآت بمعبد الكرنك، كما أنشأت معبدها في الدير البحرى بالأقصر.
اهتمت حتشبسوت بالأسطول التجارى المصرى فأنشأت السفن الكبيرة ، واستغلتها في النقل الداخلى لنقل المسلات التي أمرت بإضافتها إلى معبد الكرنك تمجيدا للإله آمون ، وفي بعثات التبادل التجارى مع جيرانها، واتسم عهدها بالرفاهية في مصر ، وزاد الإقبال على مواد ترفيهية أتت بها الأساطيل التجارية من البلاد المجاورة، ومن أهمها البخور والعطور والتوابل والنباتات والأشجار الاستوائية والحيوانات المفترسة والجلود.
- بعثة المحيط الأطلسى:أرسلت الملكة حتشبسوت أسطولًا كبيرًا إلى المحيط الأطلسى ، وازدهرت التجارة مع المحيط الأطلسى لاستيراد بعض أنواع السمك النادر.
بعثة بلاد بونت: أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة في البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية مثل البردى والكتان إلى بلاد بونت (الصومال حاليا ، وجنوب اليمن)، فاستقبل ملك بونت البعثة استقبالا جيدا، ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات المفترسة والأخشاب والبخور والأبنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة. وصورت الملكة حتشبسوت أخبار تلك البعثة على جدران معبد الدير البحرى على الضفة الغربية من النيل عند الأقصر ، ولا تزال الألوان التي تزين رسومات هذا المعبد زاهرة ومحتفظة برونقها وجمالها إلى حد كبير.
بعثة أسوان: أيضا صورت على جدران معبد الدير البحرى وصف بعثة حتشبسوت إلى محاجر الجرانيت عند أسوان لجلب الأحجار الضخمة للمنشآت، وقامت بإنشاء مسلتين عظيمتين من الجرانيت بأسوان تمجيدا للإله أمون يبلغ كل منهما نحو 35 طنا، ثم تم نقلهما على النيل حتى طيبة وأخذت المسلتان مكانهما في معبد الكرنك بالأقصر، وعند زيارة نابوليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1879 أمر بنقل إحدى المسلتين إلى فرنسا، وهى تزين حتى الآن ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس.
ويعجب المؤرخون والمهندسون حتى يومنا هذا بقدرة المصريين على نقل تلك المسلتين من أسوان إلى الأقصر، فعملية تحميل المسلتين على السفن ثم نقلهما على النيل وإنزالهما على البر، ثم نقلهما على الأرض إلى مكان تشييدهما ليست بالسهلة على الإطلاق، وما يفوق ذلك أيضا هو تشييد المسلتان في المكان المختار لهما بالضبط أمام الصرح الذي شيدته الملكة حتشبسوت بمعبد الكرنك على بعد أمتار قليلة من الصرح، ولا يزال المهندسون حتى الآن يضعون النظريات للطريقة التي اتبعها المهندس المصرى القديم للقيام بهذا العمل الجبار، ليس هذا فقط، فقد أصدرت حتشبسوت أوامرها بإنشاء مسلة تعتبر أكبر مسلة في تاريخ البشرية مكونة من قطعة واحدة من الحجر تزن فوق 1000 طن لوضعها بمعبد الكرنك، إلا أن المهندسين المصريين القدماء تركوها بعدما اكتشفوا فيها شرخا يحول دون استخدامها. ويزور حاليا سياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة أعجوبة تلك المسلة غيرالكاملة التجهيز في محجر أسوان، ويسألون أنفسهم: كيف أراد المصريون القدماء نقل هذه المسلة العملاقة إلى معبد الكرنك؟ ويصف أحد علماء المصريات الألمان طرق تقطيع الحجر أن المصريين القدماء كانوا يتعاملون مع الحجر كما لو كان زبدا، وفعلا يمكن مشاهدة ذلك في محجر أسوان ، وتسمى الآن بـ (المسلة الناقصة) .
حملات عسكرية كان السائد في عصر حتشبسوت ، هو السلام والرفاهية وازدهار الحركة التجارية مع دول الجوار، فلم تكن تميل إلى سياسة الغزو الخارجي. لكن ، سجلت بعض الحملات العسكرية القليلة في عهدها ، التي جاء أغلبها حملات تأديبية ، بالإضافة إلى حملة عسكرية واحدة مسجلة عن عهد حتشبسوت قام بها تحتمس الثالث وهي الاستيلاء على غزة وكان ذلك بالقرب من نهاية حكمها. وبعض المخطوطات مثل مخطوط وجد في مقبرة سنّموت (Senenmut (TT71 تفصح عن حملات تأديبية في النوبة وبعض البلاد الأخرى التي كانت تحت السلطة المصرية ، كما الآتي:
حملة تأديبية على النوبة في بداية حكمها، وقامت بها حتشبسوت. ورد ذلك في مخطوط لرئيس الخزانة تيي Tij. حملة تأديبية على سورية وفلسطين، طبقا لمخطوط في الدير البحري، مضافا إليها حملة ضد تمرد في النوبة حملة ضد تمرد في النوبة في العام 20 من حكمها (مكتوبة على لوحة تومبوس Tombos.) حملة تأديبية على ماو Mau بالقرب من منطقة فرقة Firka بين السنتين 20 و22 من حكمها.
سر ظهور حتشبسوت بملابس الفراعنة الذكور لم تشأ حتشبسوت أن تبتدع جديداً في مظهر الفرعون الحاكم التي ألفها الناس لعقود طويلة ، فعلى الرغم أنه في بداية حكمها كانت تصور كامرأة بكامل زينتها إلا أنه في وقت لاحق أصبحت مثالاً على الفرعون القوي ذو العضلات ، الذي يضع لحية مستعارة. فقد أخذت تلبس ملابس تشبه ملابس من سبقها من الفراعنة الرجال في الاحتفالات الرسمية ، كما ظهرت في بعض تماثيلها بذقن مستعارة كما هو المألوف في تماثيل الفراعنة.
وإن كان هذا لم يقلل من كون حتشبسوت ، كانت تمتلك كل صفات الأنثى الجميلة ، فقد كانت ذات بشرة خمرية لطيفة ، وأنف معقوف قليلاً ، ووجه مستدير.
وكانت تحب الزهور والحدائق والأشجار ، وكل شيء ذو أريج ، زاهي الألوان.
هل كانت هناك قصة حب بين الملكة والمهندس"سنّموت" ؟ لقد كان "سنموت" لغزاً مثيراً في حياة حتشبسوت ، ذلك المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري ، والذي منحته 80 لقباً ، والذي كان يتولى تربية وتعليم ابنتها الأميرة الصغير (نفرو رع) ، وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته ، ليكون قريباً منها في الحياة الأخرى ، كما كان قريباً منها في الدنيا. أما هي فقد كانت تقدر نبوغه وقوة شخصيته، لدرجة جعلها تسمح له ببناء مقبرته في حرم معبدها ليجاورها في مماته كما كان يفعل في الدنيا.
وإذا جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت بين الاثنين سنموت وحتشبسوت ، بعد وفاة زوجها. لكن ، هذا ليس مؤكداً ، وقد تكون مجرد علاقة احترام متبادل.
والمهندس الملكي سنموت ، هو من شيد لحتشبسوت أجمل معبد جنائزي بني لملكة في التاريخ سواء القديم أو الحديث وهو معبد الدير البحري ، الذي شيده في حضن الجبل الغربي ، وجاء بناؤه بالحجر الجيري الأبيض الملكي المجلوب من طرة، وعلى هيئة صالات ثلاث تعلو الواحدة الأخرى ، لكي ترتقيها روح الملكة وتصعد بها إلى السماء لتخلد مع النجوم.
وفاتها :.. توفت حتشبسوت في 10 من الشهر الثاني لفصل الخريف ، والذي يوافق (14 يناير 1457 قبل الميلاد) خلال العام 22 من فترة حكمها ، كما جاء ذلك في كتابة على لوحة وجدت بأرمنت.
ولقد تم التحقق من مومياء حتشبسوت ، أن علامات موتها هي علامات لموت طبيعي ، وأن سبب موتها يرجع إلى اصابتها بالسرطان أو السكري.
وقبر حتشبسوت موجود في وادي الملوك ويرمز له بالرقم KV20 ، وربما قامت حتشبسوت بتوسيع مقبرة أبيها لكي تستعملها، وقد وجد تابوتها موجوداً بجانب تابوت أبيها.
ومؤخراً التقطت لمومياء الملكة حتشبسوت صورة تظهر فيها باسمة حالمة وادعة؛ كمن أدى رسالته على أكمل وجه ، وأخيراً استراح. والطريف في الصورة أيضاً أن الملكة كانت تتمتع بشعر ناعم ملون جميل؛ يظهر بوضوح في الصورة أيضاً، وهذا يدل على أن علم التحنيط الذي أبدعه المصريون القدماء سراً عظيماً لو أكتشف؛ قد يغير مظاهر الدفن في العالم بأسره.
ومهما يكن من أمر الملكة "حتشبسوت" فإنها واحدة من قليلات من السيدات في العالم القديم ممن وصلن إلى قمة الإدارة في بلادهن ، ولقد بذلت كل الجهد لتقنع الرجل في عهدها بأن يقبلها كإمرأة تحكمه ، وسواء أقنعت "حتشبسوت" الرجال في مصر في ذلك الوقت بحكمها ، أم لم تقنعهم ، فإن ما فعلته كان أعظم بكثير مما فعله بعض الملوك الرجال.
حتشبسوت (تعني: من أبرز السيدات النبيلة؛ 1508-1458 ق.م.) كانت الفرعون الخامس من عصر الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة. يعتبرها علماء المصريات واحدة من أنجح الفراعنة، حامله للقب أطول من أي امرأة أخرى في الأسر المصرية. تميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار. وهي الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحوتمس الأول وأمها الملكة احموس . وكان أبوها الملك قد أنجب ابنا غير شرعيا هو تحتمس الثاني . وقد قبلت الزواج منه على عادة الأسر الملكية ، ليشاركا معا في الحكم بعد موته، وذلك حلا لمشكلة وجود وريث شرعي له.
عائلتها :.. هذه الملكة تركت ألغازا كثيرة وأسرارا وربما يكون أكثر تلك الألغاز إثارة شخصية "سنموت" ذلك المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري والذي منحته 80 لقبا. وكان مسؤولا عن رعاية ابنتها الوحيدة وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته. وإذا جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت الاثنين سنموت وحتشبسوت فإنهما الملكة وخادمها أيضا قد شاركا في "حياة أسطورية" ، وانتهى كل منهما نهاية غامضة لا تزال لغزا حتى الآن.
( كانت حتشبسوت زوجة الملك تحتمس الثاني (حوالي 1512 ق.م - 1504 ق.م) من السلالة الثامنة عشر ، ويبدو أن زوجها أُطيح به طوال بضع سنين ، ولكنهما عادا إلى العرش سنة 1493 قبل الميلاد ، وطوال السنوات ال12 التالية كرّست كل قواها وموارد مصر لإنشاء الطرق ، وتشييد المنازل ، والمعابد ، ولتحسين الأحوال البلاد الداخلية ، ومحاولة إبقاء مصر بعيدة عن الحرب مع جاراتها ، ومن أعظم أعمالها ضريح لزوجها في وادي الملوك ، بالقرب من طيبة ، وكانت ترعى كذلك الفنانين والحرفيين ، وكان لها ابن هو امنحوتب الثاني (حوالي 1447 ق.م - 1420 ق.م)
حكمها اشتهر حكم حتشبسوت بالسلام والازدهار حيث كانت تحاول أقصى وسعها لتنمية العلاقات وخاصة التجارية مع دول الشرق القديم لمنع أية حروب معهم.