تحذيرات من بطء توزيع اللقاح في أوروبا مع سرعة انتشار طفرات كورونا
نور ادريس
يتسارع انتشار السلالات الجديدة لفيروس كورونا شديدة العدوى في أوروبا متجاوزة وتيرة حملات التلقيح ضد الفيروس، ما يجبر الحكومات على تمديد أو تشديد القيود على المجتمع المدني والشركات لمنع ارتفاع معدل الإصابات قبل نهاية فصل الشتاء.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الاتحاد الأوروبي يشهد نقصاً في إمدادات اللقاح، حيث تم تطعيم 4.8% فقط من الأوروبيين منذ أواخر ديسمبر، ما يعني أن القارة لم تبدأ حتى السباق ضد الطفرات الفيروسية التي يقول العديد من الخبراء إنها ستحدد السياسية الصحية في الأشهر أو السنوات القادمة.
وتشهد معظم الدول الأوروبية انخفاضاً ثابتاً في الإصابات بعد شهور من الإغلاق، ومع ذلك فإن انتشار السلالات الجديدة التي تم تحديدها لأول مرة في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا والبرازيل، تتسارع في الانتشار.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يعتقد أن السلالات الثلاثة المنتشرة في أوروبا يمكن نقلها بسهولة، وربما هي أكثر خطورة من الفيروس الأصلي الذي لا يزال يشكل غالبية الحالات في أوروبا، كما أن هناك أدلة متزايدة على أن بعض السلالات قد لا تستجيب مع اللقاحات المصرح بها حالياً في المنطقة وفقاً للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
والسلالة التي تم تحديدها لأول مرة في بريطانيا، تمثل 96% من العينات الفيروسية التي تم فحصها في 3 مختبرات رئيسية بحلول أوائل فبراير.
وفي الدنمارك تمثل السلالة البريطانية المتحورة 27% من العينات الفيروسية، وفي فرنسا أكثر من 13% بينما في البرتغال 45%.
وفي إيطاليا تمثل نحو 18% من الإصابات الجديدة، وفقاً لمسح أجراه المعهد الوطني الإيطالي، والذي يقدر أن السلالة البريطانية المتحورة ستصبح مهيمنة في غضون أشهر.
بينما تمثل سلالة جنوب أفريقيا والبرازيل المتحورة مابين 4 و 5% من الحالات في فرنسا وفقاً لدراسة حديثة.
وفي ألمانيا حيث لا يتم اختبار وجود الطفرات على نطاق واسع، قدرت السلطات أن الطفرات المتحورة تشكل نحو 6% من جميع الإصابات قبل أسبوعين.
ومن المتوقع أن تظهر نتائج الدراسة الجديدة التي ستصدر هذا الأسبوع، ارتفاعاً حاداً، حيث قالت السلطات في برلين إن السلالة البريطانية ستصبح مهيمنة في المدينة بحلول أبريل.
وأصبح انتشار السلالات الجديد من فيرروس كورونا شديدة العدوى، العامل الرئيسي الذي يعيق رفع قيود الإغلاق في أوروبا، حيث تسعى الدول إلى منع زيادة جديدة في العدوى وسط نقص حاد في اللقاحات.
وأكدت الدراسات أن فعالية جميع اللقاحات الثلاثة المستخدمة حالياً في أوروبا تضاءلت ضد السلالات الجديدة.
وتدرس بعض الدول تشديد القيود لمواجهة السلالات الجديدة التي تتسارع وسط بطء وتيرة حملات التلقيح.
وتناقش الحكومة الإيطالية سن قيود جديدة لمنع زيادة الحالات الناجمة عن السلالة البريطانية الأكثر عدوى.